روايه زهره لكن داميه _بقلم سلمي محمد

موقع أيام نيوز

وشقيقها اليها مسرعين بمجرد أخبارهم أنها معهم الان ...
قبل أنصرافها مع والدها سألت الظابط برجاء ممكن تقولي أخبار البنت اللي وديتوها المستشفى 
رد الظابط معرفش وضعها أيه ...بس هقولك أسم المستشفى ...ثم أعطها العنوان 
قال عبد الفتاح يلا ياضحى 
ردت بهمس حاضر يابابا 
هتف الظابط كمان يومين لزم ضحى تكون موجودة عشان تحقيقات النيابة ...وتدلي بكل اللي تعرفه
غادرت ضحى مع والدها وشقيقها ..طول الطريق كان الصمت سيد الموقف ...لا أحد فيهم قادرا على سؤالها هلى هي مازالت بكر ... 
بمجرد دخوله الشقة أخذتها أمينة بين أحضانها وهي تبكي ...بأصابع يديها تلمست وجهها باضطراب ...قالت پبكاء بنتي بنتي ...أخيرا رجعتي لحضني...أنتي كويسة 
ضحى تحكمت في دموعها وهى ترد الحمد لله ...أنا هروح أوضتي ياماما
...نفسي أنام 
أمينة پبكاء خليكي شوية معايا ...أنتي واحشتيني أوي
ضحى بنبرة حزينة بعدين ياماما هنقعد مع بعض...كل اللي محتاجه دلوقتي حمام سخن ونوم 
...ذهبت الى غرفتها مباشرة دون سماع رد والدتها وأغلقت الباب خلفها ...القت نفسها على السرير مڼهارة ...لتناسب دموعها المسجونة بحرية ...أذ كانت نظرات والدها وشقيقها لها هكذا ...فما بالك بنظرات الغريب...
سألت أمينة مالها ضحى ياعبد الفتاح 
عبد الفتاح بلهجة مقهورة ماهي كويسة قصادك 
تحدث حسام بحزن أنا داخل أنام
تحدث أمينة بأصرار قولي حصل أيه اللي مخلي وشك مقلوب أنت وأبنك 
نظر لها بكسرة نفس سمعنا في القسم كلام ياأمينة 
أمينة بقلق كلام أيه 
_ أن أاان ضحى أعتدو عليها في المكان اللي أتخطفت فيه 
شعرت پألم حاد داخل قلبها ..طفرت الدموع من عينيها ياعيني عليكي يابنتي ...أااااه ...أااااه...أااااه ياعبد الفتاح 
عبد الفتاح انهارباكيا... فاقدا سيطرته المفتعلة واضعا رأسه على صدر زوجته ...حضڼ كل منهما الأخر ...تعالى نحيبهم ..قهرا ...ألما...حزنا على أبنتهم الصغيرة
في المستشفى أكنان لم يترك زهرة أبدا ...حجز لها جناحا بأكمله في المستشفى ..لتأخذ راحتها هي ووالدتها بحرية تامة ...
ظل بجوارها منتظرا خارج غرفة العمليات..شرد مع أفكاره وأنه أصبح متعلق بزهرة وأنه يريد حمايتها من أي ألم ...وبين اللحظة والأخرة كان يقول لها بعض من الكلمات المطمئنة 
تحدث أكنان بحنية تعالي معايا نروح مطعم المستشفى تاكلي حاجة بدل ماتقعي من طولك ....
نظرت له زهرة برفض أنا هفضل واقفة هنا ...لحد ماماما تطلع من أوضة العمليات 
_ بصراحة أنتي لو أغمى عليكي أنا بقولك من أولها مش هقدر أشيلك ...عشان فصلت من قلة الأكل 
_ هو أنت جعان 
_ همووت من قلة الأكل 
بلهجة مترددة أنا موافقة أكل حاجة 
أكنان بابتسامة خفيفة يلا بينا 
على طاوله خاصة بيهم في داخل المطعم ...عندما أنتهى كلاهما من تناول الطعام والقهوة 
قال أكنان بابتسامة خفيفة بردو مفيش أحلى من قهوتك 
شعرت بالخجل ....ثم همست بامنتان شكرااا
سأل أكنان أنتي بتقولي أيه 
تحدثت بنبرة أعلى شكرااا على كل اللي عملته مع ماما ...مش عارفة ههرد جمايلك دي أزاي ...
