رواية لحن الحياة بقلم سهام الصادق كامله

موقع أيام نيوز


السنين مدوتش الۏجع ولا شعوري بالذنب 
اجتمعوا في منزل رقيه فقد أتوا للمباركه لها بعد تأجيل زيارتها اسبوعان من عودتها
مهرة مش معقول بطنك كبرت ده انا كنت قربت أشك انه حمل كاذب 
ألقت رقيه مزحتها لتضحك ريم وهي تضع طبق الحلوى علي الطاوله 
فحدقت بهم مهرة بحنق فقد تركت العمل بمكتب السيد فؤاد بسبب وضعها هذا الي أن تلد لتعود مجددا لمهنتها التي تعشقها وأشارت إليهم 

عقبال ما افرح فيكم انتوا الاتنين 
فرفعت رقيه يداها عاليا 
أمين انا عايزه ابقى بطيخه كده
مرح وسعاده رقيه كان يظهر بوميض مختلف وميض الحب الذي تحياه مع مراد 
ولكن ريم ابتلعت غصه بحلقها طفل ومن ياسر امنيه بعيده فمنذ تلك الليله وهو لا يقترب منها رغم أنها بعد ليلتهم تلك أعدت له عشاء جميل وارتدت من
الملابس التي كانت تخفيها ولكن ياسر هاتفها واعتذر فهو مع احد أصدقائه بالمشفي 
ليلتها اطفأت الشموع ومعها انطفى شئ بداخلها ولم يكن الشئ الا حلما جميلا رسمته معه 
ولكن في الصباح ومع إرهاقه نسيت كل شئ وعاد قلبها ينبض بحبه واسبوع مضى منذ تلك الليله ولم تعد تراه الا ليلا عندما يحملها من فوق الاريكه التي تغفو عليها بعد ساعات من الانتظار 
لتستيقظ علي قبلته الدافئه التي يلثم بها جبينها وبعدها يمسح على وجهها يخبرها أن تغفو ويترك بعدها الغرفه 
وفاقت على صړاخ رقيه بعد أن قذفتها مهرة بالوساده الخاصه بالاريكه الجالسه عليها 
كفايه تريقه هو انا اخلص من تريقة جاسم وأكرم تتريقي انتي عليا 
فضحكت رقيه وهي تنظر لريم
بقت شرسه اوي 
فأبتمست ريم وهي تشاركهم الحديث 
لاء مهره طيبه وحنينه يارقيه متقوليش عنها كده 
فأسبلت مهرة اهدابها برضى ولكن لم تكتمل لحظه الإطراء 
بس انتي تجنبي تضغطي على زر الشراسه اللي عندها 
وما كان من رقيه الا ان طرقعت بكفها مع كف ريم 
مكدبتش ولا ريم كدبت 
واتجهوا نحو بعضهم يحدقون بها وهي تطالعهم پشراسه حقيقيه وكادت أن تنهض لتريهم شراستها الا ان عادت تجلس ثانيه 
لاء مش قادره تعبانه المره اللي جايه ابقى اعرفكم ازاي تتريقوا عليا 
وألتقطت طبق الحلوى الذي أمامها وأخذت تلتهمه بأستمتاع وهم يطالعوها بأعين متسعه لينفجروا بعدها ضاحكين 
أنهوا طعامهم بصمت ونهض عمار قبلهم متمتما بحمد 
الحمدلله الاكل طعمه جميل تسلم أيديكم 
فطالعته رفيف بسعاده 
لقد أعدته بمفردي 
فنظر هو لشقيقته التي نهضت تحمل طبقها فحركت رأسها بتأكيد
ايوه ياعمار رفيف هي اللي طبخت النهارده وبقت تتعلم بسرعه 
كان عمار سعيدا بما يسمعه فلو أنكر علاقتهما التي بدأت تسير كالازواج لن ينكر قلبه الذي بدء يخفق من تغيرها تغيرها أصبح يعطيه مبررا قويا لتصديق مشاعرها نحوه وطالعها مبتسما 
تسلم ايدك يارفيف 
