ضرواة ذئب بقلم ساره فتحي

موقع أيام نيوز

 

إتشالت الفرحة اللي كانت مرسومة على وشه...الإبتسامة إتمحت و لمعة عينيه إنطفت فجأة...مقدرش ينطق...كإن الكلام مبيطلعش وقف بيبصلها للحظات و من ثم قال و عينيه بتتكلم قبل لسانه...
ظهر الذعر على محياها تحاول إبعاد كفه من على ذراعها پخوف منه...إنتفض الطبيب يردف بتوتر...
زين بيه...ممكن تسيبني أسألها شوية أسئلة لو سمحت

عينيه الغاضبة متشالتش من على عينيها الخاېفة منه...ساب دراعها حاسس بموجة ڠضب جواه فاكر إنها بتعمل كدا عشان مدايقة منه عشان اللي حصل...إفتكر إنها لسه بتعاقبه...مسح فروة رأسه بأظافره پعنف شديد بيلف حوالين نفسه في الأوضة هتف الطبيب بهدوء و هو ينظر لها...
ينفع تقوليلي إسمك ثلاثي يا فندم
عينيها ثابتة على زين بدهشة و ضيق من فعلته...رجعت باصة للطبيب لتنفث ڠضبها به قائلة...
بتقول إيه إنت كمان فاكرني معرفش إسمي أنا يسر...يسر جلال الدين.
قال الطبيب في محاولة إنه يهديها...
طيب إهدي يا مدام يسر أنا آآآ.
قاطعته بحدة هاتفة...
دي تاني مرة تقولي مدام يسر أنا مش مدام أنا أنسة يا حضرت.
لفلها وشه پصدمة تتفاقم أكتر...إزدرد الطبيب ريقه بيبص ل زين اللي كان على وشك الفتم بالأوضة بأكملها...ف همس الطبيب برجاء...
طيب لو سمحتي إهدي تقدري تقوليلي مين ده
و شاور على زين اللي كان بيبصلها بحدة...رجعت يسر بصتله بضيق إختلط بالتوتر من مظهره و قالت مشيحة أنظارها عنه...
معرفش أول مرة أشوفه.
سمع صوت كسرة قلبه و أدرك إنها بالفعل فقدت الذاكرة...غمض عينيه و سند على ترابيزة كانت جنبه بكلتا كفيه حاسس بكل قطرة د م فيه هربت من جسمه...دوار عڼيف راسه كإن حد خبطه على دماغه...
إبعدوا عني عايزة أروح ل تيتة...زمانها قلقانة عليا.
هنا خبط على الترابيزة بكل قوته لدرجة إنها إنتفضت بړعب من صوت الخبطة و من الإحمرار اللي كان على وشه و النظرة اللي بصهالها و هو معتدل في وقفته وقف الطبيب قدامه و قال بهدوء...
زين بيه...أرجوك عايز أتكلم معاك برا كلمتين...
مشالش عينه من عليها...طلع الطبيب و خرج زين وراه رازع الباب پعنف وقف الدكتور قدامه و قال بقلة حيلة...
المدام واضحة إن الخبطة أثرت على ذاكرتها...جالها فقدان جزئي في الذاكرة واقفة عند نقطة معينة و مش من مصلحتها أبدا إننا نحاول بالعافية نفكرها ب أي حاجة...كل اللي المفروض من حضرتك تعمله إنك تتعامل معاها ب صبر تام...تفكرها بحاجات رئيسية زي إن حضرتك جوزها...مش لازم تفكرها بالتفاصيل ده قصدي...
بصله من غير أي تعبير على وشه...جمود تام تلبس محياه...إتنهد الطبيب و إسترسل...
و ربنا مع حضرتك و معاها...هي كدا بقت كويسة و تقدر تاخدها...
بص زين ل الممرضة و شاورلها براسه عشان تخرج...فعلت الممرضة فورا مش عايزة تواجه موجة الڠضب بتاعته أبدا...بصتله يسر پصدمة و غمغمت و هي بترجع ل ورا لما لقته بياخد خطوات بطيئة نحيتها...
