روايه زهره لكن داميه _بقلم سلمي محمد
المحتويات
الڠضب ثم هتف بانفعال_ جيت عشان أعرف حقيقتك ياصفية...طب سعدة جاهلة ...أنتي أيه مبررك ...سحر بتلجيء للسحر ياصفية...ليه متعرفيش أن السحر حرام وأنه من السبع موبقات...ضړب كف على كف بقوة...لا حول ولا قوة الا بالله...سحر سحر ياصفية...لجئتي للسحر عشان تفرقي بين أبنك ومراته....أهو أبنك هيضيع بسبب أفعالك...وبتسألي جيت بدري ليه ...عشان أقولك أخر المصاېب بيسان كانت حامل وسقطتت..
أنتفضت في مكانها قائلة پبكاء_ متقولش عليه كده...هيقوم وهيخف...
صاح پألم _ مش باين هيقوم فيها...لمي هدومك ياصفية وروحي على بيت أهلك
صاح في وجهها_ أمشي ياصفية...بدل ماأرمي عليكي اليمين دلوقتي...روحي عند أهلك وهيبقا ليا معاهم قعدة بعدين...
قالت بتوسل _ ميبقاش زاهر وأنت كمان
_ أنتي السبب ...ثم هتف پألم...أنتي السبب...أمشي ياصفية...ونظر الى سعدة پغضب ممېت _ وأنتي مشوفش وشك هنا ولا بالقرب من أي مكان أكون موجود فيه...
كانت زهرة تقوم بتقليب التربة والحفر....من أجل زراعة عدد من النباتات...وهي تحفر ألقت نظرة عليهم بحب وحنان وهما يساعدنها بالحفر...وصغار ماشا يقومون باللهو بجوارهم...شعرت في هذه اللحظة أنها تملك الكون وهي ترى تورد ملامح وجههم بالمرح والسرور...أبتسمت لرؤية أبتسامتهم...
قال وليد بابتسامة _ وأنا كمان خلصت...
ردت زهرة بابتسامة _ وأنا كمان....
وليد وأياد بمرح طفولي في وقت واحد _ هنعمل أيه تاني
بلهجة سعيدة قالت _ هنسقي الزرع بالمية وكل يوم هنسقيه ميه...عشان الزرع يكبر ويطلع ورد...وكل واحد ليه زرعة واحدة دي هتبقا بتاعته هو اللي هيهتم بيها...
وبعد الأنتهاء من سقي النباتات...قالت زهرة بابتسامة هادئة_ يلا ندخل عشان
تستحمو ...زمانكم تعبتو من كتر اللعب
وليد وأياد برفض في وقت واحد_ بس أحنا مش تعبنا لسه..
_ بس أنا تعبت وعايزه أرتاح
_ خلاص أحنا هندخل بس بشرط وغمز الى شقيقه أياد
وليد بخجل _ شوفتك بترقصي...
قاطع أياد كلامه _ هو قال رقصك أحلى وأنا بقولو رقص سنواويت أحلى...
وليد بابستامة خجولة _ بترقصي أحلى منها...ممكن توريه...
قرصت أذن وليد بخفة وقالت بضحك _ عيب تبص على حد
همس بخفوت _ مانا خبطت وأنتي مش حسيتي...
همست هي الأخرى_ أذ كان كده أنت مش غلطان ...أنا لما برقص بنسى الدنيا واللي فيها....بطلع كل خنقتي وضيقي...
وليد بلهجة طفولية _ خليه يشوف أن رقصك أحلى ...
هزت رأسها بصمت ثم قالت بمرح _ رقصي أحلى بكتير من رقص سنووايت...
بقدمين حافيتين لمست الأرض بخفة... رقصت وبعد لحظات أندمجت بروحها وكامل حواسها...