فأتسعت أبتسامتها ونهضت هي الأخرى تعاون علياء في توضيب الطاوله ليقفوا بالمطبخ علياء تجلي الأطباق ورفيف تعد الشاي ليحتسوه سويا 
رفيف اندمجت مع حياتهم البسيطه رغم أن مازالت عيوبها كما هي ولكن مع تلك العائله فهمت معنى الدفئ العائلي 
نشأت في عائله ثريه أموال دلال لكن لا اب ولا ام تربت على ايد المربيات تزوج والدها والدتها بعد علاقه غير شرعيه ثم طلقها ليعود بعدها لزوجته ام أولاده والدتها كانت امريكيه مغنيه في احد الملاهي الليله وفي صفقه عمل بأمريكا فاز بليله ماجنه ولشعوره بالذنب تزوجه ثم تم الطلاق بينهم ف حبه كان لزوجته ام ولاده وابنه وطنه ورغم عدم تقبلها لها إلا أنها سمحت لها بأن تتربي بين أولادها فلا مفر من وجودها 
وفاقت علي فوران الشاي فنظرت لها علياء بتسأل 
سرحانه في ايه 
فحركت رفيف رأسها بعد أن فاقت من شرودها
لا شئ علياء 
وحملت الصنيه بعد أن وضعت عليها الكؤس لتطالعها علياء ثم عادت تكمل مهامها لتلحقها كي ترتشف الشاي معهم فقد اشتاقت لشقيقها وجلساتهم تلك 
عادت ريم من زيارتها لرقيه سعيده من تجمعهم الذي بدء يجعلها تخرج من قوقعتها 
لتجد أنوار الشقه مضاءه متعجبه أن ياسر عاد اخيرا مبكرا فألقت بحقيبتها علي أقرب شئ قابلها ثم اتجهت نحو الغرفه 
وقبل أن تتفوه بشئ وجدته يعد حقيبة سفر ويضع بها ملابسه 
انت مسافر
تسألت بنبرة مذبذبه فألتف نحوها ببطئ فرغم وجود بديل لرحله عمله إلا أنه وافق على الفور أراد البعد قليلا أراد أن يختبر بعدها عنه كما قال له الطبيب النفسي في زيارته له بعد ليلتهم 
إذا أرادت أن ترى مقدار تعلقك بشئ أخفيه من حياتك ابتعد لحظتها ستعلم هل بعدك انساك ام ما زادك الا شوق 
وجاء الحل سريعا عندما عرض عليه ريان رحله العمل التي من المفترض أن يذهب هو ولكن ياسر وجدها فرصه 
الرحله كانت للجزائر حيث فرع الشركه الجديد لهم هناك والمدة اسبوعان 
لازم اسافر ياريم هما اسبوعين مش هتأخر 
فتجمدت عيناها عليه ثم على حقيبة ملابسه 
اسبوعين دول كتير اوي 
ألم يكفيها ۏجع جفاءه فضاف لۏجعها البعد 
انت بتبعد عني عشان اللي حصل بينا صح انت ندمان 
وسقطت دموعها ببطئ 
ليه بتعمل فيا كده 
فأقترب منها سريعا وقلبه يدمي من الآلم واحتضنها بقوه 
هنتكلم في كل حاجه لما ارجع تمام 
وبعدها عنه يمسح دموعها 
انا لو ندمت لحظه من عمري فهندم على معاملتي ليكي وألمك 
مع كلماته ولمساته على وجهها رضي القلب بما يمنح إليه 
ابتسم وهو يري الرسائل التي تبعثها له وهي جالسه جانبه الاريكه ولكن كل منهما يجلس على طرفها 
رساله وراء رساله ترضى بها رجولته وتذبذب ثباته أمام أنوثتها الطاغيه
رفيف أنثى بمعنى الكلمه شكلا وأفعالا احيانا يشعر بالاختناق من تحررها هذا الذي مارسته مع العديد من الرجال وأحيانا أخرى يجد عقله في سبات عميق وقلبه يتقافز بين اضلعه