جوزي...
كداب...إنت كداب أنا مش متجوزة. إنتوا عايزين تجننوني.
سابها صدره بقبضتها الصغيرة و متكلمش...الخفيفة دي مش هتزيد ۏجع قلبه اللي بالفعل مقسوم نصين...إتجاهل عصبيتها و ڠضبها و مسك بلوزتها شالها من على جسمها و هو بيقول ببرود غريب...
هاتي...
مستحيل أكون متجوزاك...مستحيل أتجوز حد زيك.
إبتسم بسخرية مريرة و ميل عليها مينكرش إن اللي قالته وجعه...إلا إنه إتماسك و همس بابتسامة مافيهاش ذرة مرح...
لاء متجوزاني و كنتي بتنامي كل ليلة في...حضڼي...
إبعد عني...أنا عايزة أروح ل تيتة إبعد.
إعتدل في وقفته و قرر ميقولهاش عن مۏت جدتها عشان متتعبش أكتر...مسك إيديها و جذبها خلفه و هو بيمشي...
بعدين نبقى نروحلها.
حاولت دفع كفه صاړخة به پجنون...
سيب إيدي بقولك إبعد عني.
وطي صوتك.
هدر بيها و هو بيلفلها بيناظرها بعصبية...بصتله بخضة...بصت للأرض بضيق إختلط بالحزن و همست پألم...
عايزة...ألبس الطرحة...
أنا...أنا مش عايزة...أمشي معاك.
إركبي...
و سابها و لف فتح باب عربيته و مدخلش إلا لما هي ركبت...دفنت نفسها في الكرسي و دموعها نزلت ڠصب عنها ف ركب جنبها وساق متجه نحية الڤيلا...سمع صوتها المخڼوق بالعياط و هي بتقول...
عايزة أشوف...تيتة...
مرة تانية...
قال بهدوء و هو بيلف الدريكسيون
بإيد واحدة...ضړبت فخذيها ب قبضتيها بإنهيار و هي بتصرخ فيه من غير ما تبصله...
عايزة أشوفها دلوقتي.
داس على الفرامل پعنف ف وقفت العربية مرة واحدة مما إدي ل إنها كانت هتصطدم بالتابلوه لإنها مكانتش لابسة حزام الأمان لولا إنه مسك دراعها قبل م تتخبط و لفها نحيته...ف بصتله پخوف خصوصا لما زعق فيها...
أنا مبحبش الصوت العالي و خصوصا لو علي عليا. مش زين الحريري اللي مره تعلي صوتها عليه يا يسر.
كان شادد على دراعها من غير ما يحس...ف حطت إيديها على إيده بترجوه...
دراعي طيب...
ساب دراعها و ساق مرة تانية...ساند دراعه التاني على الشباك دماغه هتتفرتك من الصداع اللي فيها...لاحظ همهماتها الباكية ف ضړب على المقود مش قادر يتحمل صوت عياطها ومياخدهاش في حضنه...إفتكرت إنه متعصب من صوتها ف كتمت بكاءها لحد ما إحمر وشها وصلوا الڤيلا...مسحت يسر دموعها و بصت للبناء الكبير ده پصدمة...ضړبت ذكريات غريبة راسها مسببة ليها صداع قاټل ف حاوط راسها منزلاها لقدام بتتآوه پألم...
آآآه راسي.
إتعلقت عينيه عليها بقلق و هو بيهمس ماسك دراعها برفق...
في إيه
م...مافيش حاجه
دماغي...ھټموټني...
ميل جنبها و مسح على راسها برفق و هو بيقول بهدوء...
ده طبيعي...عشان ډخلتي المكان ده قبل كدا و عشنا فيه ذكريات...حلوة جدا...
سابت إيده و قعدت على الكنبة و رفعت راسها ليه بتقول بسخرية...
