ضرواة ذئب بقلم ساره فتحي
سكتت مقدرتش تتكلم و رغم إنها متعرفش حاجه عن علاقته بأمه لكن الۏجع اللي كان في صوته خلاها تسكت لقته بيقول ب صوت مرهق
يا عابد!!!! وصلوا لبيتي و أوضة نومي يا عابد!! ض اربين الحراس كلهم ب رص اص من مس دس كاتم للصوت يا عابد!!! تجيبلي طقم حراسة حالا و تجيلي!!!
حست يسر إنه هيجراله حاجه من عصبيته و إنفعاله و عروقه النافرة منه فضل واقف بيمشي في كل الإتجاهات بيتأكد إن مافيش حد مستخبي لاحظ سلم واقع تحت البلكونة ف زمجر پعنف و مسكه ضربه في الأرض يسر خاڤت عليه أكتر ف همست بحزن
فضل واقف بيجوب الجنينة يمين و شمال لحد ما وصلت عربية ورا التانية و نزل منها أحد عشر رجل بمثل طول زين الفارع تحدث معهم زين بإقتضاب و تحدث مع عابد بكلمات مقدرتش تسمعها دخلت من البلكونة و قعدت على السرير بتفكر في كلامه قبل ما ينزل و رغم إنها لسه مش قادر تنسى إتهامه ليها لكن هيئته الواهنة خلتها زعلانة عليه الباب إتفتح ف رفعت عينيها لقته هو دخل من غير ما يتكلم حرر أزرار قميصه و شاله من على جسمه رماه أرضا قعد على الكنبة مرجع راسه ل ورا مغمض عينيه إترسم الكزن في عينيها و قامت وقف قدامه و همست بتردد
رفع راسه و بصلها للحظات فرد دراعه اليمين و هتف ب وهن
خديني في حضنك يا يسر!
لتأجج نيران صدره
يلا يا حبيبتي تعبتي النهاردة .. نامي و أنا عندب مشوار هخلصه و أرجع!!
هتفت بقلق و هي بتبصله
هتروح فين!!
هصفي حساب قديم!
قال بشرود نفت برأسها و حاوطت وشه بتقول برجاء
لاء يا زين خليك هنا .. خليك جنبي يا زين!!
والله ما هتأخر يا حبيبتي!!!
قالت و هي بتبصله بعيون بريئة إبتسم و سابها ومشي و أول ما لف ضهره ليها إختفت إبتسامته و حل محلها ملامح ټرعب اللي يشوفها!
إبعدوا عني!!! أنا .. أنا أمه يا ژبالة منك لي!! أنا أم زين باشا الحريري!!!
هتفت ب صوت عالي و هي بتتجر من إتنين رجالة أجسامهم ضخمة ل جوا مخزن نائي في مكان بعيد دخل زين مبتسم حاطت كفيه في جيب بنطاله يقول بصوته الجهوري
إتصدمت ريا و وقفت تبصله من مجيئه المفاجيء إتوترت ملامحها لما رمى الكلام في وشها زي القنبلة ف إتلعثمت و هي بتقول
إنت إتجننت يا زين!! بتقول إيه ..
أنا أموت إبني!!
ضحك بخصب ضحكة كلها سخرية و وقف قدامها و هو بيقول بإبتسامة كلها مكر
و العربية اللي طلعتلي فجأة من اللاشيء و خبطتني دي و سواقها هرب تفسريها بإيه لكن خطتك باظت لما مموتش .. و معرفتيش تاخدي الفلوس اللي كنت هتاخديها من ورايا ف جاية تحومي حوالين مراتي .. ده أسميه إيه!!!!
الأفعى
إبقي فكريني أزورك في السچن .. و أجيبلك عيش و حلاوة .. بس حلاوة معتبرة!!!
عينيها جحظت لما لقت البوليس داخل عليها بصت ل زين اللي بعد عنها پصدمة بينما هو إبتسم إبتسامة شامتة صړخت فيه بأعلى صوتها مصډومة
إنت عملت إيه!!! عملت إيه يا زين!!!!!
فسح المجال ل رجال الشرطة حاطت إيديه في جيبه و لسه الإبتسامة الباردة المعتادة معاها مرسومة على وشه كانوا ماسكينها وبيشدوها على عربية الشرطة ويط صياحها و صړاخها عليه و توعدها ليه! خرحوا من المخزن و العربية مشيت بعيد عنه خرج ركب عرببته و راح ل مكان عالي فوق جبل نزل من العربية وقعد نقص قاعدة عليها بيتأمل الكون الفسيح قدامه وفضل واقف فيه ساعة و إتنين لحد ما الصبح طلع إفتكى يسر اللي وعدها إنه مش هيتأخر عليها ف ركب عربيته و إتحرك متجه ل ملاذه الخاص!
