رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله
المحتويات
المشكلة كلها
فكادت ان تهتف ريم الا ان جاسم قاطعها
ارجعي شغلك وياريت نعرف ان ده مكان شغل مش خناق
فأنصرفت ريم علي الفور لينظر جاسم لمهرة التي حملت حقيبة يدها وكانت ستغادر
رايحه فين يامدام تعالي ورايا
واندفع لمكتبه ليطالعها ياسر بأسف ثم انصرف
فتحركت خلفه واعين مني تحدق بها
يضع كلتا يديه في جيب سرواله
وألتف نحوها بملامح جامده
جيتي الشركه ليه النهارده من غير علمي
فنظرت إليه بكبر فهل هذا هو سؤاله
جيت اشوف مدام مني وريم
فتسأل وهو يحدق بها
كبرتي الموضوع ودافعتي عن البنت اللي مش عارف امتي بقيت صاحبتك ولولا اني محبش اظلم كنت طردتها بسبب اللي عملتيه
فقد عامل نادين بمنتهي اللطف حتي أنها تعجبت من لطفه هذا اما هو الأن يحادثها ببرود
خلصت كلامك علي العموم انا كنت واثقة أنك مش هتطرد ريم لانك مبتحبش الظلم وبخصوص نادين هانم بنت الناس المهمه ده الطبيعي اللي بيحصل في البلد مستغربتش معاملتك اللطيفه ليها ياجاسم بيه
انا اذنتلك تمشي من قدامي
لتدفع يده عنها پعنف
انا مش موظفه عندك عشان تأذن ليا امشي ولا لاء
فهتف وهو حانق منها
اه مش موظفه عندي بس مراتي يامهرة واسلوبك الھمجي ده لازم يتغير انا طول عمري حياتي مفيهاش فضايح
اوجعتها كلماته وأشارت نحو نفسها
فتمتم وهو يعلم أنه ضغط عليها بالحديث ولكن ما شرحه ياسر عما فعلته جعله لا يتحمل
زوجته ټضرب أخري بالحذاء والموظفين يشاهدون الأمر
اعقلي يامهرة
فأبتسمت ساخرة وهي تخطو نحو الباب
حاضر انا هعقل كويس اووي
وانصرفت بعدها دون ان تلتف لندائه ليجلس علي مكتبه بأرهاق متمتما
انا اللي جبت ۏجع الراس لنفسي
كان جواد يسرد لهم تفاصيل يومه مع أبناء عمه وخاصة
سيدرا الصغيره
ليحرك اصبعه الصغيرة أمام شاشة الهاتف بطريقة مضحكه كي يجعلهم يقتربوا من شاشة الهاتف وبصوت هامس
اريد نونو صغير ألعب معه خالو اتي لي ب نونو مثل سيدرا وانا سأعود
حاضر حبيبي سأكثف جهودي في ذلك الأمر
لتدفع ورد ذراعه عنها بخجل وكادت ان تنهض من جانبه الا أنه امسك مرفقها محادثا جواد
انتبه لنفسك جواد
فحرك الصغير رأسه وأغلق بعدها المحادثه لينظر كنان لورد التي تتملص من قبضة يده
الي اين انتي ذاهبه زوجتي
فتمتمت ورد بخجل
كنان اترك يدي
ل ليسمعوا نحنحت فريدة فأبتعد كنان عن ورد التي توردت وجنتيها
اريدك كنان في أمر هام
ليضم كنان وجه ورد هامسا
اصعدي لغرفتنا حبيبتي سأتبعك بعد ان أري فريدة خانو
لتصعد بتوتر فتنظر لها فريدة بضيق وجلست بأستقراطية
لابد ان نقيم حفل لتعرف زوجتك علي مجتمعنا كنان