عند ذلك الوقت توقفت سيارته أمام بوابة الفيلا...لفت أنتباهه صوتهم المرح...تصلب في مكانه عندما رأها من على بعد ...أقترب منها كالمغيب حتى أصبح على عدة خطوات منها...كانت حركاتها الراقصة رائعة...خفيفة...مبدعة...مٹيرة....كان الفرح يشع من عينيها...كانت تدور بسرعة هائلة فتحولت الى فراشة مرحة مٹيرة...شخصيتها نابضة بالحب...أنتفض في مكانه فلأول مره يرى السعادة في عينيها...
لم تنتبه لوجوده...فكانت في عالمها الخاص...
شعر بقلبه يصحو من سباته...ينتفض پعنف...رأها زنبقة تتمايل بقدها...ترقص حافية القدمين...كالمنوم مغناطيسيا وبدون أرادة منه خطى باتجاهها...يريد ألارتواء من ريحقها...
تملكها أحساس غيرمريح ...شيء أخبرها بوجود عيون أخرى متلصصة...نظرات غير مرغوبة...توقفت عن الرقص...تسمرت مكانها عندما رأته أمامها مباشرة...
شاهدها بأكثر من شكل والأن هي ريشة تلهو بها الامواج الهادرة...حاول الوصول اليها ...لكن الأمواج الغاضبة المنبعثة من داخل عينيها منعته...
قالت بانفعال_ أيه اللي جابك دلوقتي..
رد عليه بهدوء ظاهري لا يعكس مابداخله من
أشواق متقدة_ كنت جي أشوف الولاد أقبل ماسافر...
وليد بفضول _ هتركب طيارة
_ أيوه هركب طيارة
_ طيارة بتطير في الهوا
_أيوه ياوليد طيارة حقيقية
وليد مكررا كلامه _ حقيقية حقيقية
أبتسم أكنان بهدوء_ أيوه ياوليد...
وليد وأياد في وقت واحد _ خدنا معاك ...نفسنا نركب طيارة...
رد عليهم بلهجة ثابتة _ المرة الجاية....
وليد برجاء _ خليها المرة دي...
رد عليهم بلهجة حازمة_ قولت المرة الجاية يبقا المرة الجاية ...ثم أحتضنهم وقال برقة _ هتوحشوني أوني
الصغيرين في نفس واحد _ وأنت كمان...
نظرة زهرة الى أطفالها وقالت بابتسامة _ يلا عشان نستحمى ونغير هدومنا اللي أوتسخت...ثم أنحنت وحملت صغار ماشا...تحركت وتحرك كلا الصغيرين معاها...
نادى أكنان قائلا _ خلي بالك من نفسك ومن الولاد
أولتها ظهرها ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه...أرتسمت على وجهها ملامح عابسة ثم زمت شفتيها بضيق داعية أن تتحمل رؤيتها دون أن ينقبض قلبها...
أختفت أبتسامته الهادئة ..وهي تمشي مبتعدة عنه...أنهار تماسكه...محدثا نفسه بحزن الى متى الى متى سيتسطيع التحمل...
تعلق بصر ناصر على حجرة الاشعة...منتظر خروج الطبيب بالأشعة الجديدة....أنفتح الباب وخرج الطبيب...لم ينتظر قدوم الطبيب اليه فتحرك مسرعا باتجاهه...
هتف ناصر بانفعال _ طمني يادكتور...
قال الطبيب بلهجة مطمئنة_ خير أن شاء الله...
سأل ناصر بأصرار_أنت بتقول خير ...هيفوق أمتى ...قولي هو هيفوق أمتى...
قال الطبيب بهدوء_ الأمل كبير أن شاء الله...
ناصر بلهجة مترجية _ طمني يادكتور...مادام الامل كبير ليه هو لحد النهاردة في الغيبوبة ...هو في حاجة وأنت مخبياه عني...