بعدين بقى في شغل المراهقات اللي بتعمليه ده
هتف بجمود رغم سعادته بالأمر لتنظر إليه بعبوس
ما دخلك انت فأنا افعل ذلك مع زوجي
كانت تتحدث بمشاكسها اكتسبتها من طباع علياء
فلم يجد عمار ردا الا انه ابتسم فظهرت غمازتيه
فأقتربت منه رفيف تقبله على كلتاهما وهو جلس مدهوشا من فعلتها
اعشقهم بك عماري
صفارات
إنذار من عقله ولكن القلب دفعه ليعود إلى سباته العميق وبدء القلب يتراقص إلى أن جلست على قدميه تحيط عنقه وتتدلل عليه
فوقف علياء تتداري عيناها المختلسه بعيدا عنهم لم تقصد التجسس ولكنها كانت ذاهبه نحوهم تشاركهم الحديث ولكن لم يعد وجودها مناسب وآلم انغرز بقلبها فشقيقها لم يعد لها وحدها بل أصبح له زوجه حتي لو كان زواج لم يرغب به
وظلت بالمطبخ تنظف ما نظفته مجددا تخفي حالها منهم فلو اتجهت لغرفتها ستقطع عليهم لحظتهم
أين علياء
وجه عمار سؤاله بعد أن ازاحها عنه
بالمطبخ
فأمتعض منها عمار وعاد إلى رشده
خدي بالك من تصرفاتك قدام علياء يارفيف واوعاكي تنسى أن هي اللي جوه وانتي بره
فأتسعت عيناها پغضب
ماذا تقصد انت تطردني انا احب علياء صدقني ولكن اھانتك تلك المره قاسيه عمار
ودون ألتفافه منها إليها نهض متجها للمطبخ ناظرا لظهر شقيقته
انتي لمعتي المطبخ كفايه تنضيف
فهتفت وهي تداري عنه ملامحها الحزينه وحاولت أن تعود لطبيعتها المرحه
انت عارفني بحب اعمل كل حاجه بضمير 
فضحك وهو يقترب منها يمازحها
بتحطي ضميرك في كل حاجه الا المذكره
ومع مزاحهم وحضنه الدافئ إليها وجدت نفسها تنفض رأسها من وسواس الشيطان لها بأن شقيقها سينساها
نظرت لنرمين التي صعدت لسيارتها وانصرفت لخارج الفيلا وزوجها يقف ينظر لها فاتحا لها ذراعيه بعد أن وجدها تخرج من السياره فتجاوزت عبوسها جانبا واتجهت إليه 
هي نرمين كانت هنا 
فأبتسم وهو يطالعها وأجاب بهدوء 
كان في مشاكل في الأوراق الصفقه والمفروض بكره هنقدم ورقها ومافيش وقت فتناقشنا فيها وريان كان موجود
بس مشي ربع ساعه
كانت تستمع إليه تسير ببطئ جانبه إلى أن صعدوا لغرفتهما
وفور أن دلفوا للغرفه ألقت بجسدها على الفراش تضع بيدها على بطنها المنتفخه
بقيت اتعب بسرعه فين ايام ما كنت كتله من النشاط
فضحك على تعبيراتها وجلس على الفراش جانبها
قصدك كتله من المصاېب
وقبل أن تبادر بأي ردة فعل هتفت وهو يضحك على عبوسها 
معزومين آخر الأسبوع على فرح شهاب الدميتري اكيد طبعا منستهوش
فتبدلت ملامحها
هو حد ينسى حضرت الظابط برضوه 
وتمتمت بهمس بعد أن نهض من جانبها
العيله ديه ورايا ورايا فاضل يطلعولي في الحلم
قفزت رقيه بسعاده من فوق الاريكه الجالسه عليه بعد أن سمعت صوته 
رورو كائن الوطواط بتاعي فين 
فوقفت بعد أن كانت تركض إليه تعقد ساعديها أمام صدرها
