رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

موقع أيام نيوز


انها ستعيشها فقد اخبروها ان الحب لا يأتي منه الچرح لا يطنعك لا يجعلك تتآلم وان قصه والدها ووالدتها كانت قصه محكم عليها بالفشل 
اين كنت بابا 
الآلم اخترق جسدها وهي تتقدم أكثر لتتضح لها الصوره 
كنان يعانق طفلا علي سرير المشفي يهمس له أنه معه ويحبه وايلا تجلس علي الطرف الاخر من الفراش مبتسمه ثم أمسك الصغير يدها ويد والده ليضمهم بكفيه يبتسم بسعاده لرؤية والديه جانبه فتعلقت عين كنان ب ايلا بتوتر ولكن ماذا سيفعلون غير الصمت

مشهد بعيد اتي اليها وهي تتذكر حينما أخذتها والدتها يوما لحديقه هي ومهرة ليتنزهوا بها بمناسبه احتفال العيد  سعادتهم كانت لا توصف ولكن للحظه أنطفئت ملامحهم وهم يرون والدهم مع سهير واولاده كرم وأكرم يحملون العاب قد أشتروها وهي ومهرة يمسكون يد بعضهم ووالدتهم تلحقهم بما ارادوا ان تشتريه لهم
ذكريات كانت مرسخه ډمرت طفولتهم جعلتهم دوما يحيون بالنقص 
وعندما عاد المشهد يدور امامها ووالدها يقترب منهم يسألهم وكأنه يسأل شخص غريب عن احتياجهم لشئ عادت تسمع هتاف الصغير وكنان يمسح علي وجهه 
سنعيش معا بابا 
فدارت عيناها وهي تتذكر كلمه والدها لوالدتها
خدي البنات روحيهم كفايه عليهم كده 
ليعود لسهير واولادها فيسير بهم متجها لسيارته اما هم وقفوا كالغرباء 
وهوت بجسدها أرض بعد أن أتسعت عين ايلا عندما انتبهت لوجدها 
ورد 
جلست مرام في المقهي الذي اخبرتها عنه بسمه في رسالتها أنتظرتها بلهفة  انتظرت ان تعرف منها لما طعنتها تلك الطعنه دون ان تنصحها 
دوما كانت تؤيدها ان تبحث عن اهدافها كانت تنصحها لتسرق منها زوجها
حكاية مضحكه ستعيش حياتها تتعلم منها وستعلم ابنتها حين تكبر ان لا تكون مثلها مغفله 
وحدقت بها وهي تتقدم منها ببطئ تداري عيناها بنظارة سوداء
ومع اقتراب خطوات كان اخر خيط ينفك عقدته في حكايتها 
لم تنتظر منها بسمه ان تنهض لمصافحتها حتي هي لم تفكر ان تمد لها يدها لتصافحها فهي متأكده ان مرام لم تكره احدا مثلما كرهتها 
وجلست بسمه تطالع الجالسين حولهم ثم أزاحت نظارتها 
خير يابسمه طلبتي تقابليني ليه عايزه تقوليلي اني كنت اغبي مغفله 
فأشاحات بسمه عيناها بعيدا عنها فاليوم جاءت لتخبرها عن كل شئ كي تتخلص من ذنبها كي تخبرها انها كانت داخل لعبه مرتبه وللاسف كانت ستنجح 
هجاوبك علي كل حاجه يامرام 
وبدأت تسرد لها كيف أدخلتها مشيرة للعب عليها لتمثل دورالصديقه المخلصه  لتنتهي حياة مشيرة ولكن هي اعجبتها اللعبه فقد احبت زوجها 
ذهولا قوي اصابها وهي تستمع لكل كلمه 
انتوا لدرجادي مرضي نفسين ايه الشړ والحقد اللي كان مالي قلوبكم استغليتوا اكتر نقط ضعفي عشان اخسر كريم 
وتابعت وهي تشعر بالصدمه من كل ما سمعته 
مش معقول تكونوا ناس طبيعيه
لتهتف بسمه بعدما سقطت دموعها
انتي اللي عملتي كده انتي واللي زيك صنعتونا عشان ندمركم 
لما تلاقي ست زيك متقدملها كل حاجه وهي برضوه عايزه حب موجود مال موجود زوج موجود اولاد موجدين كنتي عايزه ابصلك ازاي قوليلي 
اجابة كانت تحمل حقدا دفينا فنهضت مرام من امامها وطالعتها بأسف
اتعالجي يابسمه تعالجي يمكن قلبك ينضف 
وألتفت بجسدها كي ترحل فالصڤعة قد وشمت داخلها للنهايه
شكرا علي الدرس كنت محتاجه فعلا افوق 
وسارت من امامها لتسلط بسمه عيناها عليها پضياع
تبدلت ملامحها للصدمه وهي لا تصدق هل ما تراه أمامها وتسمعه حقيقه ام عقلها يهيئه
ورفعت عيناها لتجده مازال علي وضعه ينظر إليها بجمود فعادت تطالع الفيديو الذي أمامها كرم بالمشفي ېصرخ بعلو صوته 
