رواية كامله بقلم ديانا ماريا

موقع أيام نيوز

مكفي نفسه وأمه أنا عايز لك الأحسن مش راضية تفهمي ليه
ردت پألم ودموعها تنهمر من الإحساس باليأس الذي غمرها الأحسن ده مش أحسن ليا ولا هيسعدني أنا مش عايزة 
قال والدها باحتدام وهو يرمقها بامتعاض لأنك لسة صغيرة ومش فاهمة حاجة أنا عارف مصلحتك وبعدين أنت أنانية 
أصمتتها الدهشة لثواني قبل أن ترد أنا أنانية
أجاب والدها بلوم ايوا أنانية بتبصي لنفسك وبس مش شايفة أنه دي كمان هتبقى فرصة لأخوك يعمل العملية الراجل لما عرف حالته قالي أنه هيعمله العملية على حسابه علشان يبسطك وأنت حتى مش مدية لنفسك فرصة تفكري 
جلست هديل بعد أن شعرت برجليها واهنة ولا تستطيع حملها بعد ما سمعته بينما تابع والدها وهو يصر على أن يشعرها بالذنب حسام ده مش هيأكلك عيش لازم تفكري في نفسك وفينا الرجل كويس وهيقدر ينقذ أخوك اللي أنا عاجز أعمله حاجة فيها إيه أما تختاري مصلحتك
رفعت هديل عيونها وهي تهمس بصوت معذب طب وأنا ذنبي إيه ذنبي إيه اتجوز واحد مش عايزاه ومبحبوش
حاول والدها إقناعها أنت شايفة أنه ده ذنب بس بالعكس ده فرصة جديدة بتتفتح لك هتبقي عايشة حياة أحسن مش محتاجة حاجة 
أغمضت عيونها بشدة وهي ترتجف حتى فا وهي تواجه والدها برجاء بس أنا مش عايزة يا بابا أنا مش موافقة 
تغضن وجه والدها بالڠضب حتى نهض وقال لها بعتاب يبقى أي حاجة هتحصل لأخوك أنت السبب فيها كان في إيدك تنقذيه ومعملتيش حاجة هتقفي بس تتفرجي عليه وهو بېموت 
ثم تركها وبقيت هي جالسة مكانها تبكي پقهر حتى أتت والدتها التي كانت تستمع لكل شيء لكنها لم تجرؤ على التدخل بسبب تحذير زوجها لها سابقا وأنه سيقنع هديل 
ضمتها لها وهي تقول بحنان ممزوج بالحزن متزعليش يا حبيبتي ومتشليش هم حاجة أنت مش ذنبك ولا ملزومة تعملي حاجة 
بكت هديل فقط بحړقة حتى تورمت عيناها كانت جالسة في غرفتها تضع يدها على خدها لا يتوقف عقلها عن التفكير تارة تخبر نفسها أنها ليست ملزمة بفعل ذلك وتارة لا تستطيع التوقف عن التفكير بأن لديها الفرصة لتنقذ أخيها الحبيب 
ازدادت دموعها حين تذكرت حسام وقلبها يهفو له بلوعة فجأة سمعت صړاخ والدتها فخرجت تركض بفزع 
كان إياد فاقد للوعي ولكن الأمر الذي يثير الړعب وجهه الشاحب بشدة وتاه 
انحنت عليه
وهي تحاول أفاقته كانت تشعر
بالارتباك ثم تذكرت دكتور الصيدلية الموجودة أم فركضت تحضره حين رأى إياد أخبرهم أن نبضه ضعيف للغاية ويجب نقله للمستى فورا ثم تولى هو مهمة الإتصال بالإسعاف 
بعد أن علم والدها حضر بسرعة وذهبوا جميعا للمستى ينتظرون بالخارج والقلق ينهش قلوبهم 
خرج الطبيب وقد أخبرهم أن حالة إياد تدهورت بشدة وأنه يحتاج لإجراء العملية اليوم قبل غد خاصة وأنه ظهر لديهم في الأشعة القلبية قصور في القلب يجب علاجه في الحال 
زفرت هديل پألم وفجأة أتت عيونها في عيون والدها الذي نظر لها بعتاب ولوم لم تتحمله فأشاحت ببصرها عنه حين رأوا أخاها من بعيد انفطر قلبها عليه وعلى مظهره كانت تلك اللحظة الفاصلة في كل حياتها حين قررت انتزاع قلبها وه مقابل قلب أخيها 
سارت حتى والدها الذي يجلس على مقعد الانتظار ورفع رأسه حين وقفت أمامه 
بوجه خالي من أي تعبير وعيون مفرغة من الإحساس تحدثت هديل قائلة بجمود أنا موافقة
اتجوز ظافر 
الجزء الخامس
هزت رأسها تحاول أن تخرج من دوامة الماضي غامت عيون هديل تسترجع تلك الذكريات منذ موافقتها على الزواج من ظافر نهضت من
