لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
وعصبية معها هي بالتحديد في الفترة الأخيرة تحاول دوما ان تمرئ الأمر بهدوء خوفا من غضبه على الجميع.
لم يرى إلى الآن انه يفعل شئ خطأ بل يرى دوما أنه يفعل الصواب لم يهتم برأي احد سواه كأن الجميع مخطئ عدا هو..
في الصباح...
خرجت رنيم من المرحاض بملامح وجه هادئة لكنها سرعان ما عبست عندما وجدت جواد الذي يعد ذاته للذهاب اقتربت منه واقفة خلفه مباشرة بهدوء مغمغمة بحزن
اومأ لها برأسه اماما وهو يقوم بغلق قميصه مسرعا مردفا بحنان
اه يا رورو ساعتين ولا حاجة وراجع مش هطول.
طالعته برفض لا تود أن يتركها بمفردها شاعرة بمدى قوتها وهو معها لكنها لم تريد أن تبقى في المنزل مع تلك العائلة بمفردها متسيبنيش لوحدي ع.. عشان اللي حصل امبارح يعني.
مټخافيش محدش هيكلمك ابقي اقعدي مع سما وماما ومتقلقيش.
ماشي يلا روح أنت ياحضرة الظابط عشان متتأخرش.
بقولك ايه ما نتأخر عالشغل شوية اصل ابقى ظابط غبي لو سيبت الشغل الحلو اللي في ايدي دة ومشيت.
ابتعد عنه بعض الخطوات إلى الخلف ضاحكة بسعادة وأجابته برفض
لأ طبعا يلا روح عشان تلحق ترجع ومتتأخرش.
ماشي استنيني بقى لما ارجع هاخد حقي كامل.
ضحكت بصخب معلنة عن سعادتها واحتضنته بحنان وعشق جارف وبدأ هو يلملم اشياءه مسرعا حتى يذهب عمله.
في المساء...
عاد جواد إلى المنزل للتو
كان سيدلف إلى غرفته مباشرة ليطمئن عليها ويطفئ من اشتياقه لها لكنه وجد والدته تنتظره تمتمت بهدوء
لو فاضي يا حبيبي ممكن اتكلم معاك.
اه طبعا ولو مش فاضي أفضالك ياست الكل هو أنا عندي اغلى منك.
ابتسمت بفخر لحنانه الدائم وحبه لها وجلست تتحدث معه بجدية وعتاب
ينفع اللي حصل امبارح ياجواد
تنهد بجدية مجيبا اياها بعدم رضا هو الآخر
لا طبعا مينفعش بس هو غلط رنيم دلوقتي مراتي كرامتها من كرامتي يعني لازم احافظ عليها أنتي اللي معلماني كدة هو غلط فيها وقال في حقها كلام مينفعش ومحترمش وجودي.
ياحبيبي هو كان فاكر أنها مقالتلكش ماهو مجاش في باله إنك عارف حاجة زي كدة وموافق عليها دة نفسه يشوف عيالك.
التقط أنفاسه بصعداء مغمغما بجدية
يا أمي المهم عنده المفروض تبقى سعادتي وكلكم عارفين أن سعادتي معاها.
ردت عليه معترضة بعدم رضا محاول أن تجعله يرى الامر كاملا ليحكم بعقله بدلا من عاطفته المسيطرة عليه
صمتت لوهلة بأعين باكية وأضافت معقبة بحزن
أنا من زمان وأنا نفسي اشيل
عيالك بحلم باليوم دة جواد وانت عاوز دلوقتي تحرمني منه.
لا يعلم كيف يخبرها أن كل ذلك لا يهمه هو لن يسعد باطفاله مع غيرها سعادته الحقيقية معها حاول أن يجعلها تفهم ما يريده
يا أمي والله انا عارف كل دة بس لو جبت مية عيل مش من رنيم عمري ما هفرح سعادة ابنك معاها مش مع غيرها مش بايدي والله بس كل حاجة جوايا عاوزاها هي مش عاوزة غيرها.
لا تجد الرد المناسب لترد به عليه كانت خائڤة من رد فعل فاروق بعدما رأت اصرار ابنها الكبير عليها اقترحت حل أحمق عالمة بمدى استحالته لكنها تحاول
بعد فترة طلقها واتجوز غيرها اتجوز متستناش وهتنساها بكرة لما تتجوز وتخلف هتنساها.
أجابها برفض تام نافيا حديثها الغير مقنع
كنت نسيتها وهي متجوزة هنساها دلوقتي كدة هبقى بظلم نفسي وبظلم اللي هتجوزها أنا عمري ماهحب حد غيرها.