نظر أكرم بخجل لوالد حبيبته فقد أتي اليوم لخطبتها بمفرده بعد ان رفضت والدته الأمر وكالعاده انصاع والده لرغبتها وانتظر موافقته لينهض الرجل منهيا تلك الجلسة
طلبك مرفوض يابني لو اهلك مش عايشين كنت قولت ماشي بس مدام مجوش معاك يبقوا رافضين الجوازه
فتبدلت ملامح أكرم ونظر له
بس انا بحب ضحي
فطالعه والد من أحبها بأسف
مش أكتر من حبي لبنتي لما هتبقي اب هتفهم
وأشار اليه بأن الحديث قد انتهي لينصرف أكرم وهو مطأطأ الرأس
كانت منشغلة بقراءة بعض الملفات التي أصطحبتها للمنزل وهو يحمل صغيريه يداعبهم بحنو وذهب لغرفة الصغيران ثم وضعهم برفق علي فراشهم
ليعود لها وقد عاد الوضع لما كان عليه بجانب دلالها اذا سمعت تذمره
ياريت يامرام نخلي الشغل في الشركة مش حتي يوم الاجازه تشتغلي
فرفعت عيناها نحو بتأفف
في ايه يا كريم انت ليه عدو لنجاحي كده
ونهضت بحنق وسارت نحو غرفتهما وحديث رفيقتها الجديدة يقتحم عقلها
فالرجال لا يحبون نجاح زواجتهن
ووجدته يقف خلفها يحاوطها بحب
مرام انا نفسي نعيش أسرة سعيده مش عايز ولادي يتحرموا من حنانا
فألتفت نحوه وعانقته بحب
انا عايزه انجح ياكريم وابقي سيدة أعمال زي مشيرة العزمي
هبط من سيارته وهو يطالع محل البقالة المظلم ونظر نحو الشرفة ليجد النور مضاء فتأكد من وجودها هنا
وخطي بخطوات هادئه لداخل البناية ثم صعد الدرج وهو حانق من تمردها
فعندما عاد علم أنها لم تأتي للمنزل منذ خرجت معه
وطرق الباب عدت طرقات لفتح له بعد دقائق ناظرة له بضيق ثم تركته فتمتم جاسم بحنق وهو يغلق الباب خلفه
المفروض ارجع من شغلي الاقي المدام مستنياني وتعتذر عن اللي عملته مش غضبانه وسيبه البيت
لتلتف نحوه مهرة بضيق ولكن قررت الصمت وتقدم نحوها
مبحبش الدلع كتير يامهرة يلا عشان تعبان ومرهق
كان مخزون هدوئه قد أنتهي
روح لوحدك انا هقعد هنا في بيتي
ليقترب منها جاسم بهدوء
غلطانه وبتعاندي
فتقدمت منه هي الأخري پغضب
انا مش غلطانه
وتابعت بحنق وهي تتذكر حديث نادين معه
ياجاسم بيه ياجنتل مان
فأتسعت أبتسامة جاسم ولمعت عيناه بمكر
ټضربي البنت بجذمتك في وشها يامهرة
فأشاحت وجهها بعيدا عنه
مبحبش الظلم وانتوا ناس ظالمه بتفتروا علي اللي ملهوش ضهر
وكاد ان يتحدث فأشارت له وقد ألتقت عيناهم
عملتوا نادين وكأنها ملكه
فمال جاسم نحوها
ديه علاقات يامهرة شوفتيني طردت ولا أهنت البنت التانيه
فلمعت عيناها پقسوه
كانت ممكن تعملها ولو انت مكنتش عملتها كان إي حد مسئول في الشركه عاملها ما هي البلد ديه ماشيه مع اللي ليه ضهر ومسنود بس
أما الغلبان حقه ضايع
فحاوط وجهها بين كفيه وابتسم
اهدي خلاص ياحاضرت الافوكاتو
فنفضت يداه عنها
جاسم سيبني عشان مش طيقاك
لتتسع عين جاسم پصدمه
نعم ياختي
