رواية ست البنات بقلم نهى مجدى

موقع أيام نيوز

لم تنسي ان ترمق عمر بنظره ناريه جعلته يفهم جيدا ما دار بيننا بالداخل .
انصرف الجميع وجلسنا جميعا لا نتحدث ولا ينظر أحدنا للآخر باستثناء داليا التى لم تكف عن الضحك والتهامس مع عمر وتصنع تلك الحركات الطفوليه التى لم يجاريها عمر فيها وكان قليل الحديث استئذنتهم انا الاخرى وأخذت تميم وصعدت لشقتى وتركتهم يتحاورون بحريه وبالفعل ما إن صعدت حتى سمعت صوت عمر يوجه حديثه لداليا 
مكنش فيه لزوه للى عملتيه دا ياداليا 
تحولت لهجتها وأجابت پغضب 
ليه صعبت عليك الهانم ولا ايه طب ما تقوم تطلعلها احسن 
استكملت والده زوجى الحديث معها بهدوء يشوبه الڠصب 
يابنتى عيب تعملى كدا قدام اهلها انتى عاوزه الناس تاكل وشنا 
كالعاده اجابت داليا بصوت عالى وثوره عارمه جعلتنى اسمع حديثها بوضوح وانا امام شقتى
يعنى انا الغلطانه دلوقتى مش كفايه انى وافقت على المهزله دى وكمان بتغلطونى انا فعلا غلطانه بس غلطانه انى وافقت من الاول
فتحت شقتى ودخلت واغلقت الباب خلفى فلا اريد سماع المزيد ولا اريد سماع ما يؤلمنى وېمزق قلبى فأغلقت كافه النوافذ حتى لا يصلنى منهم اى صوت وفتحت التلفاز ورفعت صوته وشغلت نفسى بالتغيير لتميم حتى رن هاتفى برقم غريب ومحادثه غريبه
الحلقه الرابعة
دق هاتفى برقم غريب لم يكن مسجل ضمن قائمه الاتصالات لدى تجاهلته ولم ألق له بالا وعدت لاستكمال ماكنت افعل ولكنه دق مره أخرى فى اصرار وكأنه لم ينفك يرن حتى أجيب كان من طبعى ألا أجيب على أى رقم غريب فقد كانت الردود على الهاتف بمعايير فى منزلنا وكان أبى يستاء عندما يجدنى اتحدث لوقت طويل ولكنى الان احتاج لمحادثه أى شئ يؤنسنى ويطوى ذلك الوقت الذى لا يمر شعرت انها ربما تكون صديقتى همسه صديقتى الصدوق منذ أيام المدرسه الأبتدائيه مرورا بالأعداديه ثم الدبلوم الفنى التجارى ولكنى احفظ رقمها جيدا ترددت قليلا ثم قررت أن أجيب وليكن ما يكن اجبت بصوت جعلته صارما بألا يكون هناك غريب
السلام عليكم
أتانى صوتا ذكوريا يجيب بلهفه 
عليكم السلام ورحمه الله اخيرا رديتى
سئلته باقتضاب 
مين معايا 
اجاب بصوت ساخر وضحكه خافته
نسيتى صوت ابن خالتك
صفي أبن خالتى رباب الأصغر أمى من أسمته صفي ليتشابه اسميهما فهيا صفوانه وهوا صفي تحبه وكأنه أبنها الثالث الفارق بيننا شهور قليله فعندما ولدت أنا كان هوا أبن السته أشهر لحقت به فى جميع سنوات الدراسه ولكنه استكمل تعليمه الثانوى والتحق بكليه التجارة أما أنا بأنهيت تعليمى الفنى ومكثت فى المنزل تعجبت عندما سمعت صوته فمنذ التحق بالجامعه فى القاهره وترك بلدتنا السلمانيه بالدقهليه لم أره وحتى لم يحضر زواجى على عابد او حتى على عمر ولم يهاتفنى قط من قبل لذلك عندما وجدته هوا المتصل ارتجف قلبى خوفا على أمى خشيه ان يكون أصابها شئ فأجبته وانا أرتعد
خير ياصفي امى كويسه 
اجاب بهدوء 
ايوه كويسه الحمد لله انتى قلقانه ليه كدا 
اخذت شهيقا طويلا وحمدت الله ثم استدركت انه مازال على الهاتف فسئلته بضيق 
طيب بتتصل بيا ليه 
صمت قليلا ثم أجاب وقد تبدلت نبرته وظهر الحرج جليا على صوته
معليش يابنت خالتى لو كنت ضايقتك انا اسف
أنبتنى نفسى على تلك الطريقه الجافه التى أحدثه بها وتابعت حديثى بنبره أهدء
مش قصدى يا صفي بس خۏفت تكون امى تعبانه
استكمل

حديثه الذى لم يخلو من مسحه الحزن به 
كلنا كويسين ياميراس لكن ياترى انتى كويسه 
صمت قليلا لا ادرى بما اجيب هل سأظل اكذب على نفسي وعلى