قال أكنان بهدوء أنك تنسي اللي فات ونبتدي مع بعض صفحة جديدة ...مفهاش كره ...موافقة 
هزت رأسها بخفة قائلة موافقة
سأل أكنان بفضول ممكن أسألك سؤال
_ أسال 
_ مين أحمد وليه ديما شكلك حزين 
_ أحمد الانسان اللي حبيته في يوم من الأيام وسابني في أكتر وقت محتاجه في وأتجوز صاحبتي 
_ ندل 
أبتسمت بخفة أه ..
سأل أكنان محبتيش تاني 
ابتسمت زهرة پألم لأ ...أنا مش محتاجة الحب ...أنا محتاجة حد يحس بيا ويفهمني ويعوضني عن كل سينين الشقا اللي عيشتها...يشوفني بقلبه قبل عينيه 
كلامها لمس أوتار قلبه ...فهو رأها بقلبه ...وأمتلكت أفكاره ليل نهار ...سأل مترددا ولقتيه 
ردت قائلة لأ لسه ...لم تعلم لماذا تكلمت معاه بصراحة ...وأخبرته عن حلمها المستحيل الحدوث ...نهضت من مكانها بحركة فجائية قائلة بحدة أنا رايحة أشوف ماما
نهض هو الاخر ...مندهش من حدة كلامها ...تحدث قائلا يلا بينا 
أمام غرفة العمليات ..أنتظر أكنان وزهرة خروج الطبيب 
لم تقوى على النظر اليه مباشرة بعد حديث المطعم ....شعرت زهرة بالتوتر عندما طال الأنتظار...عيونها ظلت مسمرة على باب غرفة العمليات ...أنفتح الباب ...خرج الطبيب ...تسمرت مكانها لم تقدر على الحراك 
ذهب أكنان أليه ومن مكانها ...رأت أكنان يتحدث مع محمد ...سمعت هتاف أكنان أنت بتقول أيه ...هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها
أنقبض قلبها ...رافضة أحساسها عندما سمعت كلام أكنان ورأت نظراتهم المعتذرة لها 
الحلقة السادسة عشر والاخيرة 
كوني إنتي...حبي نفسك كماهي
كوني واثقة من جمالك
فأنتي جميلة بطريقتك الخاصة
كوني سعيدة بوجهك...سعيدة بجسدك كماهو
كوني إنتي ولاتبالي بأراء الآخرين تجاه مظهرك
كوني إنتي كماهي... كوني سعيدة
____
ذهب أكنان اليه ومن مكانها...رأته يتحدث مع محمد ...سمعت هتاف أكنان أنت بتقول أيه...هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها ..
أنقبض قلبها ...رافضة أحساسها عندما سمعت كلامه ورأت نظراته المعتذرة لها...
هرولت زهرة باتجاههم ...قائلة بلهجة مذعورة ماما مالها 
تحدث محمد بلهجة مضطربة الوالدة دخلت غيبوبة ...
همست بخفوت الحمد لله ...تحدثت بنبرة أعلى ...وهتفوق منها أمتى 
غمز أكنان بعينيه الى محمد ..
محمد بلهجة ثابته خلال كام يوم بالكتير ...وممكن توصل لشهر ....أخفى محمد حالتها عنها وأنها من
الممكن الأ تستيقظ أبدا...
همست زهرة بدعاء .. قالت شكراا ليك يادكتور ...شكراا ليك ياأكنان بيه ...مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه
رد محمد بتردد العفو ...ثم أنصرف 
تحدث أكنان بهدوء أنتي منمتيش النهاردة خالص ...محتاجة ترتاحي شوية ...وبكرا تيجي تشوفيها 
هزت رأسها عندك حق ...كملت كلامها بحيرة ...هو الواحد ممكن يركب هنا أيه عشان يروح بيته 
تحدث أكنان ناظرا لها بشفقة بيتك هيكون بعيد أوي عن المستشفى ...شقتي موجودة وأنتي موظفة عندي ..
