أرملة اخويا بقلم فاطمه الالفي
المحتويات
يشعر بخضوع البشر تحت سطوته ولا يعلم أنه عندما يصمت الحليم فاتقى شره حين ثورته فعندها يأخذ حقه بالقوة الجبرية ولا يتنازل عنه تحت أى ضغوط
جلس إبراهيم أمام نرجس وقال بهدوء شديد يتنافى عما بداخله من غليان
بصى بقه يانرجس أنا مش هقولك غير كلمة واحدة بس وإنتى بعدها تختارى وصدقينى أنا سكوتى عليكى مش ضعف أنا بس كل اللى كان يهمنى هو أخويا وبما إنه فاهمك كويس فخلاص مكنش بيهمنى حاجة
إبنك هيتجوز نورين مش عشان تبقى تحت رحمتك لا عشان إبنك بيحبها وعملت فى أقل من سنه اللى إنتى معرفتيش تعمليه طووووول عمرك
إنتى دلعتى وبوظتى وهى صلحت ورممت وعدلت وخلاته إنسان بجد إنسان كان نفسى أشوف إبنى عليه وكنت فاقد الأمل وكمان اللى انتى متعرفيهوش أن علاء مش هيعيش معانا هنا لأنى مش مستعد إنى أخسر أخويا بعد العمر ده كله عشان واحده حقودة زيك
إنتفضت من مكانها على صوته وقالت
ببس لم يدعها تكمل
وقال متتكلميش وإستنى لما أنا أكمل عايزه تتقى شرى اللى انتى عمرك مجربتيه تمام مش عايزه يبقى تفكرى مجرد فكرة إنك تقولى كلمة واحدة ممكن تزعل نورين او أخويا ومراته
ثم إستطرد وقال وااااه عشان تبقى عارفه بس إن السبب فى قعادك لغاية دلوقت فى البيت ده هو أخويا ومراته لأنى كنت عايز أطلقك من زمااااان بس للأسف اللى ربطنى بيكى هو علاء وأخويا يوميها قالى ربى إبنك بينك وبين أمه ورفض إنى أطلقك وياريتنى ماسمعت كلامه على الأقل كنت جبت واحده ربت إبنى صح مش ضيعته
جاء علاء وجلس بجوارها وقال
لو سمحتى ياماما أنا إبنك الوحيد وأنا بحب نورين بجد ونفسى تكون مراتى وأى مشكلة هتعمليها معاها هتنكد عليا أنا كمان
بقه كده يعنى مش هعرف أطلع عليها إللى أنا عايزاه اااه يلنى بس لازم الأمور لغاية ماتعدى
ضحكت بإصفرار وقالت
طبعا ياحبيبى نفسى تكون سعيد
ثم أكملت بخبث
بس يعنى كان نفسى أفرح بيك وبمراتك وتكون معايا هنا
أكملت وهى مدعيه الحزن
رد عليها علاء بهدوء
ياماما كده أحسن أنا عايز أبنى حياتى لوحدى ويبقى ليا بيتى زى ماعملتى بيتك إنتى وبابا
جزت على أسنانها وقالت
ماشى ياحبيبى ربنا يهنيك هو أنا عايزه حاجه غير سعادتك
ثم قالت لنفسها
ماشى إن مابوظتها مايبقاش أنا
كانت أسمهان تمشى وهى تضع يديها بيدى إحسان بينما هو يعمل كمرشد سياحى لها حتى ترى جميع معالم ألمانيا
تشعر هى بأنها لاتمشى على الأرض بل تطير بجناحين وترى جميع البشر فى هيئة فراشات جميلة من كثرة سعادتها
نظر إليها إحسان بعشق وقال
هاه مبسوطة يا أسمهان !