________________________________________
من حولى وارسم الابتسامه على شفتاى الذابلتين ام أؤثر الانسحاب وترك هذا العالم والعوده لعالمى السابق الذى لم يخلوا هوا الاخر من الهموم فآثرت الصمت والكذب
ايوه كويسه جدا الحمد
احتد صوت صفي واكمل حديثه الذي هاتفنى من أجله
انا عرفت كل حاجه ياميراس 
انعقدا حاجبى وعلت دقات قلبى وسئلته بخفوت
يعنى ايه عرفت كل حاجه وحاجه ايه دى اللى عرفتها 
استكمل حديثه بنفس النبره الحاده 
عرفت اللى قولتيه لخالتى واللى طبعا قالتله لامى وسمعتها وهيا بتحكى لها على كل حاجه
ڼهرته بصوت عالى ونبره قاسيه وكأننى قطه شرسه تدافع عن صغارها 
وازاى تسمح لنفسك تتدخل فى حاجه ملكش علاقه بيها وانا هعرف شغلى مع ماما اللى خلت سيرتى على كل لسان 
قاطعنى واستكمل حديثه
انا ابن خالتك ياميراس واكتر واحد بېخاف عليكى وعايزك تكونى سعيده فى حياتك
اجبته بصوت ارتفع أكثر ونبره أكثر حده 
ومين قال لسيادتك انى مش سعيده ولو سمحت مش هقولك تانى متتدخلش فى حاجه ملكش علاقه بيها ومع السلامه علشان ابنى بيعيط 
اغلقت الهاتف قبل ان يجيب فكان الشرر يتطاير من عينى ودقات قلبى تكاد توقفه من شدتها وكأننى على وشك السقوط مغشيا على من شده الڠضب فتحت هاتفى وانا ارتعد من الڠضب وطلبت رقم أمى وانتظرت ان تجيب
الو
لم امهلها لحظات حتى بادرتها بسؤالى الحاد وصوتى الجهورى
ازاى تروحى تقولى لخالتى على حاجه قولتهالك دا انا يادوب لسه طالعه شقتى مقدرتيش تستحملى حتى كام يوم وروحتى قولتيلها فى نفس اللحظه انا محلفاكى ياماما
اجابت امى بتعجب 
عرفتى ازاى انى قولت لخالتك
اجبتها بصوت اعلى وصوت صارخ
علشان الاستاذ صفي سمعكم وانتوا بتتكلموا واتصل بيا يشمت فيا 
اجابت امى بهدوء واستكانه
يابنتى انا مشيت من عندك ھموت وحاسه انى هتشل مكنتش قادره اتكلم ولا انطق ومرضيتش اقول لابوكى ولا اخوكى ولا اعمامك بس خالتك كانت قاعده معانا وشافت عمايل ضرتك واتأكدت ان فيه حاجه غلط علشان كدا حلفتنى احكيلها فحكيتلها واحنا راكبين العربيه ومخدتش بالى ان صفي هوا اللى سايق اعذرينى يابنتى كان هيجرالى حاجه لو ملقتش حد افضفض له وانتى عارفه خالتك بتحبك قد ايه
وضعت يدى على فمى احارب الصړاخ وسئلتها وانا على وشك الأنفجار
وكان مين تانى معاكم فى العربيه 
اجابت بسرعه 
والله ماكان فيه حد تانى صفي كانت سايق وجمبه مروان ابن اخوكى طه وانا وخالتك قاعدين جمب بعض بنتكلم حتى صفى كان حاطط سماعات فى ودنه افتكرته بيسمع اغانى ولا بيتكلم فى التليفون ومش هيسمعنا الله يسامحه بقى
هدئ روعى قليلا فقلبى ېحترق بما فعلته أمى ولكنى اعلم جيدا انها هيا الاخرى فى وضع صعب ولن تتحمل
خلاص ياماما حصل خير بس ابوس ايدك متعرفيش حد حاجه عن حياتى تانى 
اجابت بصوت واهن
حاضر يابنتى
اعتذرت لها عن طريقتى فى محادثتها وتفهمت ذلك الضغط الذى يقع على عاتقى وانهيت معها المحادثه ثم جلست بجانب تميم افكر فى محادثه صفي وما غرضه من تلك المحادثه الغريبه حتى تسلسلت خواطرى الى ان توفقت عند نقطه واحده هل انا سعيده حقا والى متى سأتحمل وما الذى دفعنى للموافقه بهذا الزواج هل محبتى القديمه لعمر هيا من جعلتنى اوافق ام بقائى فى بيت والدى ومعى طفلى الذى أتى للدنيا وحيدا سيجعلنى عبئ على ثقيل عليهم ربما يملوا منه يوما انا اعرف جيدا كم يحبنى ابى وتتمنى لى امى السعاده ولكن الامور لا تدوم هكذا فكم من فتاه تطلقت او ترملت ثم عادت لمنزل والديها فشعرت بالغربه وعدم القبول واذا تحملنى أبى اليوم فمن سيتحملنى اذا حدث له مكروه ومن سيتحمل نفقتى ونفقه ابنى فلن يستطيع اخى تحمل تكلفه بيته وزوجته وابنائه ويضاف اليها نحن ولن استطيع ان اطلب منه شيئا اذا لم يعطينى هوا وسأظل دائما اشعر اننى منكسره اسئل الناس كفافا حتى وان كانا والدى واخى فلن اتحمل ان اضيف لهمهم همى ولو اعطانى اهل عابد نقودا لتعففت نفسي عن قبولها ولاعتبرها ابى اهانه فطالما انا وابنى فى بيته فعليه ان يتحمل نفقتنا بالرغم من
