ضرواة ذئب بقلم ساره فتحي
المحتويات
الدلع ده كده و هبوظ.
إبتسم و قال متأملا عيناها...
ادلعي براحتك اليومين دول!
اليومين دول بس.
قالت بخضة زائفة ف قال بإبتسامة...
العمر كله...بس عشان لما هنرجع إن شاء الله هيبقى ورايا شغل كتير و هتشوفيني في البيت صدفة.
قالت بلطف...
هتلاقيني بطب عليك في الشركة.
و قالت پغضب زائف...
و أشوف فريدة چيبة دي اللي مش راضية تجيبها ل بر .
إنت قولتي فريدة إيه.
فريدة چيبة!
همست ببراءة و هي بتبصله...و إتسعت ضحكتها لما لقته بيضحك...ف رجعت قالت بضيق...
طب بذمتك مش الچيبة بتاعتها قصيرة ومش حلوة .
هتف ساخرا قاصدا إغاظتها...
أومال لو شوفيتيها بقى وهي توريني ال...الورق.
شهقة عالية خرجت منها وهتفت پغضب عارم...
سكتت لما إتفاجأت بيه بيقرب منها و مقدرتش تكون جملة مفيدة ف ضحك
رمقته بضيق و غمغمت...
إحنا...هنرجع إمتى
عايزة ترجعي إمتى
ف همست بخجل...
يلا دلوقتي!
زهقتي بالسرعة دي!
قال و هو بيرفع وشه ليها بيبصلها بإستغراب...ف همست بهدوء...
لاء يا حبيبي مزهقتش...أنا لو عليا أفضل عايشة في المكان الحلو دة طول عمري...بس عشان شغلك و إنت معطل نفسك يعني عشان تجيبني هنا!
قالت له بهدوء
ماشي يا حبيبي!
صدح رنين هاتفه في الأرجاء...ف إبتعدت عنه عشان يقدر قوم و يجيبه...جابه و رد عليه بهدوء...و إتحولت نبرته الهادية ل بركان ثائير و هو بيهدر پعنف...
يعني إيه المخزن ول ع. هو أنا مشغل بهايم معايا.
بصتله يسر بقلق لحد م نطق بحدة...
ماشي أنا جاي...على بليل كدا هبقى عندكوا! مش محتاج أقولك إنك تشوف الدنيا لحد م آجي...و كلم عابد.
إيه اللي حصل
مسح على وشه پعنف و أخد نفس عميق بيحاول يهدى...بصلها و قال بهدوء يعاكس ڼار قلبه...
ولا حاجه يا يسر...بس لازم نرجع!
أومأت يسر مسرعة تهتف بلهفة...
مافيش مشكلة يا حبيبي...هدخل أغير و نروح الفندق نجيب حاجاتنا و نمشي!
أومأ لها بهدوء...ف أسرعت للداخل لتجد فستان خروج فضفاض مع حجابه...إغتسلت و لبسته و خرجت كان هو لبس...و بالفعل في ظرف نص ساعة كانوا راحوا الفندق و أخدوا حاجاتهم و مشيوا...ركبت
العربية جنبه و هي شايفة ملامح الڠضب بادية على وشه المتشنج...مكانتش عارفة تعمل إيه...حطت إيديها على دراعه و قالت بحنان...
متقلقش...كله هيبقى تمام صدقني!
لانت محياه و خف تشنج وشه...ليبتسم لها إبتسامة موصلتش لعينيه...و مسك تليفونه أجرى إتصال بضرورة إحضار طائرته الخاصة له في ظرف ساعة...و بالفعل خرج من السيارة اللي كان مستأجرها...مسكت إيده و مشيت جوا المطار معاه...إجراءاته خلصت ف طلعوا طيارته...قعدا يسر جنبه بتبص ل رجله اليمين اللي بتتهز پعنف...بصت لملامحه الحادة و عيناه الشاردة...لتمد يدها تضعها على يديه المهتزة... هامسة له برفق...
بص ل إيديها و مسكها و بصلها و قال بحنان...
مټخافيش عليا أنا كويس...تعالي!
بعد مرور ما يقارب الخمس ساعات وصلت الطائره مطار القاهرة الدولي...قال برفق...
يسر...وصلنا يا حبيبتي!
صحيت من النوم فركت عينيها و غمغمت بنعاس...
وصلنا يلا طيب.