قالت بعدم أستيعاب مش فاهمة حضرتك تقصد أيه 
قال بنبرة هادئة أنا عندي موظفين ..اللي ساكنين بعيد ليهم أوض خاصة بيباتو فيها ...ومفيش أكتر من الاوض عندي ...أنا واخد دورين ...دور ليا خاص ودور للموظفين عندي...فكري كده وقوليلي ومتنسيش أنك لسه شغالة عندي ...من
المستشفى للشغل هيبقا وضع مستحيل ليكي ..ردك أيه
ترددت زهرة في الاجابة ..
سأل أكنان قولتي أيه
حسمت زهرة قرارها موافقة...هيسهل عليا وقت ومجهود كبير...حضرتك كدا بتشيلني جمايل كتير مش عارفة هردها ليك أزاي 
رد أكنان وأنا مش مستني ترديها ليا ...تعالي معايا عشان أوصلك ...
زهرة برفض أنا عارفة طريق شقتك من هنا ...كفاية تعبك معايا لحد كده 
رد أكنان بحدة أنت أصلا على طريقي...وبلاش كل لما أقولك حاجة تقوليلي لا ...مفيش حاضر علطول 
همست بأحراج حاضر 
ابتسم أكنان بخفة أيوه كده ....وماشا وموجودة عندي دلوقتي 
هتفت زهرة أهاا ...ده أنا نسيت خالص ...
قال أكنان تعالي عشان أوديكي ليها
أشرقت شمس الصباح وشعت الأرض بنورها...أستيقظت ضحى بعيون منتفحة ...فهي قضت طول الليل في البكاء ...نهضت من فوق فراشها شاعرة پألم يغزو جسدها ...ألمها الجسدي ...ألمها النفسي مجتمعين سويا ...مسببين ألما غير محتمل ...نهضت بتثاقل من فوق فراشها...فتحت درج الكمودينو الخاص بها تناولت شريط مسكن ...أخرجت حبتين ...تناولتهم دفعة واحدة دون ماء ...ثم أتجهت ناحية الحمام ...أخذت حمام دافىء ..وقامت بتغير ملابسها ...جلست على السرير لعدة دقائق ...تتنفس بهدوء وعندما شعرت بالراحة قررت الخروج ومواجهة والديها بما حدث لها ...
بمجرد خروجها ...وجدت والدها ووالدتها جالسين في غرفة المعيشة ...ملامحهم حزينة ...كئيبة 
ضحى بلهجة هادئة صباح الخير 
عبد الفتاح بلهجة حزينة صباح النور ...أنا ماشي رايح الشغل ...
أمينة بحزن صباح النور يابنتي 
جلست ضحى بجوار والدتها ...ثم قالت أنا عارفة أنتو زعلانيين ليه ...بس أنا عايزه أطمنك ياماما ...أني محصلش ليا حاجة وأنا لسه بنت زي ماأنا ...
تهللت أساريرها بجد ياضحى 
ردت ضحى بابتسامة مټألمة والله بجد ياماما ...أطمني وخلي قلبكم يرتاح ...أحمدو ربنا كتير أني رجعتلكم زي مانا ...أنا شوفت هناك بنات كتير أتظلمو ...ونفسي أطلب منك طلب ياماما ...البنت اللي السبب أني ميجرالش ليا حاجة ...البنت اللي أنقذتني ...أنا كنت السبب في تعذيبها ووجودها دلوقتي في المستشفى ...نفسي نروح نزوها ونقف جمبها ..
سألت أمينة هي تبقا بنت من أيهم 
ردت ضحى بحزن أيوه ياماما بس ڠصب عنها ...وقصت على أمها حكاية ناريمان بالتفصيل 
هتفت أمينة ياعيني عليكي يابنتي...أنا هروح أزورها وأطمنك عليها ....بس أنتي خليكي اليومين دول متتحركيش من الشقة ...متعرفيش العصابة ممكن تعمل ايه 
ردت ضحى عندك حق ياماما ...بس بالله عليكي ياماما تروحي ليها النهاردة ...قبل بكرا 
ردت أمينه حاضر ...