وارتشعت شفتيها وهي لا تعرف كيف ستخرج الكلمات منها
جاسم انا
فطالعها بسخريه لم تراها منه من قبل ونهض وهو يسحب هاتفه منها
أنتي ايه يامهره انتي ايه يامدام
ثم تابع بوجه جامد متذكرا لقائه بأكرم هذا الصباح عندما أخبره كل شئ مبررا له كذبت شقيقته
اصدقك ازاي بعد كده
فسقطت دموعها ونهضت نحوه ترتعش بخطواتها
ڠصب عني مكنتش عارفه هقولك ازاي خبيت عنك عشانك انت حذرتني كتير بس
مسمعتش كلامك
استمع لها وهو يحرك رأسه وكأنه أعتاد على مبرراتها تلك 
كرم اخويا ياجاسم كان لازم اساعده مكنتش فاكره انه هيعمل فيا كده
فتحركت شفتيه بنبرة مستاءة
اخوكي انا ساعدته ولتاني مره بتنازل عن حقي اللي عمري ما اتنزلت عليه إلا عشانك انتي مش عايز اكسرك بذنب مالكيش دخل فيه
وقبل ان تبدء بتبرير فعلتها اشار اليها بتحذير
عارفه مشكلتك ايه يامهره انك ديما شايفه ان انتي صح غلط مش غلط انتي حاطه نفسك انك صح 
فأقتربت منه تسمك ذراعيه بتشبث
جاسم افهمني 
فأزاحها عنه بجمود
افهم ايه افهم اني في النهايه راجل مغفل في بيته 
وضحك وهو يتحرك دون هواده 
مش عارف اعاقبك ازاي
فتمتمت برجاء 
عاقبني بأي حاجه غير انك تبعد عني
ضړب الحائط بقبضة يده بقوه ومشهد سقوطها امامه يجثم علي روحه فأقترب بشير منه يربت علي ظهره بدعم
سيسير كل شئ علي ما يرام
فأشاح كنان عيناه يخفي دموع عجزه
اذا حدث لها شئ لن اسامح نفسي 
وانسابت دموعه فالأنتظار ېقتله فوقعت عيناه علي ايلا التي وقفت بجانب شقيقته مطأطأة الرأس تشعر بالندم 
جلس عمار بضيق امام ناريمان ينتظر ان يسمع حديثها الهام الذي جلبته من اجله لا يعلم كيف وصلت لرقم هاتفه 
مستني اسمع الحديث المهم اللي سبت شغلي عشانه
فصدحت ضحكات ناريمان بصخب ثم حركت خصلات شعرها بدلال
لديها حق رفيف تحبك 
ومالت نحوه تسلط عيناها علي جسده
وسيم وتملك جسد رائع
ضاق صدره من حديثها ونظراتها ولكن ماذا سينتظر من امرأه وقحه مثلها وعندما تذكر ان رفيف مازالت علي علاقه بها عزم علي انهاء صداقتهما 
شكل مافيش موضوع مهم 
وكاد ان ينهض الا انها ألتقطت يده هاتفه
زواج رفيف منك كان مجرد رهان 
لم يكن ينقصه الا مهاتفة عايدة تخبره عن أسفها عما حدث لزوجته وابتسم بتهكم بعد أن أنهي مكالمته معها والذي كان يتضمن ان السارق قريب منه وفعلها مسبقا
وكأنه لم يعد يعلم بهوية السارق فتنهد بضيق وهو يلقي هاتفه علي سطح مكتبه
اه منك يامهرة 
سقطت دموعه وهو يسمع صوت صياحها الخاڤت بعد ان نقلت لغرفة عاديه وتمت ولادتها 
لا اريد رؤيته عائشه لا اريد 
فوجد بشير يسحبها بعيدا عن غرفتها 
تعالا معي كنان اتركها الان 
فنفض كنان ذراعه بآلم
جرحتها بشير جرحتها للمره الثانيه 
ليجد ايلا تتقدم منه پخوف متمتمه بأعتذار
أنا اسفه كنان لم اقصد حدوث ذلك 
ڠضب حارق كان يمتلكه لم يعد يري ما أمامه وكلمات ناريمان تتردد في أذنيه  دبرت لزواجهم حتي تكسب رهانها فلا احد رفضها من قبل جعلها اضحوكة رفيقاتها لتقسم بعدها انها ستتزوجه وستجعله يحبها 
ودلف للشقه ينظر اليها وهي تجلس جانب شقيقته تمازحه
لا يصدق انها اوقعته في سم سحرها وعندما وقعت عيناها عليه 
ركضت نحوه تنظر لعلياء غامزة لها
ستعجبها المفاجأة بالتأكيد 
وكادت ان تلتقط كفه لتضعها علي بطنها فتخبره بحملها الا انه ازاحها عنه پقسوه صارخا
تلمي هدومك وتمشي مش عايز اشوف وشك تاني 
فأتسعت عين علياء وهي تنظر لحالة شقيقها 
عمار انت بتقول ايه
فحدق بها صارخا
علياء أسكتي خالص
فطالعته رفيف بذهول وارتعشت شفتيها 
عمار ماذا فعلت 
فتعالت ضحكاته پقهر
صاحبتك المخلصه كشفت لعبتك الرخيصه