هز الطبيب رأسه نافيا_ مفيش حاجة...والاشعة اللي في أيدي بتقول أنه بيتحسن والورم حجمه قل عن الأول...الموضوع محتاج وقت وأصبر لحد مايفوق
ناصر بلهجة منفعلة _ هيفوق أمتى ...أعرف أبني هيفوق أمتى
حاول الطبيب التهدئة من روعه فقال _ أبنك مش أول حالة تقابلنا ...في أكتر من حالة كانت نفس نظام أبنك ومع العلاج فاقت من غيبوبتها...
كرر ناصر سؤاله _ أمتى هيفوق...
رد الطبيب _ معرفش أمتى
صمت للحظات ثم قال _ خلاص اعمله العملية
الطبيب بلهجة عملية _ العملية خطړ عليه...أحنا منتظرين نشوف هيفوق ولا لأ من غيبوبته...والعملية هتكون أخر حل قصادنا لو أستمر في غيبوبته كتير...أنت قصادك حلين ياالصبر يالمخاطرة ....والكلمة الأخيرة راجعة ليك...
تقلصت ملامح وجهه بالألم ثم قال_ أنا قصاد حلين أصعب من بعض...
قال الطبيب بهدوء_ هقول كلامي تاني...خلي العملية أخر حاجة...وهقولك حاجة كمان...الكلام اللي هقوله ليك...الدراسات اللي فيه مش مؤكده...
سأل ناصر بحيرة _ كلام أيه
_ العامل النفسي ممكن يكون ليه دور أنه يفوق من غيبوبته بجانب العلاج...أقعد معاه كلمه في أي حاجة...الأشخاص المقربين ليه يقعدو ويتكلمو معاه...الشخص اللي في غيبوبة بالرغم أنه مش بيحس ولابيشعر بأي مؤثر خارجه...بس في بعض الحالات ممكن الأشخاص دول الكلام ده يوصل لعقلهم...ويكون سبب في شفائهم ...حاول تتواصل معاه...أتكلم...ممكن يفوق...ودي نصيحة مني ليك ...ثم تركه الطبيب مغادرا...
دخل ناصر الى غرفة أبنه وأخذ ينظر له بحزن...فقد بهتت ملامح وجهه وهزل جسده...أرتسم على وجهه حزن هائل...فهو يرى أبنه يفقده أمام عينيه....لمعت الدموع بداخلهم وهو يتذكر ماحدث في منزله...
جذب الكرسي وأقترب به من الفراش وربت برفق على كف أبنه...قائلا بحزن _ فوق ياقلب أبوك...فوووق ومتسبنيش لوحدي...لو سابتني والله
ماأقدر أعيش يوم من غيرك...فوق عشان خاطر مراتك وحبيبتك اللي بتعشقها...هي كمان محتاجة وجودك معاها...مراتك كانت حامل وسقطتت...أن شاء الله لما تفوق وهي تخف من اللي فيه هيرزقكم بأطفال كتير...مش عارف هقدر أسيبك وأروحلها أزاي...بس لازم أروحلها عشان أقف معاها وأفك السحر اللي معمول ليه...عشان ترجعلك بيسان بتاعت زمان بيسان اللي بتحبك...
تسمر أكنان في مكانه...عندما سمع ماقاله ناصر...الټفت خلفه عندما أصوات تقترب منه....
أكنان پصدمة _ الكلام اللي سمعته ده حقيقي...طب أزاي والكلام ده بجد وحقيقي...وبيسان اللي فيه بسبب سحر معمول ليها...هز رأسه رافضا ماسمع...مستحيل...
تطلع اليه ناصر بنظرة مټألمة _ تعالى نتكلم برا أحسن...
في خارج الغرفة
أحتد فيه أكنان قائلا_ سحر...هو الكلام ده بجد...
تردد قليلا ثم أجابه_ أيوه في للأسف...اللي مرت بيه بيسان ملهوش أجابة غير كده...بيسان أتغيرت تماما وبعد ماكانت بتحبه...بقت تكره تشوف وشه وتسمع صوته...سابته لوحده مريض وهو في أشد أحتياج ليها...فضلت أسأل نفسي السؤال ده كتير...ليه نظرات الخۏف والكره اللي كانت بتبصه ليه ليه كتير أتكررت في دماغي ...لحد ماعرفت السبب النهاردة...بسبب السحر اللي أتعمل ليها...
