رواية كامله بقلم ديانا ماريا
المحتويات
إزاي يا دكتور طول عمره كان كويس إزاي يجي له الثقب ده دلوقتي إزاي
أشار الطبيب لباب في الجهة المقابلة من الممر طيب تعالوا لمكتبي علشان أقدر أشرح لكم الصورة بشكل أوضح
تبعوه لمكتبه وجلست هديل ووالدتها على الأريكة المقابلة لمكتب الطبيب بينما جلس والدها على الكرسي الذي أمامه مباشرة
عبث بقلمه قليلا قبل أن يرفع بصره لهم طبعا أنا عارف أنه الصدمة كبيرة عليكم بس ده الواقع بالنسبة لسؤال حضرتك أنا عايز أسأل سؤال قبل ما جاوبه هو إياد كانت صحته إيه
نظر الطبيب لماهر قصدي أعرف صحته كانت عاملة إزاي طول حياته كويسة ولا ضعيفة وبيتأثر بأي حاجة
ردت والدة هدير بسرعة وهي تفكر أيوا يا دكتور صحيح إياد طول عمره مناعته ضعيفة خالص من أول وقعة يت ومن قبل ما يدخل الشتا يرقد في السرير بسبب البرد والسخونية ملوش في اللعب أوي رغم أنه بيحب يلعب بس كان بيتعب بسرعة وياخد نفسه بالعافية أنا قولت مناعته ضعيفة مش أكتر بس ده ليه ة يا دكتور
وضعت هديل يدها على فمها حتى تمنع صړختها من الخروج وهي تفكر في أخيها المسكين
أجاب الطبيب بعملية هو محتاج عملية جراحية ولازم يعملها في أقرب وقت ممكن
رد رضوان بحيرة طب دي تكلفتها كام يا دكتور
قال الطبيب رقم اتسعت عيون كل من في الغرفة حين سمعوه
قال رضوان بذهول بس ده مبلغ كبير أوي
ابتلع ريقه بصعوبة وسأل الطبيب طب هو المفروض يعملها امتى يا دكتور أقدر أعملها فين بمبلغ كويس لأني مش معايا المبلغ ده خالص
رد الطبيب بهدوء المفروض في أسرع وقت ممكن لكن ممكن يستنى وياخد أدويته بانتظام يعني بالكتير تلت أو أربع ر مش هيقدر يستنى أكتر من كدة بالنسبة للفلوس للأسف أنا مش عارف لأنه دي عملية صعبة ودقيقة وتكلفتها كبير ممكن تشوفوا التأمين الصحي بتاعه
تألم قلب هديل حين رأت أخاها الصغير ممدد على سرير الأبيض شاحب وجسده موصول بعدة أجهزة
مضت ليلتهم صعبة وقد أصر والدها ووالدتها على عودتها مع إخوانها حتى يرتاحوا في البيت لم تنم طوال الليل وهي تفكر في أخيها ومشكلته ونهضت عند الفجر تصلي وتدعو له
حاول مواساته ومعرفة الخطب منها إلا أنها كانت تبكي بشدة ولم تهدأ إلا بعد فترة ثم أخبرته بكل شيء
قال حسام بعطف طب هو عامل إيه دلوقتي يا حبيبتي
هزت رأسها مش عارفة لما كلمت ماما من شوية قالتلي أنه كويس وفايق وبيسأل عليا بس أنا مش قادرة يا حسام مش حاسة أني هقدر ابصله من غير ما اعيط
ثم انهمرت دموعها مرة أخرى وحسام يناظرها بحزن ويشعر بالعجز لأنه لا يستطيع فعل شيء للتخفيف عنها
زفر بضيق ياريتني كان في أيدي حاجة أعملها مش قادر أشوفك كدة
مسحت دموعها ثم أخذت نفسا عميقا هتعمل إيه بس يا حبيبي المشكلة لازم يعني العملية بسرعة وأحنا مش عارفين هنجيب فلوسها منين
تابعت يلا الحمدلله على كل حال المهم أنا لازم أروح دلوقتي المستى
ظهر التردد على وجه حسام كأنه يريد أن يبوح بأمر ولكنه آثر الصمت
