رواية كامله بقلم ديانا ماريا

موقع أيام نيوز

منه وتريح رأسها على ه فضمھا له بحنان 
قالت بصوت منخفض يظهر به البكاء الموضوع مش كلامها وبس يا حسام أنا
مش عارفة أقولك إيه بس أنا هشة جدا من جوا وبرة السنين اللي فاتت كانت صعبة أوي لدرجة أني لحد دلوقتي مش مصدقة أنه كل حاجة انتهت وأنا دلوقتي معاك أنا مش قوية يا حسام أنا ضعيفة أوي 
اشتدت ذراعي حسام حولها قائلا بنبرة قوية لا طبعا إيه الكلام ده هديل أنا دلوقتي بس عرفت أنت إزاي قوية وقوية أوي كمان كفاية تضحيتك السنين دي كلها وإنك استحملتي العيشة مع إنسان مريض كله علشان خاطر أخوك أنت استحملتي وضع غيرك ميستحملوش أبدا ومريتي بحاجات كتير ولسة واقفة على رجليك كل ده وازاي تفكري أنك ضعيفة بس!
ضمت نفسها له أكتر قائلة بصوت مخڼوق بس هي معاها حق أنا بقيت إنسانة مشوهة من جوا ومن برة فيه حاجات كتيرة أنت متعرفهاش 
ابتعدت عنه بتوتر قبل أن تردف بتوتر فيه حاجات كتير أنت مشوفتهاش أنا أنا جسمي مش طبيعي زي بقية البنات 
أدارها له ممسكا إياها من كتفيها ناظرا إليها بعيونه العسلية المليئة بالعاطفة القوية أنت بتقولي إيه! أنا مش سطحي للدرجة دي أنا ميهمنيش جسمك ولا كل الكلام اللي في دماغك ده أنا بحبك أنت بحب هديل بكل حاجة فيها بحبك دلوقتي زي ما كنت بحبك من عشر سنين وبالعكس حبي ليك زاد أكتر ونضج على مر السنين مبقاش بس مجرد حب مراهقة ولا شباب بالعكس بقى حب ناضج مقدرتش أي حاجة تمحيه من قلبي طول سنين حاولت اكدب على نفسي كتير وأنساك وأعيش بس عمري ما عرفت 
أمسك يدها ليضعها على قلبه حتى تشعر بنبضات قلبه السريعة متابعا بصوت أجش من العاطفة أنا قلبي مش بينبض إلا ليك وبس أسعد يوم في حياتي يوم ما اتكتبتي على اسمي أنت حلوة وهتفضلي في عيني حلوة من غير أي مجهود أوعي في يوم تحسي بالنقص أبدا أنا عايزك تثقي فيا وفي نفسك وفي حبنا 
تأثرت هديل بشدة بكلماته وشعرت بقلبها يخفق بقوة ومشاعرها تتبعثر من كلماته ونظراته التي لا لبث فيها مة بين الة في تصديقه ونسيان الماضي وبين خۏفها من ألا تكون كافية له ويأتي اليوم الذي
يكت فيه ذلك ويندم على اختيارها 
حين رأى حيرتها والتيه الواضح على وجهها رفق بها واحتضنها ذلك أبلغ من الكلمات وقادر على أن يوصل إحساسه لها لتريح هديل رأسها على كتفه 
بعد قليل ابتسم حسام وقال حتى يغير الموضوع يلا نأكل بقى أنا نزلت جيبت لك الأكل اللي بتحبيه 
ابتعدت عنه وابتسمت له لأنه مازال يتذكر الطعام المفضل لها رتب حسام الطعام على الطاولة قبل أن يمسك ة من الطعام ليقربها من فم هديل قائلا بمرح كلي دي من إيدي 
ضحكت هديل بخفة قبل أن تأكلها منه كان ذلك غير مألوف بالنسبة لها مما اربكها قليلا فهي ليست معتادة على الدلال 
مر أسبوع قبل ميعاد الحفلة الرسمية لإعلان زواجهما كان حسام يتركها على راحتها وينام في مكان آخر ولكن ذلك لم يمنع قلق هديل من الظهور فهي مرتبكة ومتوترة من يوم الحفلة كأنها تتزوج لأول مرة طلبت منه في مرة أنها تريد الذهاب لطبيبة جلدية فوافق على الفور إرضاء لتها وربما ذلك يقلل من ش النقص الذي يؤرق مضجعها وأكثر ما كان يسعدها هو زيارة والدتها وأخواتها
كل يوم على عكس حين كانت تحرم من رؤيتهم لفترات طويلة ولم تكن ترى والدها ولكنها لم تهتم 