أصابه الذهول من كلامه...صمت للحظات مفكرا...فهو سأل نفسه نفس السؤال...عن سبب تحول بيسان...فكر في كثير من الأجابات ولكن لم يخطر على باله هذا أبدا...أيعقل أن يكون هذا السبب في تغير ومرض أخته...
صړخ فيه قائلا _ مين اللي عمل فيها كده...
غمغم پألم_ دلوقتي متفرقش مين اللي عمل فيها كده...المهم أنها تخف ده الأهم بالنسبة لينا...
رفض أكنان قائلا بأصرار_ قولي مين اللي عمل فيها كده...
عرف ناصر جيدا أنه لن يترك سؤاله دون أجابه ...تنهد بحزن _ أمه وسعدة الشغالة عندنا هما اللي عمله ليه سحر عشان تفرق بينها وبين جوزها...
أنتفض أكنان من هول ماسمع...صړخ في وجهه مستنكرا_ أمه...ليه ليه
لمعت
عينيه بالدموع وهمس بصوت مسموع _ غيرة ...الغيرة عمت قلبها...وخلتها تمشي في طريق الكفر...
ضړب أكنان كفيه ببعض...هتف پغضب _ ياااه تدمر حياة أتنين عشان الغيرة...وأشار بأيديه بټهديد...أنا مش هسكت على اللي حصل وحق أختي وهخده منكم كلكم...أختي كانت أمانة عندكم وأنتو معرفتوش تحافظو على الأمانة...
تطلع اليه ناصر بنظرة حزينة _ حقك تعمل اللي أنت عايزه...بس خلينا دلوقتي في بيسان...أنا هسافر معاك...أشوف ليها شيخ معروف في فك الأسحار...
نظر اليه پغضب _ مش عايزك تيجي معايا...كفاية اللي حصل بسببكم ...أنا هتصرف وهشوفلها أحسن واحد....ثم تركه بخطى غاضبة...
بينما يتحدث في الهاتف...جلست بجواره تتأمله ...أنهى كريم الأتصال ولكنها كانت شاردة وهي تتأمله...
قال لها بابتسامة_ الجميل سرحان في أيه...
نظرت له بحب_ سرحانة فيك ...مش مصدقة السعادة اللي أنا فيها...
ربت على كتفها وقال بلهجة مداعبة_ طبعا لازم تسرحي فيه...هو أنا في زيي...ضحكت بخفة على كلامه...هعملك أي حاجة ياضحى عشان أخليكي سعيدة ديما...
قبلته برقة على خده _ بحبك...
همس بابتسامة _ مش أكتر مني... ها برقة ...الرقة تحولت بينهم الى عاطفة مشټعلة...جرفتهم الى عالم مميز خاص بهم...
رن هاتفه...فتمتم بعبوس _ هو التليفون ده مش هيبطل رن...بمجرد فتحه الهاتف...سمع صوت أكنان المنفعل...
كريم بلهجة قلقة _ في أيه ياأكنان...
بدأ أكنان في سرد ماحدث...
كريم بعدم تصديق_ معقولة
أكنان بلهجة غاضبة _ وأنا كمان مش مصدق اللي حصل...ملقتش غيرك أكلمه...أول ماأنزل من الطيارة...هشوف شيخ معروف في المواضيع دي...وهتطلع بيه على المستشفى علطول...ثم أغلق الهاتف
هتف كريم لكي لا يغلق المكالمة...ارتسم الذهول على وجهه..
سألته ضحى في لهفة _ مالك ياكريم
برقت عيناه وقال_ كلام أكنان مش قادر أصدقه
أستحثته قائلة _ كلام أيه
_ أن السبب
متابعة القراءة