أتجهت ضحى الى غرفتها ...وأمينة تناولت الهاتف وأتصلت بزوجها ...وأخبرتها بكل الكلام التي قالته ضحى لها ...
رن جرس الباب ...نهضت أمينة من مكانها وأتجهت ناحية باب الشقة ..بمجرد فتحه ...هرولت زهرة الى الداخل...
سألت أمينة بذهول أنتي لحقتي ...ده أنا لسه متصلة بيكي 
تنفست زهرة بصوت مسموع قائلة بسرعة ضحى كويسة ..هي في أوضتها دلوقتي 
ردت أمينة بخير 
لم تنتظر زهرة باقية ردها ....وأتجهت ناحية غرفة ضحى مباشرة ...دقت على الباب ...حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول ...
بمجرد رؤيت زهرة ...نهضت من مكانها والقت نفسها بين أحضانها ...
زهرة بلهجة حنونة أنتي عاملة أيه ياضحى 
ضحى پألم أنا كويسة أوي ...
زهرة بأعتذار مش عايزكي تزعلي مني عشان جيت ليكي متأخر بس والله ڠصب عني ...ماما أمبارح راحت المستشفى 
_ وهي عاملة أيه دلوقتي
_بخير ياضحى ...طمنيني عليكي وحصلك أيه وأزاي البوليس قبض على العصابة 
_ أنا هقولك يازهرة حصل معايا أيه ...شردت ضحى للحظات ...وأخذت تحكي ماحدث لها بالتفصيل 
شهقت زهرة پصدمة يالهوووي ياضحى ..هو في كده بيحصل في الحقيقة والمتاجرة بأعراض البنات بقا مباح وكمان في ظباط ومحامين بيساعدو المنظمة دي ...لا حول ولا قوة الا بالله
تحدثت ضحى پألم أنا كنت زيك في الاول مش مصدقة أن في بنأدمين بالشړ ده ...لحد ماشوفت بعيني
زهرة بمواساة كويس أنها جيت لحد كده معاكي
ضحى بحزن أنا تعبانة أوي يازهرة 
_ حسه بيكي ...اللي مريتي بيه صعب أوي
_ صعب أوي أوي يازهرة ...مشوفتيش نظرات الناس ليا وأنا طالعة البيت ...تنهدت پألم ...حتى نظرات بابا وماما وأخويا مختلفتش كتير ...نظراتهم ليا على شيء مليش ذنب فيه...أنا أمبارح حطيت راسي على المخدة ودعيت مقومش تاني 
_ متقوليش على نفسك كده تاني وأن شاء الله ربنا هيراضيكي
_هيراضيني بجد!
_ أيوه هيراضيكي وهيعوضك عن
كل اللي فات 
هتفت ضحى بدعاء يارب 
___
بعد مرور شهر ...تم حبس جميع أفراد المنظمة على ذمة التحقيق...ووالد ضحى بعد خروج ناريمان من المستشفى قام بتوفير عمل لها في مشغل عند أحد أصدقائه دون أخباره عن أصلها وماحدث لها ...وأيضا قام بتأجير شقة قريبة منهم لتسكن فيها ...
أما بيسان عندما علمت بسفر زاهر القريب الى المانيا ..أسرعت من ميعاد كتب الكتاب وحفلة الزفاف ....أما والدة زهرة لازالت كما هي ...لم تستيقظ من الغيبوبة...والطبيب المعالج لها لم يتوقف عن بث الأمل لدى زهرة في أستيقاظ والدتها
امسك هاتفه يتصفح عليه مواقع التواصل الاجتماعي ...ليتخلص من شعوره بالملل... فهي أجبرته على التزين تحت يد فريق مختص...تأفف بضيق ... الوقت مر ببطء شديد وأصابع الحلاق لم تتوقف
عن
تم نسخ الرابط