ان ابى صعيدى المنشأ الا انه ترك بلدته واتى الى هنا بحثا عن العمل والرزق وليس لدينا مايكفى لتحمل نفقه زواج فتاه أخرى فقد باعت امى ذهبها واستدان ابى ليجهزنى ويزوجنى لعابد حتى لا يعيب عليه احد ولا ينظر لى نظره القله وكنت اسمعه يشكر الله على ان روقنى بزوج يتحمل مسؤليتى فيرتاح هوا قليلا من عمله فى زراعه قطعه ارض صغيره عندما يدفع ايجارها لم يتبقى لنا سوى القليل فكيف لى الان ان اعود اليه بطفلى ليعود لتكبد العناء مره اخرى فلو دام وضعى هذا لاخر عمرى لن أحنى ظهر

أبى اكثر من هذا و عمر ميسور الحال وعائلته لها صيت ذائع فسيحد ابنى الرعايه والاهتمام والعيشه الكريمه وهذا ما ارجوه اما انا فلا يهم فلو كتب لى الله هذه الحياه فأنا راضيه بها ..
استطردت فى تفكيرى حتى
________________________________________
غلبنى النعاس ولكنى استيقظت فى الثالثه صباحا على صوت بكاء تميم كان بكائه شديدا فظننته جائع جلست وحملته لأرضعه ولكنى وجدت جسده ساخن بشده وقع قلبى وانسحبت روحى ولم ادرى ماافعل حملته وارتديت ملابسى وذهبت الدور الاول كان الباب مغلقا فمن عاداتهم ان يغلقوا الباب جيدا ويناموا فى الغرف البعيده عن اصوات الشارع طرقت الباب كثيرا لم يفتح احد كنت انتقل بين طرق الباب والنظر لتميم الذى صمت ولم يعد يبكى ولكن وجهه كان كقرص الشمس من السخونه والتوهج والاحمرار لم استطع الانتظار اكثر ففتحت الباب الحديدى الذى يطل على الشارع ولم ادرى ماافعل فلن استطيع الذهاب لبيت ابى فهوا فى الجانب الاخر من البلده وسيأخذ الطريق وقتا طويلا حتى اننى نسيت هاتفى بالأعلى ولم استطيع العوده لأحضاره والاتصال بأخى وقفت على الباب لا ادرى ماافعل حتى رئيت جارنا محمود يخرج من بيته مرتديا البذله العسكرية الخاصه بالجيش وكأنه ذاهب لثكنته العسكريه ركضت نحوه وطلبت منه إيصالى للوحده الصحيه الخاصه ببلدتنا من حسن حظى ان محمود والده عتالا لديه سياره ربع نقل ينقل عليها الأغراض ويأخذ مكسبه عندما رأنى محمود مڼهاره وباكيه وبين يدى تميم يتشنج من شده السخونه ركض واحضر السياره وركبت بجواره وانطلق مسرعا للوحده كانت هيا المكان الوحيد الذى سظل مفتوحا حتى هذا الساعه المتأخره من الليل عندما وصلنا نزلت من السياره وهرولت ناحيه غرفه الكشف ووضعت ابنى امام الطبيب وانا ارتعد وابكى حتى اننى لم استطع ان اقول له مايعانيه ولكن بمجرد ان رآه الطبيب حمله مسرعا ووضعه على سرير الكشف وعرف انه اصابته حاله تشنج نتيجه الزياده الكبيره فى درجه الحراره طلب من مساعدته إحضار حقنه خافضه للحراره واعطاها له مع وضع كمادات بارده على جبينه وتحت ذراعيه وبين فخذيه للإسراع فى هبوط درجه الجراره وكان يقيس له درجه الحراره كل خمس دقائق حتى هدئت ملامحه وهدء إحمرار وجه تميم وهبطت درجه الحراره للمعدل الطبيعى لم يوافق محمود على الانصراف قبل ان يطمئن على تميم ويعيدنا للمنزل مره اخرى .
عاد تميم لحالته الطبيعيه ولكن اصر
تم نسخ الرابط