لا تجد ما تتفوه به فدعت له بحب متمنية من ربها أن يحقق ما تطلبه
ربنا يسعدك ياحبيبي ويحققلك لللي بتتمناه.
احتضنها بهدوء مقبلا رأسها بحنان ثم تركها حتى ترتاح قليلا وسار نحو غرفته بخطوات واسعة عينيه متلهفة باشتياق لرؤيتها.
وجدها جالسة بشرود صامتة لم تبدي رد فعل فاقترب يحتضنها بعشق وشاكسها بمرح هادئ
ايه ساكتة ليه مفيش اي كلمة حلوة لجوزك حبيبك دة انا راجع بسرعة عشانك.
ظلت متصنمة كما هي بجمود لم تشاركه عناقه الدافئ فقطب جبينه متعجبا لطريقتها فغمغم متسائلا بقلق واهتمام
في إيه مالك حصل حاجة زعلتك وانا برة!
لم تجيب على سؤاله بل نهضت تقف قبالته بملامح باردة خالية من المشاعر وغمغمت ببرود حاد
طلقني ياجواد... طلقني وكفاية اوي لغاية كدة انا اصلا مكنتش عاوزاك ووافقت على جوازي منك ڠصب عني فطلقني أحسن.
لم يفهم معنى حديثها فطالعها بذهول متعجبا مما تتفوهه ومتسائلا مرة أخرى بعدم تصديق
ايه اللي بتقوليه دة
لم تهتم لنظراته المصوبة نحوها بل أجابته بلا مبالاه مؤكدة حديثها مرة أخرى
بقول للحقيقة أنا مش عاوزاك وعاوزة اتطلق طلقني بقى صعبة دي.
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
استمع جواد إلى حديثها پصدمة وقد ازدادت ملامحه حدة وڠضب لكنه تنهد بصوت مرتفع محاولا السيطرة على ذاته أمامها ظل يطالعها بعدم تصديق عالما سبب تفوهها بذلك الحديث لكنه لازال غاضبا لا يعلم كيف استطاعت التفوه بتلك الكلمات القاسېة الناهية لعشقهما..
سار من أمامها بخطوات واسعة غاضبة يود الفرار من أمامها بدلا من لهفته لرؤيتها محاولا أن يسيطر على غضبه العارم من حديثها.
أسرعت تحاول ملاحقته ومنعه من الذهاب بخطوات شبه راكضة مغمغمة باسمه بحزن
ج... جواد... ج... جواد استنى طيب.
لم يلتفت نحوها ولم يبالي بهتافها باسمه بل استكمل طريقه بخطوات سريعة يفر من أمامها حتى لا ينفجر بها بعد طلبها في الإبتعاد عنه.
وقفت باكية پعنف والحزن
يملأ قلبها لما يحدث بينهما اقتربت جليلة منها التي رأتها محتضنة أياها بهدوء عندما رأت هيئتها الباكية مغمغمة بهدوء
اهدي ياحبيبتي متعيطيش محصلش حاجة.
تمتمت بنبرة حزينة ضعيفة خرجت من بين شفتيها مهزوزة بقلق
س... سابني ومشي.
لم تفهم جليلة سبب ماحدث بينهما لكنها حاولت تهدئتها بتعقل وحنان
لا يارنيم هو دايما كدة لما بيتعصب بيمشي حتى لما بزعل أنا وهو متزعليش انتي بس واهدي ياحبيتي بلاش عياط هو هيهدا وهيرجع زي ما بيعمل على طول.
ساعدتها بحنان حتى تدلف غرفتها وظلت معها تحاول تهدئتها لكنها لازالت مستمرة في البكاء بضعف غمغمت بحنان مربتة فوق ظهرها
خلاص بقى عشان خاطري متعيطيش طب هو مزعلك في ايه وازعلهولك أنا لما يرجع وبلاش عياط كفاية.
اجابتها نافية بحزن متلعثمة من بين دموعها التي لم تتوقف للآن
أ... انا اللي مزعلاه ه... هو سابني عشان أنا زعلته.
ابتسمت جليلة بهدوء مردفة بمرح
دة بيهدا على طول مش هيكمل حاجة وهتلاقيه رجع وهو اللي بيصالحك جواد مفيش حد أطيب ولا أحن منه والله اهدي بقى وبلاش عياط بقى.
اومأت لها برأسها أماما بهدوء محاولة منع دموعها لكنها فشلت واجهشت في دوامة مريرة من البكاء بلا توقف حاولت
متابعة القراءة