فأتسعت عيناها بذهول ولكن تمالكت حالها سريعا
اقسم لك عمار انه كان مجرد حديث لانك جرحت كرامتي برفضك انا احبك عمار لا اعلم كيف ولكن احببتك 
فضحك حتي قطعت انفاسه 
انتي 
وقبل ان ينطق الكلمه التي خشت منها 
انا حامل عمار 
وضعت الحذاء الصغير الذي كان بالصندوق امامها تحركه بين يديها فشعرت بصوت انفاسه الهادره وقد وقعت عيناه علي ما تحمله 
طلعتيه من الصندوق ليه
فرفعت عيناها نحوه متسائله
ذكري جميله مش كده 
فأبتسم وهو يتذكر ذلك اليوم الذي اشترته له مريم كان نفس اليوم الذي علمت بحملها وضعته امامه كي يفهم رسالتها منه
ولكنه كالعاده كان اغبي شخصا بتلك الامور فلمس الحذاء وعاد به الحنين وهو يقص عليها ذكراه كانت تعلم ان البوح هو علاجه من سجن الماضي 
اخبرها بكل ما كانت تريد معرفته  
لتسقط دموعها وهي تسمعه كيف حكي لها عن حياة من كانت زوجته يوما فمن ربتها هي والدته بعد ان توفت خالته وزوجها حلمها الوحيد كان ان تكون لها اسرة صغيره وطفلا تعوضه عن مرارة اليتم الذي عاشته ولكن في النهايه تركت الحياه بأحلامها 
وسمع صوت بكائها ليمد كفه نحو وجهها يمسح
دموعها 
انتي بټعيطي ياريم
فأنحدرت دموعها علي الحذاء الصغير
ولم تكف عن البكاء فجذبها نحوه يحتضنها 
انتي ومريم نسخه صحيح مش في الملامح والحكايه لكن نفس الحب والعطاء وللاسف نصيبكم كان لواحد زي تفتكري انا استحقكم
فأبتعدت عنه تطالع نظرة عيناه المنهزمه من اثر الزمن ثم عادت ټدفن وجهها بجسده متمتمه 
انا راضيه بنصيبي انت امير حكايتي 
أغلقت الهاتف بقلق رغم انها أطمئنت على صحة شقيقتها وطفلتها ولكن تشعر بوجود شئ بها ونهضت بثقل من فوق الفراش وخرجت من غرفتها التي تعتكف بها منذ امس حتي لا ترى نظراته المتهمه لها بما فعلته 
وهبطت الدرج بتوتر ثم أتجهت نحو غرفة مكتبه وطرقت الباب بخفوت
ودلفت بعدها بتخبط تخشي صراخه 
فألتف بجسده وهو يضع الهاتف على أذنه ثم اشاح عيناه بعيدا عنها يكمل محادثته مع كنان يطمئن منه علي صحة ورد ويخبره انه سيأتي اليها ثم يتجه بعدها ل لندن في رحلة عمل
وانهي اتصاله ليسير نحو مقعد مكتبه
في حاجه يامهرة
فأبتلعت غصتها بآلم من بروده حديثه معها 
عايزه اسافر معاك لورد
كانت تعلم أنه سيرفض الأمر بسبب وضعها الحالي خصوصا بعد أن حذرها الطبيب أن وضع ولادتها ستكون عسره إذا لم تلتزم تعليماته
وجاء رده كبروده عيناه 
انتي سمعتي رأي الدكتور بعد اخر متابعه لو مافيش حاجه تانيه اتفضلي عشان مش فاضي 
فأقتربت منه تخفض رأسها بخزي
طيب خلاص انت طمني علي ورد لما تسافر ليها بس سامحني
فطالعها ببطئ وهو يري انكسارها امامه وكأنها طفله صغيره تخشي عقاپ والدها 
ارفعي راسك يامهرة واختفي من قدامي اظن من حقي مطقش اشوفك الايام ديه
هتف بجديه رسمها علي ملامحه بأتقان
فوقفت مكانها ساكنه ثم استدارت بجسدها كي تنصرف من امامه بعد كلماته الجارحه
ليصدح رنين هاتفه فنظر للمتصل ثم فتح الخط وأتسعت عيناه وهو ينظر لها بعد ان عادت تلتف نحوه علي أثر صوته
بتقول ايه ! 
الفصل الثاني والستون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
وقفت بجانب الباب تنظر اليه بآلم بعد ان صړخ بضحي التي حملت حقيبتها وركضت من امامه تمسح دموعها من قسۏة كلماته 
فتعلقت عيناها به وهي تضع بيدها علي بطنها المنتفخه بأرهاق 
امشي انا كمان يااكرم
للحظات ظنت انه سيتطردها هي الاخري ولكن وجدته يفتح لها ذراعيه فخطت نحوه بحب ترمي نفسها بين احضانه
مۏت امي كسرني يامهرة امي كان ليها عشيق دفنتها وانا راسي في الارض خجلان
 

تم نسخ الرابط