إبتسمت بشدة وقالت مبسوطه بس أنا حاسه إنى بملك الدنيا كلها حاسه إن كا
اللى حصلى ده ولا كأنه أى حاجه جنب السعادة اللى أنا حساها دلوقت
ثم إستطردت وقالت تعرف يا إحسان أنا رغم إنى تعبت جدا لما الحمل نزل بس حمدت ربنا لأنى مكنتش عايزاك تبقى مضطر تكمل معايا لو عرفت إنى حامل لمجرد الحمل
إستطردت وقالت كان نفسى ترجع عشان خاطرى أنا وبس
أيوه ده إبنى وكنت هبقى سعيدة جدااا لو فضل وبقيت أم بس ساعتها قلت كله خير الحمد لله ان مفيش حاجه هتخليك مجبور إنك تتربط بيا عشان كده لما رجعت ولقيتك عايزنى أرجعلك مكنتش مصدقة بقه معقوله إحسان راجع وعايزنى بكل إرادته
رغم فرحة قلبى الشديدة بس چرحى منك بقى بيبعدنى ومش عايزنى أرجع بس أهو أدينى رجعت بس أرجوك يا إحسان عشان خاطرى لو كسرتنى تانى صدقنى مش هقدر أقوم المرة دى
نظر إلى عيناها بحب وقال صدقينى يا أسمهان أنا اللى مش هقدر أبعد لأن خلاص قلبى وعقلى بقوا معاكى خلاص وأنا مقدرش أعيش بعيد عنك ونفسى يبقى عندى منك ولاد وبنات كتيييير وأعمل عيله كبيره يكونوا ولادى هم إصحابى وإخواتى اللى أنا إتحرمت منهم وعايزهم كلهم يبقوا زيك كده حتى لو مجوش شبهك فعايزهم ياخدوا قلبك الطيب وروحك النقيه ثم أكمل بقوه بس هعلمهم ياخدوا حقهم يعنى عايزهم شبه خالتهم نورين كده
ضحكت أسمهان بشدة وقالت
دانت عايزهم يجننوا الناس بقه دى نورين كانت هى اللى بتتخانق عننا دايما بس قلبها أصفى من الحليب
مفيش قلب أصفى من قلب حبيبى أنا
ثم أخذها بشدة وهو يقول ربنا مايحرمنى منك أبدا ويقدرنى وأعرف أعوضك عن الأيام اللى جرحتك فيها
كان علاء يجلس هو ووالده ووالدته والتى تكتم غيظها بشدة وتجلس أسرة عبد القادر كاملة ومعهم رزق واللواء عبد الرحمن أما أسمهان وإحسان فهم مازالوا بألمانيا يستمتعون بحياتهم
تكلم علاء وقال بفرحة شديدة
أظن ياعمى حضرتك عارف إحنا هنا ليه والخمد لله نورين خلصت إمتحانات وكمان وافقت على طلبى فدلوقت طلباتك إيه
نظر إليه عبد القادر وقال بهدوء
والله ياعلاء إنت إبنى وهى بنتى واللى تجيبه إحنا مش هنعترض عليه
تكلمت نرجس بكبر وقالت
معلش يا أبو نور إنت تقول الكلام ده لحد تانى مش لعلاء إبنى لأنه والحمد لله يقدر يجيب أغلى وأحلى شبكة لأن زى مانت عارف الفلوس عمرها ماكانت مشكلتنا زى ناس نظر إليها علاء بضيق
أما إبراهيم فإبتسم بسماجة لها وقال
عندك حق يا أم علاء بس إحنا مش هنجيب أغلى وأحلى شبكة عشان معانا فلوس لا دعشان نورين تستاهل أغلى وأحلى حاجه وأنا عن نفسى مش أتاقلها بدهب لا داأنا أتاقلها بألماظ
إغتاظت نرجس من رده الذى أرجع كيدها فى نحرها ولكنها كانت ستتكلم حتى نظرت لإبراهيم وجدت عيناه حمراء من الڠضب فإبتلعت ريقها وصمتت فأكمل إبراهيم وقال بجدية وكمان دلوقت الكلام للرجاله وأديكى شايفه أم نور أهى قاعده ساكته وسايبه لجوزها الكلام ولا أنا مش مالى عينك
تدخل عبد القادر وقال بهدوء حذر
خلاص يا إبراهيم ياخويا أم علاء أكيد متقصدش وكمان دى كانت بتعرفنا إننا نطلب اللى نفسنا فيه لبنتنا ولا إيه يا أم علاء
إرتبكت نرجس وقالت
طبعا طبعا يا أبو نور
أمال رزق على إيمان وقال
هى الحيزبونه دى مالها أنا حاسس انها نفسها تبوظ الجوازة ضحكت إيمان وقالت
يعنى حاسس مش متأكد يا أخى أنا بقعه واثقه إنها جايه أصلا عشان تبوظها بس على مين دانا أختى تفوت فى الحديد وأنا واثقه أنها مش هتفوت اللى قالته وإصبر كده وإسمع وقول إيمان قالت