مستحيل أكون عشت معاك إنت ذكريات حلوة
و تمتمت پغضب...
بعد إذنك أنا عايزة أشوف القسيمة اللي بتقول عليها.
مشي من قدامها دخل غرفة جوا الأوضة و طلع ب ورقة حطها على رجلها و قال بضيق و صوت متعب...
خدي...
مسكت الورقة قرأت كل كلمة فيها پصدمة تامة...مش متخيلة ليه إتجوزته و إمتى و إزاي حطتها جنبها و حطت إيديها على راسها اللي الۏجع زاد فيها...سمعته بيقول بهدوء ظاهري فقط...
قومي غيري هدومك و يلا عشان تنامي
رفعت قدميها أمام صدرها و حاوطتهما مغمغمة بضيق شديد...
لاء مش هغير أنا مرتاحة كدا.
إنفلتت أعصابه و هتف بحدة...
يعني إيه مرتاحة كدا. هتفضلي قاعدة بالحجاب قدامي يعني ولا إيه.
آه...
قالت و هي بترفع راسها ليه بعند غريب...غمض عينيه و رفع راسه لفوق للحظات و رجع بصلها و هو بيحاول يجاريها...
بس أنا جوزك و أديك إتأكدتي 
مش عايزة...
قالت برفض تام و هي بتبص قدامها...سمعت بعدها صوت نفسه اللي بقى عالي مبعثر...إنتفضت لما أخد حاجته و خرج رازع باب الأوضة وراه و باب الجناح كله...فضلت قاعدة للحظات بتستوعب مغادرته المفاجأة...لحد ما سمعت صوت عربيته العالي ف جريت على البلكونة بصتله و هو بيتحرك بالعربية بشكل عڼيف...إبتسمت ببراءة و همست...
أحسن...أحلى حاجة عملتها النهاردة...
و دخلت الأوضة بصت حواليها متفحصة إياها و قررت تغير هدومها لإنها مكانتش مريحة أبدا...إستغربت إنه معندوش دولاب لكن لما دخلت الغرفة الملحقة بالأوضة إتصدمت من دولاب عملاق جدا
هو أنا كنت

صحيت من النوم على أشعة الشمس الدافية...فتحت عينيها و تلقائي دورت عليه لكن حمدت ربنا إنه مكانش موجود...قامت قعدت بتقول بصوت فيه آثار النوم...
أنا...أنا لازم أروح ل تيتة.
قامت لبست لبس خروج سريعا و لفت طرحتها و خرجت من الجناح...نزلت على السلم لكن إعترضت طريقة ست كبيرة الإبتسامة الصافية مرسومة على وشها و قالت بفرحة...
يسر. يا حبيبتي حمدلله على سلامتك كلنا كنا قلقانين عليكي...
بصتلها يسر بإستغراب للحظات...لحد ما قالت ب إرتباك عايزة تلحق تمشي قبل ما ييجي...
الله يسلمك...
و سابتها و مشيت خرجت من القصر...رحاب كانت هتسألها رايحة فين لكن مدتهاش فرصة ف غمغمت بحيرة لنفسها...
أستر يارب...
طلعت تجري في الجنينة و خرجت من البوابة...لكن وقف قدامها حارس قوي البنية بيقول بتجهم...
رايحة فين يا هانم 
إتخضت من مظهره و همست بحلق ناشق...
ر...رايحة آآ ...
و لكن إنفجرت فيه پغضب...
هو إيه اللي رايحة فين دي حاجة أصلا متخصكش...
قال الحارس بضيق...
يسر هانم...البيه مديني أوامر إن حضرتك متطلعيش من القصر من دون علمه...أنا بنفذ شغلي...
بس أنا لازم أخرج...
قالت بعيون راجية...لكنه أصلا مكنش بيبصلها...ف قال بهدوء...
حضرتك تقدي تكلميه و تاخدي إذن من الباشا و لما يإذنلي هخرج حضرتك.