قامت ف قام معاها و مسك إيديها...خرطوا من الطيارة و ركبوا عربيته اللي كانت مستنياه قدام المطار بواحد من الحرس...ف قاله بهدوء...
شوفلك تاكسي و إرجع إنت...أنا اللي هسوق!
أومأ الأخير و تركهم و ذهب...ركبت جنبه و هو ساق العربية بسرعة عالية إلى حد ما عشان يوصلها و يطلع على المخزن...إنقبض قلب يسر و صاحت بهلع ماسكة في الكرسي...
زين...بالراحة شوية!
مټخافيش!
قال و هو بيطمنها...مسك إيديها و عينيه على الطريق...ظهرت عربية نص نقل في الطريق قدامه ضاربة نور عالي في وشه و ماشية عكس...لما شافها مفكرش غير في حاجة واحدة...يسر! يسر اللي أول ما شافتها صړخت بإسمه بړعب...مقدرش يتفادى العربية ف محسش بنفسه غير و هو بيجذب راسها لصدره بيحمي راسها بدراعه القوي عشان ميجرالهاش حاجة...العربية حاولت تتفادى وجوده لكن إصطدمت عربية زين بطرف العربية النص نقل ف شالت إكصدام العربية و من شدة الإصطدام إتقلبت عربية زين مرة ورا التانية. إلا أن إستقرت بعد ما يقارب الخمس قلبات على الأسفلت و الطريق السريع...إستقرت معتدلة مصدرة أدخنة كثيفة من الأمام...تجمهر الجميع حول العربية لا يروا سوى شاب به چروح بالغة و بأحضانه فتاة رأسها تن زف بشكل بالغ الصعوبة.!
ممدد على فراش داخل المشفى...موصول بجسمه أجهزة عديدة...وجهه به خدوش و جسده بالكامل مك دوم بك دمات عڼيفة...غيبوبة دامت شهر كامل مصحيش منها!...إلا أن حرك أنامله حركة ضعيفة...لاحظت الممرضة ف صاحت بسعادة غامرة...
يا دكتور...الباشا حرك إيده.
هرع الطبيب داخل الغرفة و إقترب من زين مميل عليه يردف
ب صوت عالي...
زين باشا! لو سامعني إرفع صباعك بس.
فعل زين بصعوبة...يشعر بكامل جسده و كأنه مقيد بقسۏة...فتح عيناه التي باتت تنظر حوله...وجوههم...إضاءات الغرفة...أعينهم المتلهفة...لم يك يبحث سوى عن عيناها...و بصعوبة حاول تحريك لسانه اليابس...حتى نطق ب صوت متقطع...
فين...هي...فين.
لم يفهم الطبيب في بداية الأمر...ف هتف بدهشة...
قصدك مين يا باشا!
م...مراتي...فين.
قال بصعوبة و هو باصصله بعيون نصف مفتوحة جوار عيناه ك دمة زرقاء
اللون و چرح جوار شفتيه...نظر الطبيب للممرضة بأسف...لتتنهد الممرضة بحزن و لم تستطع التكلم...ف قال الطبيب بأسف...
الحقيقة هي المدام يعني...لسه في الغيبوبة...حالتها مش أحسن حاجة.
و بعد أن كانت عيناه ليست مفتوحة بالقدر الطبيعي...فتحت مصډوم من اللي سمعه...و مقدرش يسيطر على نبضات قلبه اللي تسارعت خوفا عليها...و في لحظة كان بيشيل الغطاء من فوق جسمه برجله راك لا إياه پعنف...لن ينكر الألم الذي ضړب بقدمه من شدة ضرباته...إستند على الكومود جواره فأوقع ما كان عليه يحاول النهوض يشعر بتخدر ظهره من شدة الألم...حاولوا إرجاعه عن ما ينتوي عليه لېصرخ به الطبيب...
يا زين باشا. اللي بتعمله ده غلط.!
إبعد من وشي.!
صړخ به پعنف ليتآوه پألم واضعا يده على قلبه الذي أعتصر فجأة!...شال من جسمه الأجهزة اللي متوصلة بيه بحدة...و إستند على الحيطة جنبه بيدفع الطبيب من قدامه...خرج من الأوضة پيصرخ بصوته العالي... المنهك...
يسر. يسر.
فتح أبواب الغرف بعشوائية لتركض خلفه الممرضة ترجوه...
زين باشا أرجوك...أرجوك إهدى...حضرتك كدا بتإذي نفسك.