عقدت هديل حاجبيها بتعجب فيه حاجة يا حسام شكلك عايز تقول حاجة
تنهد حسام كنت جاي أقولك أنه خلاص هترافع بكرة في المحكمة في قضية ولو كسبتها هكسب منها مبلغ كويس وبعدها افاتح والدك في الموضوع بس
قاطعته هديل وقد ظهرت ابتسامة على تيها بجد يا حسام طب مقولتش ليه
ابتسم ورفع كتفيه هقول إزاي يا حبيبتي وأنت في الحالة دي وهقدر افاتح والدك إزاي في الظروف دي
تغيرت قسمات وجهها للحزن حين تذكرت معاك حق
قال حسام بضيق أنا تعبت من الوضع ده يا هديل حاسس إني بقابلك زي الحرامية ومليش حق حتى أقف جنبك وبعدين اللي بنعمله غلط ولازم ينتهي أنا عايز نبقى في النور قدام كل الناس ومټخافيش نتقابل ولا لازم تمشي بسرعة كأننا عاملين چريمة
قالت هديل بأمل بس أنا متأكدة أنه كل حاجة هتبقى كويسة بإذن الله ربنا يحلها من عنده
ابتسم مؤكدا على حديثه ثم أوصلها للمستى وقد قرر الرجوع لاحقا للزيارة ولكن دون أن يعلم والدها أنه عرف من هديل
وبسبب عدم توفر نقود العملية لم يعد هناك حاجة من بقاء إياد في المستى فخرج مع تشديدات الطبيب على تناول الدواء بانتظام وعدم إجهاد نفسه أو التحرك كثيرا
مرت الأيام وهديل تراقب والدها يحاول إيجاد حلول وطرق كل باب ممكن حتى يستطيع توفير نقود عملية أخيها ولكن بدون فائدة حتى أنها فكرت أن تأخذ سلفة من عملها ولكنها لا تتقاضى الكثير مما يمكن أن يساعد ما طمئنهم قليلا رغم الحزن أن صحة إياد جيدة وطالما لا يتحرك كثيرا أو يتعب فهو بخير
قابل حسام هديل وسألها إن كان الوقت مناسبا للتكلم مع والدها في الموضوع خاصة وأن صحة إياد مستقرة وهو ي بأن يكون موجودا معها في هذا الوقت الصعب
في ذلك اليوم كانت هديل متوترة للغاية ولكن متحمسة في الوقت ذاته لأن حسام أتصل بوالدها وطلب مقابلته اليوم
تظاهرت هديل بالدهشة حين أخبرهم رضوان أن حسام جارهم سيأتي اليوم لأنه يريده في أمر هام وبعيدا عن نظرات والدها استطاعت هديل أن تكتم ابتسامة السعادة التي كادت تظهر على وجهها
حين رن جرس الباب ارتجفت وهي تدرك أنه أتى أخيرا لقد أتى لوحده
حتى يحدث والدها
مبدئيا في الموضوع ارتجف قلبها حين سمعت صوته في الخارج ووالدها يرحب به بهدوء
تسللت على أطراف أصابعها ووقفت خلف ستارة تشاهد من بعيد حسام وهو يجلس أمام والدها
كان حسام متوترا بعض الشيء ووالد هديل يت ما سيقوله
استجمع حسام كل شجاعته وقال لوالد هديل بحزم يا عمي أنا كان فيه موضوع عايز اتكلم مع حضرتك فيه من بدري بس كنت متردد بسبب الوضع الحالي
صمت لوهلة ثم أردف عمي أنا حابب أطلب أيد بنتك هديل
ظل وجه رضوان لثانية بدون تعبير قبل أن تتغير قسمات للڠضب الشديد وقد نهض وهو يصيح بحسام أنت اټجننت! إزاي تقول اللي بتقوله ده قوم اطلع برة!
الجزء الرابع
اتسعت عينا
حسام وهو لا
يستوعب ما قاله والد هديل الذي تابع حديثه غير آبه بشحوب وجه حسام
أنت إزاي
متابعة القراءة