وجذب ذراعها بقوه
اعدلي حجابك وقدامي على البيت
وصړخ بوجهها
صبري ليه حدود يامهرة
فوقفت تحدق به بقوة زادت حنقه
انت ايه انسي بقي دور الراجل اللي عايشالي فيه انا مش متجوز واحد صاحبي
ليجدها تدفع يده عنها وأتجهت نحو غرفتها القديمه
طلقني ودور علي واحده غيري تبقي ست مش راجل
وعلى سماع جملتها هذه أندفغ خلفها ولكن صوت من أسفل البناية أتي
يامهرة تعالي يلا مستنينك انا والبنات فوق السطوح عشان نسهر
ليركز جاسم بالصوت وتعلقت عيناه علي مهرة التي وقفت تطالعه بأرتباك
ده صوت حسين مش كده
وأظلمت عيناه وهو يقترب منها فخطت للخلف إلى أن تعثرت قدماها وسقطت علي الفراش
نظرت مشيرة إلى المخدر الذي بيدها متسائله
يعني ده هيخليه ليا وبس
فأبتسم الرجل الذي أعطي المخدر لها
كل ليلة هيكون عندك وتحت طوعك كمان
لتلمع عين مشيرة برغبة فصبرها قد نفذ ولا بأس ان تجعله مدمنا لهذا النوع وتعالجه فيما بعد
ونهض الرجل بعد ان أخذ المال لتعدل من جلستها
هتكون ليا ياكريم بأي تمن!
الفصل التاسع والعشرون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
لم تدري بنفسها الا وهو تهبط الدرج خلفه ويقبض على يدها بقوة لا تعلم كيف انصاعت لامره بأن تتبعه في صمت وخرجوا سويا لتجد كلا من حسين وزوجته يقفان ينتظراها
ليتفاجئ حسين من وجود جاسم واقترب منه مبتسما يصافحه
مكنتش أعرف بوجودك مهرة لما جات الحي كانت لوحدها
فحرك جاسم رأسه ثم صافحه بهدوء وألتف نحو مهرة
معلش هقطع سهرتكم اللي
كنتوا مرتبنها النهارده
فأبتسم حسين وهو يجذب زوجته نحوه
كنا ناوين نسهر النهارده انا ومريم والبنات ونحتفل بالضيف الجديد اللي هيشرفنا
لم يفهم جاسم مغزي كلماته لترتبك مريم الواقفه في صمت اما مهرة كانت في عالم آخر وهي تنظر لحسين وهو يحتوي زوجته بعشق ويقفان بجانب بعضهم بسعاده وهتف حسين والفرحه تلمع بعينيه
اصل مريم حامل
لېختلس جاسم النظرات نحو مهرة التي تحركت شفتاها أخيرا لتتمتم
مبروك ياحسين مبروك يا مريم
وأقتربت منها مريم ټحتضنها بحب تخبرها انها كانت تريد حقا ان يسهروا سويا وتشاركهم احتفالهم الصغير
مبروك يااستاذ حسين
هتف جاسم بهدوء لتهتف مريم بخجل بعد ان حدقت بمهرة مبتسمه بلطف
العقبي لكم سيد جاسم
لتقع عين جاسم علي مهرة التي اتجهت نحو السياره بصمت فأتبعها بعد ان بارك لهم مجددا
فور ان فتحت لهم
هدي الباب ورحبت بهم صعدت الدرج سريعا ودلفت غرفتها وسقطت بعدها علي الفراش تائهه في حياتها
مازالت صورة حسين وزوجته والحب الذي في عينيهم يقتحم مخيلتها هي لا تحقد عليهم بالعكس أنها تشعر بالسعادة وهي تراهم أزواج سعداء
ليعلو رنين هاتفها فألتقطت حقيبتها لتخرج هاتفها فوجدت رقم ورد وكالعادة اتصال ورد يكون بخاصية مكالمات الفيديو