مسك دراعها پعنف و قال بحدة و صدره يعلو و يهبط...
شاوريلي...شاوريلي على أوضتها...بسرعة.
أسرعت تشير له على الغرفة پخوف من سلطته و الهالة اللي رغم تعبه مختفتش من حواليه...إقتحم باب الغرفة مستندا على إطار الباب...أنفاسه بقت أبطأ لما إتفاجئ بيها نايمة زي الج ثة اللي مافيهاش روح...وشها شاحب و أجهزة متوصلة بجسمها تفوق الأجهزة اللي كانت متوصلة بجسمه...إندفع نحو جسدها و حاوط كتفيها ليرفعهما صارخا بها بصوت ملتاع...
يسر...قومي يا يسر. قومي و كلميني.
صړخت الطبيبة پصدمة من فعلته واضعة كفيها على ذراعه بتترجاه يبعد عنها و هي بتقول...
يا نهار إسود. يا باشا أبوس إيدك سيبها دي مش حمل حاجه.
و پعنف و بقوة غريبة تلبسته دفع الممرضة بعيد عنه هادرا بها پغضب...
إخرسي و ملكيش دعوة إنت.
يسر...يلا يا حبيبتي قومي. أنا زين يا يسر...أنا زين قومي و كلميني.
يسر.!
صړخ فيها لما مالقاش إستجابة منها...محسش بعدها غير بحقنة بټضرب دراعه و سائل بيدخل لجسمه خلاه يرتخي تماما و محسش بعدها غير ب موجة سودا بتبلعه.
بعد مرور شهرين...قاعد على كرسي جنب السرير ساند راسه على كفيها...لابس بلطو إسود و تحته بلوڤر إسود...حاضن إيديها بين إيديه عينيه مغمضة...و لم إتفتحت أظهرت إحمرار غير طبيعي و كإنه بيحاول يكتم دموعه...بصلها و مسح على الغطا الأزرق الطبي على شعرها...بيقول بصوت مليان حزن...
وحشتيني...وحشتيني أوي...وحشني صوتك و عينيكي اللي نفسي أشوفهم...وحشني حضنك و قربك...وحشتني إيدك اللي كانت بتلمس وشي...موحشتكيش يا يسر تلت شهور عدوا موحشتكيش للدرجة دي زعلانة مني بتعاقبيني عشان سوقت بسرعة و إنت مبتحبيش كدا صح أنا إتعاقبت أهو...تلت شهور كاملين متعذب و إنت مش معايا...مش كفاية كدا عليا تعبت
يا يسر...تعبت أوي خلاص كفابة يا حبيبتي قومي! دة أنا بقيت زي المچنون يا يسر...بمسك لبسك و أتكلم معاه كإني بتكلم معاكي...بحضنه و بشم ريحتك فيه...يرضيكي اللي وصلتله ده أنا مش قادر أعيش...حياتي واقفة من غيرك. ليه القسۏة دي كلها عليا.
دة أنا زين...حبيبك! حتى أنا مبقتش فارق معاك
فضل ماسك إيديها لكن رجع بضهره ل ورا مرجع راسه حاسس بغصة في قلبه مبتروحش! قلبه كان هيقف لما حس بأناملها بتتحرك ب بطء شديد...إنتفض من فوق الكرسي و بصلها مقرب منها بيبص لإيديها و وشها بلهفة شديدة...لقى بالفعل إيديها بتتحرك مكانش بيتخيل! تعابير وشها إنكمشت ف وثب من فوق الكرسي محاوط وشها بكفيه و اللهفة ملت صوته و قلبه و هو بيبص لملامحها و بيقول...
يسر سامعاني.
مكنش بيسألها...ده كان أمر واقع لما لاقاها بتستطيب بإيماءة صغير منها...أمسك يديها بقوة وهو يشعر بالسعادة.
دخل الطبيب على صوت زين و إتصدم من إنها شبه فاقت...حاول يبعد زين عنها بيقول برجاء...
يا باشا ممكن تبعد بس نطمن عليها!
قبل يديها و سندها تاني على السرير و بعد عنها...يسر بصتله و بصت للدكتور اللي قال بإبتسامة هادية...
حمدلله على سلامتك يا مدام يسر.
بدأت يسر تستوعب...بصت ل زين و قطبت حاجبيها و غمغمت ب صوت مرهق ظهر الإستغراب فيه...
إنت...مين...
يتبع
متابعة القراءة