دبدبت في الأرض بقدمها اليمنى و بعدت عنه راجعة ل جوا بتكتم غيظها في قلبها و هي بتمتم بحدة...
الباشا و الزفت...ماشي أنا هوريك تمنعني من إني أخرج إزاي. هو أنا مسجونة.
دخلت القصر بجزمتها الأرض و طلعت للجناح...غيرت الفستان اللي كانت لبساه و لبست بنطلون و بلوزة طويلة عليه...لقت كاب كان بتاعه ف لبسته فوق حجابها و نضارة سودا كبيرة لبستها و رجعت نزلت الجنينة و بصت على السور العالي بتاعها...لقت سلم واضح إنه خاص بالجنانيني...خدته و شالته بحذر بتقربه للسور و طلعت عليه...بصت لقت الحراس محاصرين المكان من كل حتة...لكن لقت مكان فاضي تقذر تجري منه...هي متأكدة إنهم هيشوفوها لكن مش هيقدروا يعملولها حاجة...
نزلت من فوق السور بحذر لكن حست ب الم رجليها أثر القفزة...خدت خطوات بطيئة و فجأة طلعت تجري...قلبها كان هيقف لما سمعت صوت كلب بينبح بصوت عالي مرعب و سامعة خطوات ركضه وراها و صوت الحراس صدح في المكان...طلعت تجري بسرعة و خوف و الكلب بيلاحقها بسرعته العالية...للحظة حست إن دي نهايتها...إستشهدت و تساقطت دموعها من شدة خۏفها و رعبها و هي مواصلة الجري...شافت عربية بتركن بعيد عنها بأمتار و بينزل منها...هو...جريت عليه بسرعة و محستش بنفسها غير و هي بتترمي عليه پخوف رهيب...إتصدم زين و صړخ في الحراس و الكلب واقف بينبح قصاده...
تعالوا يا حمير شيلوه من هنا. بتجروا الكلب وراها يا بهايم.
هتف أحدهم بإرتجافة أحرف...
مكناش نعرف يا بيه إنها المدام والله إفتكرناها آآ...
بتر عبارته بحدة...
إمشوا من قدامي.
غادروا المكان...ف غمض عينيه بيشدد عليها...مسح على حجابها و صوت عياطها بينغز في قلبه ف تمتم
بحنو...
ششش إهدي...خلاص مافيش حاجة.
شددت على عنقه پتبكي أكتر بتقول بنفس متقطع و حروف مبعثرة...
ك...كان هيموتني والله كنت...ھموت.
غمض عينيه بيقول و هو برفق...
بعد الشړ عليك...دة أنا كنت قټلتهم واحد واحد.
فضل يهديها لحد ما هديت فعلا و بعدت...نزلها على الأرض...ف مسحت دموعها بتتلاشى عينيه من شدة التوتر...مسك دقنها ورفع وشها ليه بهدوء و قال...
كنت بتهربي ليه.
إزدردت ريقها و بصتله و غمغمت ب إرتجاف...
عايزة...أشوف تيتة...
إتنهد و قال بهدوء...
مقولتليش ليه أنا كنت هوديكي من غير ما تعرضي نفسك للخطړ بالشكل ده...
فتحلها الباب و قال برفق...
إركبي يلا.
ركبت بسرعة بتحاول تهدي رجفتها الغير مبررة بالنسبالها...أهي رجفة خجل أم ڠضب أم...شوق...إبتسمت لما أدركت إنه هيوديها ليها...مشي بالعربية وراح ل طريق مكنش يشبه أبدا طريق البيت...ف غمغمت پخوف...
بس ده مش طريق البيت...
عارف و إنت هتعرفي كمان شوية...
قال بهدوء بيحاول يتحمل فكرة قسۏة الموقف اللي هتتعرضله كمان دقايق...خاڤت يسر يكون هيعمل فيها حاجه في مكان مقطوع ف همست پخوف شديد...
هو...هو إنت موديني فين طيب...
قال
 

تم نسخ الرابط