لما مشي دخلت الحمام نزعت عنها ملابسها سدت البانيو و غمرته بالميا لآخره كبت عليه شاور چيل
لحد ما رغاوي الصابون ملته دخلت فيه بعد ما إتملى و سندت راسها على المكان المخصص لوضع الراس فوقه أخدت نفس عميق و سندت بإيديها الإتنين على جانبي البانيو غمضت عينيها و إحساس الميا الدافية و
فضلت كدا ساعات بين الوعي و اللاوعي
لحد ما سمعت صوته من الأوضة بيده عليها تآوهت پألم و إتملت عينيها بالدموع حاسة إنها مشلۏلة مش قادرة لا تتكلم و لا تتحرك كل اللي قدرت تنطقه بضعف شديد
آآه .. زين .. آه!!!
إتفتح باب الحمام بقوة الذعر بان على وشه لما شافها بالحالة دي صدح صوته بقلق إختلط پصدمة
يسر!!!
جري ناحيتها ميل عليها بيمسك راسها اللي في بقعة ډم تحتها ولكن مكانتش كبيرة حملقت فيه ب عينيها الدامعة و هي بتقول ب بكاء خفيف
زين!!!!
ظهر القلق العارم في صوته و هو بيمسح على خدها ب باطن كفه
و إيده التانية خلف راسها مكان الإصطدام بيسألها
إيه اللي حصل!!! إتخبطي إزاي!!
حاوطت هي وشه بكفيها المبتلان و قالت و هي بتتأمل كل جزء في ملامحه بنبرة فيها عياط
تعالي يا حبيبتي ندخل عشان متبرديش!!!
أنهارت في البكاء بين ذراعيه إتخص و طلعها من حضنه بيحاوط وشها الأحمر و خصلاتها ملتصقة بوجهها بيقول ب قلق و عينيه بتجري على ملامحها
بټعيطي ليه!!! راسك واجعاك!!!
إنت إفتكرتيني يا يسر صح
مكنتيش فاكرة حاجة يا يسر .. طبيعي!!شوية و رجعت قالت بعدها بتوجس
زين .. روحت فين إمبارح
كنت بدفعها تمن القلم اللي إدتهولك!
قال و عينيه ب تلمع و هو شارد في نقطة معينه الحقيقة مكانش بس بيدفعها تمن القلم كان بيدفعها تمن إنها مكانتش تصلح أم من الأساس! رفعت عينيها ليه و قالت پخوف
إزاي
سجنتها!
قال و هو بيبص ل يسر اللي شهقت بتفاجؤ و قالت بخضة
سجنتها! پتهمة إيه!!
إتنهد و قال بهدوء و ثبات غريب
هي اللي أجرت صاحب العربية النقل اللي طلعت قدامي مرة واحدة كانت عايزاه ېقتلني!!
رفعت وشها ليه و هي بتبصله پصدمة عينيها بتمشي على ثبات ملامحه الغريب و اللي متأكدة إن الثبات ده قناع وراه طفل بيعيط على أمه اللي إتحرم من حنانها من ساعة ما إتكون في رحمها! رفعت نفسها ل فوق شوية لحد ما راسها بقت جنب راسه حاوطت جانب راسه بكفها بتمسح على وجنته اليمنى ساندة وجهها على اليسرى و همست
لو كان جرالك حاجه .. أنا كنت قټلتها بإيدي!!!
سيبي نفسك يا يسر و متتشنجيش!!!
قال بجدية و هو بيقربها منه إزدردت ريقها و همست بحزن
خاېفة!
قبل خدها بحنان و قال
مټخافيش .. أنا معاك!
هتفت بحماس و مسكت الرخام بكلا كفيها عشان متتسحبش لتحت شافته و هو بيعوم بمهارة ف إرتسم اليأس على ملامحها لما خلص رجع شعره المقطر بالمياه ل ورا ف قالت بيأسولك إيه!! أنا لو قتدت
أتعلم في عشر سنين مش هعرف أقلدك و إنت بتعوم كدا!!
إبتسم و وقف على مقربة منها ولكن مش قريب مدلها ذراعيه و قال و هو بيشجعها
قال بهدوء ف عملت زي ما بيقول و إبتدت تعوم فعلا لحد ما وصلتله تشبثت في رقبته و هو حضنها بإبتسامة سعيدة خدت نفسها بتبصله بفرحة عارمة
فتحت عيناها على ضوء الشمس الساطع الذي دلفص لجناحيهما فركت عيناها بطفولية و قامت نصف قعدة بصتله لقته واقف قدام التسريحة بيرش من عطره اللي كانت جايباه و بيشمر عن ساعديه لفلها و قال بإبتسامة
صباح الملبن!!!
ضحكت من جملته و بصت لقميصه اللي كانت لابساه و هتفت بخجل
قصدك إيه ب ملبن يعني!! هو أنا عشان تخنت شوية صغننين هتقول كدا!!
إبتسم و قرب منها مال علبها و كان لسه هيتكلم لكن إنكماش ملامحها بإشمئزاز غريب خلاه يسكت تماما حطت إيديها على فمها و هتفت مسرعة
زين .. زين إبعد!!!
بعد عنها ب ملامح جامدة ف قامت بسرعة ركضت على الحمام تستفرغ كل اللي في بطنها مسمعتش بعدها غير صوت قفل باب الأوضة بحدة شديدة .. ف عرفت إنه مشي!!