تكلم علاء أخيرا وقال طبعا ياعمى أنت عارف إنى جبت شقه فى حته تانيه وهى كبيرة الحمد لله دى شقه دوبلكس وبفضل ربنا هفرشها كلها وأنا مش عايز من نورين أى حاجه غير إنها تنورها ولو على الشبكه فتنزل تنقى وتقولى بس على السعر وأنا هدفع مهما كان إيه هو المبلغ
كان سيهم عبد القادر بالكلام ولكن إستأذنت نورين فى الرد وقالت لو سمحت يابابا ممكن أقول حاجة
نظر إليها عبد القادر بثقة فى عقل إبنته وقال
طبعا ياحبيبتى قولى كل اللى نفسك وكأنه يعطيها الضوء الأخضر لإخراج كل مابداخلها
توجهت نورين بالكلام لعمها وقالت طبعا ياعمى أنا بشكر حضرتك على اللى إنت قولته فى حقى بس أنا عايزه أعرف حضرتك إنى رغم إنى عارفه إنكم الحمد لله معاكم كتييير بس مش ده السبب اللى أنا عشانه وافقت على علاء
انا وافقت عليه لأنه بقه راجل أى بنت تتمنى تعيش معاه والحمد لله بابا ربانا على القناعه وإننا نعيش باللى معانا مهما كان وزى ماحضرتك شايف إننا كلنا والحمد لله إتربينا وإتعلمنا أحسن تعليم عشان كده أنا مش عايزه شبكة لأن حتى لو علاء كان محلتوش حاجه كنت برده هوافق بيه لأنى لما أتجوز مش هتجوز فلوس لا أنا هتجوز راجل وهو اللى يجيب الفلوس فحضرتك ياريت تحترم رغبتى أنا مبحبش البهرجه الكدابه وصدقنى كفايه كلمتك وكأنك جبت أحلى شبكة
نظر إليها عبد القادر ونادية بفخر شديد وقال عبد القادر وأنا موافق على كلام نورين وأنا عن نفسى راضى بدبلتين وبس وفعلا أحنا ميهمناش أى فلوس وعلاء عندنا أغلى من أى حاجه المهم إنه يراعى ربنا فيها
إبتسم اللواء عبد الرحمن وقال
يبقى على بركة الله ونقرى الفاتحه وفعلا يا أستاذ عبد القادر بناتك الدهب نفسه مايتاقلهمش كفاية تربيتهم
ثم نظر لعلاء وقال
وإنت ياعلاء شوف عملت حلو إيه فى دنيتك عشان تاخد من بنات عمك
ضحك علاء بسعادة وقال
ربنا يعلم ياسيادة اللوا إنى فعلا مش مصدق لغاية دلوقت إن ربنا رزقنى بنورين وأنا عن نفسى لو لفيت الدنيا بحالها مش هلاقى أحسن منها
قال رزق بفرحة
طب يلا يا أبو نسب نقرا الفاتحة ولا إيه ياعمى
أومأ عبد القادر بسعادة لزواج بناته وقال نقرا الفاتحه
رفع الجميع أيديهم وقرأوا الفاتحة على أن يتم شراء الشبكة فى اليوم التالى وتكون الخطبة عندما تأتى أسمهان من ألمانيا
العمر لا يعد بالسنين والأيام بل بلحظات السعادة التى نعيشها فهى من ترسم ملامحنا وتشعرنا بإشراقة وجوهنا
كان الجميع ينظر للعروسين وهم يدخلون الى القاعة وسط المشاعل وفرقة الزفة
تظهر السعادة على وجوههم وكأنهم يودوا أن جميع الموجودين ولكنهم قد إكتفيا بأنفسهم ولا يريدون إلا أن يكونوا بمفردهم
كان رزق يقف بجوار إيمان وهو يميل عليها ويقول عقبالنا يا منمن شايفه الواد أحمد هيطير من الفرحه إزاى !
نظرت إيمان لصديقتها شهد وعيناها مغرورقة بالدموع وقالت
ربنا يفرحهم يااااااارب شهد وأحمد شافوا كتييير على ما
اتجوزوا أمن رزق على كلامها وقال فعلا بس اهو ربنا جمعهم مع بعض عقبالنا إحنا كمان
إبتسمت إيمان بخجل وقالت خلاص كلها يومين وأسمهان توصل ونعمل خطوبة نورين وكتب كتابنا
أمسك رزق يدها وقال وهو ينظر لعينيها بوله ماتخليها فرح بدل كتب كتاب ينوبك فيا ثواب
أنزلت عينيها للأرض وقالتإزاى بس يارزق مش هينفع
أجابها رزق بتصميم وإيه قلة
متابعة القراءة