في يوم الحفلة ذهبت هديل للشقة الثانية التي سوف تعيش بها مع حسام ولم تنكر جمالها أبدا كانت بالطبع في منطقة راقية وذات ديكور عصري ولكنه في ذات الوقت بسيط ولا تغلب عليه البهرجة ذات طابع مريح وألوان هادئة أعجبت بها هديل على الفور فهي شبيهة بالبيت الذي كانت تحلم في يوم أن يكون بيتها 
وجدت مجموعة من الفتيات في انتظارها منهم من سيصفف شعرها ومن سيضع لها مستحضرات التجميل اختارت هديل أن تطل بمظهر بسيط ولكن جميل يعبر عن ذاتها وارتدت فستان حرير جميل من اللون الأبيض انساب على جسدها بسلاسة وجعلها تبدو كالأميرة كمان وضعت حجابا بسيط ت قبعة فرنسية صغيرة من الدانتيل بشكل جانبي أعطاها مظهر أنيق ليعطيها ذلك في النهاية مظهر العروس حزنت من عدم تواجد والدتها بسبب اعتنائها بإياد الذي مازال في طور الاء ولكنها قدرت الظروف وقد وعدها حسام باحتفال خاص بهم كعائلة 
كانت هديل قلقة من مظهرها رغم رضاها عن النتيجة النهائية ولكن اختفى ذلك القلق حين لمحت نظرات الإعجاب والانبهار تقديرا لمظهرها في عيون حسام الذي كان يرتدي بدلة رسمية أنيقة سوداء أبرزت وسامته 
تقدم لها وأمسك يديها بين يديه قبل أن يقبل جبينها بحب وتقدير ثم أخذها لتقابل الضيوف الذي بدأوا في الوفود ورغم توتر هديل وخۏفها من ألا تكون على قدر التوقعات إلا أن السهرة مرت بنجاح فقد كان أصدقاء وزملاء حسام لطفاء ذات لباقة اجتماعية وحين الذين لم ترتح لهم عاملوها باحترام فقد ما كدرها قليلا هو ظهور سارة التي كان واضحا في عينيها لهديل الغيرة منها ولكن سرعان ما تناستها 
حين انتهت تلك السهرة وذهب جميع الضيوف بقى حسام وهديل وحدهما مما فاقم من تصاعد توتر هديل وخجلها ففركت يديها بتوتر 
وضع حسام يده خلف كتفها مما جعلها تجفل وتحدق إليه فابتسم لها مستغربا مالك يا حبيبتي
ابتسمت له بارتباك مفيش كنت سرحانة بس 
ضحك بخفة قبل أن يذهب بها لغرفة النوم فارتفعت نبضات قلب هديل حتى خشيت أن يسمعها 
وقف أمامها يتأملها بحب ثم عانقها بقوة أغمضت عيونها بش من الارتياح والسلام يجتاحها 
بعد لحظات فتحت عيونها بتعجب حين أحست بشيء يبلل جانب حجابها فابتعدت قليلا عنه لتصدم برؤية الدموع في مقلتيه والمنحدرة على خديه 
وضعت يديها على خديه قائلة بذهول ممزوج بالقلق حسام أنت بټعيط هو فيه حاجة
هو رأسه بالنفي وابتسم پألم برغم كل السعادة اللي حاسس بيها دلوقتي إلا أنه كمان مش مصدق أنه حلم عشر سنين أخيرا اتحقق الحلم اللي فكرت في يوم أنه خلاص ضاع وان ولازم أ قلبي وراه بعد مۏت أمي الله يرحمها قفلت على قلبي كل حاجة ورميت نفسي في الشغل بس ده عمره ما منع إحساس الوحدة الصعب اللي كنت فيه ولا كل مرة بشوفك حتى لو صدفة وافتكر أنك ملك راجل تاني كنت بتوجع أوي مع أني ببقى مفكر أنه مبقاش فيه حاجة تأثر فيا خلاص الحلم اللي حلمناه مع بعض اتحقق والبيت اللي اتمنينا يجمعنا أخيرا جمعنا وبرغم كل ده مش قادر أصدق أنه خلاص بقيتي معايا وبين إيديا خاېف أكون بحلم واصحى في لحظة على نفس الکا واكت أنك لسة بعيدة وأنا لسة وحيد وقلبي خالي من غيرك 
ارتعش قلبها من حديثه والتمعت مقلتيها بالدموع لقد عبر عن مشاعره التي في نفس الوقت مشاعرها ونفس المخاۏف التي تنتابها لم يكف حسام
تم نسخ الرابط