على الأرض لتسير ببطء حتى وقفت أسفل رذاذ المياه وف لينهمر شديدا عليها والذكريات تمر أمامها عيونها كأنها الأمس 
لم ترد مواجهة حسام لم تستطع ولم تعرف كيف ستقف أمامه وتقول ببساطة أنها ستتزوج رجل آخر غيره حتى وإن كان ذلك لمصلحة أخيها 
بعد موافقتها لم يضيع والدها الوقت واتصل على ظافر يخبره بالموافقة وشرط إتمام ذلك الزواج بسرعة هو دفع النقود اللازمة لعملية إياد وبدوره حضر ظافر بعد ساعة مع النقود تجنبت هديل النظر إليه لم ترتاح له للحظة أو لنظراته ولا حتى لحديثه المعسول كان هناك ش من الغثيان يحوم في معدتها سيطرت عليه بصعوبة وهي تقف بجانبهم 
بعد أن خضع إياد للعملية ونجحت تنفست بارتياح قبل أن تدرك حجم ما ينتظرها بعد أن صفى ذهنها من مشكلة أخيها كانت خائڤة وحزينة ولكنها لم تستطع فعل شيء خصوصا أنه إياد مازال يحتاج لعناية تتطلب نقود كثيرة وقد تحدد ميعاد كتب كتابها مع الزفاف بعد عشرة أيام لم تتوقف خلالها عن البكاء قط 
لم ترد على إتصالات حسام أبدا حتى أنها اختبأت منه عندما رأته ينتظرها خارج عملها وقد أخبرت زميلتها أن تخبره أنها لا تأتي إن سألها كان ذلك اليوم الأخير لها في العمل قبل أن تستقيل 
في يوم الزفاف كادت تدمى عيناها من شدة البكاء و تضع يدها على قلبها الذي تشعر به مشقوق لنصفين قبل أن تدخل عليها والدتها وتحدق إليها بحزن لقد حاولت إقناع زوجها والتحدث معه لكنه أوقفها بحجة أنه قد تم الأمر وانتهى 
ضمت إليها وهي تحاول مواساتها يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدة مش يمكن يطلع كويس ويسعدك 
ردت هديل بحړقة بس مش اختياري ولا عمره هيكون أنا بحب حسام ليه كدة
انهمرت دموع والدتها عليها ولم تجد ما ترد به عليها 
بعد قليل أتت بعض الفتيات للاهتمام بها ومساعدتها على الاستعداد حين انتهت من وضع زينة الوجه وارتداء الفستان كانت في عالم آخر لم ترى جمالها في المرآة رغم أنها كانت تنظر لنفسها لم تستطع رؤية جمال شعرها المنسدل على ظهرها بسواده الحالك وعيناها البنيتان المزينتان بإتقان ولا جمال بشرتها الخمرية الذي أبرزه فستان الزفاف شعرت أنها تنظر لشخص غريب لا تعرفه وأنها في عالم منفصل خاص بها وما يحدث لا يعنيها 
خرجت لتجد ظافر يجلس مع والدها ضاق ها بشدة وفي النهاية تحاملت على نفسها وجلست تم كتب الكتاب تحت جمودها وعدم إبدائها أي ردة فعل حين أتى والدها ليسلم عليها نظرت له بجمود جعلها يتجمد مكانه للحظات ثم يتراجع ربما لم تستطع أن تنطق بالرفض علانيا لكنه رآه في عينيها بوضوح 
كانت تسير مع ظاهر في زفة بسيطة حين كان حسام عائدا من عمله الثاني الذي وجده بعد رفض والد هديل له كان مرهقا للغاية ومشتت التفكير بسبب اختفاء هديل الذي لم يعرف له سببا انتابه القلق عليها وصمم أن يحاول الوصول لها غدا حين تجمع للناس وعلم أنها زفة لعروسين ابتسم نصف ابتسامة وهو يتقدم حتى يعبر لمنزله وبالمرة يلقي نظرة سريعة كان يحمل حقيبته على كتفه وتقدم حتى جمدت عيناه حين وقعت على المنظر الذي أمامه 
شلت الصدمة تفكيره كليا فعجز عن استيعاب ما يرى وقعت الحقيبة من بين يديه ونظراته مسمرة
أمامه 
هديل ترتدي فستان رفاف ويدها بيد رجل آخر!
في تلك اللحظة انتبهت هديل له حدقت إليه وعيونها تناجيه پألم قلبها عيونه التي لا تصدق ماتراه ووجهه الذي يظهر عليه العڈاب الخالص حتى
تم نسخ الرابط