خد بعضك وارجع مكان ما كنت فيه يامراد انا وطواط 
فتقدم منها ضاحكا يحتضنها 
مراتي وادلعك براحتي في مانع ياست أنتي 
فأبتعدت عنه ترفع أطراف قدميها وتعانقه 
موافقه بس مع كل دلع ميعجبنيش هتدفع غرامه 
فحرك حاحبيه بمكر 
غرامه بقيتي مستغله اوي وعلى العموم انا عارف غراماتك من زمان 
لتتذكر كيف كان يراضيها لتجده يخرج من جيب سترته نوعان من قطع الشيكولاته التي تحبها للتقافز متعلقه بعنقه حتي كاد يختنق فربت على ظهرها بحنو
رقيه أنا كده هتخنق عبري عن سعادتك بالشيكولاته بطريقه الأزواج ياحببتي
فأبتعدت عنه تنظر إليه مستفهمه 
اللي هي ازاي ديه يامراد 
فسحب يدها خلفه غامزا لها 
تعالى وانا اقولك
جلس يتأملها وهي تصنع له قالب الكعك الذي أراده فقد أصبح دائم العوده مبكرا قبل أن انصرافها وتحولت ملاحظته من الورق الذي كان يعلقه على باب الثلاجه إلى ملاحظات شفويه وهو يتذوق الطعام أمامها بالمطبخ
عيناه كانت تدور بينها وبين شوكة الطعام
اليوم الطعام ممتاز
فرفعت علياء عيناها نحوه وهي تزين قالب الكعك
الحمدلله اني اخيرا اخدت درجه ممتاز من ريان باشا
كانت تتحدث بطريقتها التي اعتاد عليها فقهقه بصخب وهو يمسح فمه بالمنديل
أردت أن أجبر خاطرك اليوم
فطالعته بتذمر وهي تلوي شفتيها بأمتعاض
شكرا
رغم عبوس وجهها الا انه كان سعيد بكل شئ يعيشه معها حتي لو كانت مجرد دقائق معدوده لينظر إليها وهي تركز في تزين الكعكه التي أوشكت على الانتهاء وهو يتمنى أن يلتهمها هي وليست الكعكه فهو لم يكن يوما من محبين الحلوى ولكن لم يجد شئ يأخرها عن موعد انصرافها الا ان يطلب منها أن تصنع له كعكه يتناولها بعد طعامه متذكرا
نظر بشير نحو العائشه التي تجلس أمامه متوتره في المطعم الخاص بشقيقته واعين ورد وليليان تنظر إليهم بفضول
فأنتبه بشير لزوج العيون المحدقه به
لم يتبقى سوا كنان لأكون محاصر
فأبتمست عائشه يخجل ليتأملها بشير بحب فهو أراد محادثتها اليوم ليخبرها بمشاعره وخطوته في اخبار كنان بكل شئ حتى يتقدم لخطبته
أصبحتي جميله بالحجاب عائشه
فوضعت عائشه بيدها على حجابها تتلامسه بسعاده
ورد وليليان أخبروني بهذا انا سعيده بهذا الأمر
كان قلب بشير يتراقص وهو يراها بهذا الحماس لتقع عيناه على شقيقته وهي تعزف له بيدها بحالميه وكأنه تحمل الكمان بين ذراعيها فعض على شفتيه بحنق
انهضي عائشه لنبحث عن مكان آخر
وحدق بقوه بشقيقته و ورد التي أخذت تضحك على أفعال ليليان لتلف عائشه نحوهم فتضحك هي الأخرى
ثلاث مجانين اجتمعوا ليكونوا أصدقاء
قالها بشير بهمس لنفسه ليتنهد متمتما بخفوت 
لماذا الأمر صعب هكذا اهدء بشير واخبرها سريعا بمشاعرك
ومن دون مقدمات هتف
عائشه انا احبك وأريد الزواج منك
فألتفت نحوه
 

تم نسخ الرابط