وابتسمت وهي تجد ورد تزداد جمالا كل يوم والسعاده واضحه علي ملامحه
وحشاني اوي يامهرة تعرفي اني حلمت بيكي امبارح
فأتسعت ابتسامه ومهرة ونسيت كل مامرت به اليوم لتظهر أمامها مبتسمه
وحلمت ب ايه بقي اوعي يكون حلم وحش اډبحك
فتعالت ضحكات ورد وغمزت لها بشقاوة
حلمت أنك هنا في تركيا انتي وجاسم
فضحكت مهرة وهي تعلم أنه ليس حلما وانما رغبة شقيقتها في لقائها
واضح أوي انه حلم
فتعالت ضحكات ورد
تعالى بقي يامهرة انتي وجاسم وقضوا كام يوم هنا
وهمست بخجل
كنان عنده مزرعة في انطاليا حلوه اوي هتتبسطي انتي وجاسم جدا
وعندما ارتسمت الحالمية والهيام علي وجه ورد ابتسمت مهرة
فين كنان ياسندريلا هانم
وسمعت صوت كنان ويبدو أنه قد أتي للتو
كيف حالك مهرة
فتمتمت مهرة وهي تطالع زوج شقيقتها يحتضن شقيقتها ويقبل وجنتها بحب
بخير كنان
وضحكت وهي تستمع لتذمر ورد
ابتعد كنان
فأشار كنان لمهرة
اتري مهرة كيف تعاملني شقيقتك
فأبتسمت مهرة بسعاده وكيف لا تسعد وهي تري كيف يعامل كنان شقيقتها
ليتسأل كنان ويداه تحاوط خصر ورد الحانقه
كيف حال جاسم واين هو
فأرتبكت وهي تنظر لشقيقتها عبر الهاتف
صحيح يامهرة فين جاسم نفسي في مره اكلمكم سوا مع بعض
فهتفت وهي تتحاشا نظراتهم
في غرفة المكتب وراه شغل مهم
وابتعد كنان بعد ان قبل ورد مجددا علي وجنتها
سأهاتفه غدا ليصطحبك لهنا في عطله
وفور ان أصبحت ورد بمفردها هتفت بلهفة
أخبار جاسم معاكي ايه
وتابعت ورد بأمتنان
تعرفي يامهرة ديما يتصل يسأل عني ويوصي كنان عليا بجد انا بعتبر جاسم زي أكرم اخويا
ورفعت اصبعها بتحذير
اوعي تزعليه سامعه هقف معاه ضدك
وضحكت بعدها لهتف مهرة بحنق
كده ياورد تبعيني
فأبتسمت ورد بمشاغبة
انتي اختي وانا عارفاكي
وانتهى الحديث بعد ان وصتها ورد بنصائح لا تعلم من اين اكتسبتها شقيقتها فيبدو أن الحب له سحر خاص
وعادت تستلقي علي الفراش بعد ان ازالت حجابها وأغمضت عيناها لتغفو بعدها دون شعور
جلس في غرفة مكتبه شاردا متسائلا هل هي هذه الحياه التي تمناها يريد ان يعيش براحه زوجه تحبه ويحبها وأطفال ينجبهم ويعوضهم عما رأه هو بحياته واغمض عيناه بأرهاق ليسمع طرقات علي باب غرفته فزفر أنفاسه هاتفا
أدخل
لتدلف هدي متسائله
احضر العشا ياجاسم بيه
فأجاب جاسم وهو ينهض
لاء انا خارج ياهدي ابقي شوفي مهرة واطمني عليها
وانصرف بعدها لتنظر هدي له متعجبه من هيئته المرهقة تلك
وجد والديه جالسان يرتشفان الشاي ويشاهدون احدي المسلسلات القديمه ومندمجان ثم تعالت ضحكاتهم
ليقترب أكرم منهم دون سلام وجلس علي الأريكة المقابة لهم
فتلوي سهير شفتيها
متابعة القراءة