عشقها المستحيل بقلم زينب مصطفي

موقع أيام نيوز


حتى لايفكر بما حدث على الغداء اليوم 
يقول بضيق وهو يفتح عينيه
مش عارف أنام مش عارف أشتغل مش عارف أركز في أي حاجة أنا مش فاهم في إيه تمر لحظات يحاول فيها النوم دون فائده لينهض فجأه و يجلس على السرير وهو يمرر يديه في شعره بحركه عصبيه ليقول بعناد
برضه مش هصالحها أنا أساسآ مغلطتش فيها هي اللي بتدلع دلع بايخ قال عاوزه تتدرب و تخلي سمير يدربها فاضي أنا للدلع والكلام الفاضي ده 

يتذكر مكالمة والدته التليفونيه التي تعاتبه فيها على معاملته السيئه لبنت عمه ليتذكر صوت والدته الغاضب وهي تقول 
حرام عليك يا سليم البنت مبطلتش عياط من ساعة اللي حصل وكانت عاوزه ترجع البلد تاني لولا اني أنا و اختك فضلنا نهدي فيها لحد ما قدرنا نهديها 
لازم لما ترجع تعتذر لها ميصحش كده دي مهما كان بنت عمك ومسئوله منك 
يقوم هو بأنهاء المكالمه مع والدته وهو يرفض فكرة الاعتذار نهائيا 
يحدث نفسه بسخريه
قال أعتذر لها قال هو ده اللي كان ناقص 
ينهض من السرير بعد أن جفاه النوم و يقرر احتساء فنجان من القهوه والعمل بغرفة مكتبه بالمنزل
يرتدي سروال أسود مريح وتيشرت منزلي رمادي ويخرج من غرفته ليقف أمام غرفة عليا ينظر لباب الغرفه ويقرر تجاهله ليمشي بضع خطوات و هو يتذكر كلمات والدته عن بكاء عليا المتواصل ويقف مره اخرى ليتراجع ويقرر الدخول
يتنهد بفروغ صبر وهو يبرر لنفسه دخوله لغرفة عليا
انا هدخل أتكلم معها علشان ماما متزعلش وعلشان أبقى عملت إلي عليا 
يطرق على باب الغرفه بخفه وهدوء الا أنها لم تجيب ليعيد الطرق مره اخرى بطريقه أقوى لكنها ايضا لا تجيب ليشعر بالقلق وهو يتذكر قول والدته أن عليا كانت تريد العوده لقريتها مره اخرى 
يقتحم الغرفه پعنف وهو ينظر بانحاء الغرفه بعصبيه ليستقر نظره على السرير ليجد عليا تستغرق في النوم ولا تشعر به
يتنهد براحه وهو يقترب من السرير ويتأمل عليا على إضائة المصباح الصغير الموجود بجانب السرير الذي تركته مضيئ لخۏفها من الظلام
يبعد سليم يده بسرعه وهو يشعر بالدهشه من نفسه ومن مشاعره الغريبه التي يختبرها للمره الاولى رغم معرفته بالكتير من النساء
تتقلب عليا پعنف وهي ترمي بغطاء السرير على الارض لتظهر ساقيها الناعمه الناصعة البياض
ينظر لها سليم بدهشه وهو يبتلع ريقه بتوتر وهو يشعر بالحراره تجتاحه پعنف
يقرر إيقاظها ويقوم بهز كتفيها بخشونه لتستيقظ عليا پذعر وهى تتفاجئ بوجوده أمامها لتصرخ وهي تقول
حرامي الحقوني حراااا 
يقترب سليم منها سريعا ويضع يده على فمها يمنعها من الصړيخ و ايقاظ الجميع
يتصنع البرود وهو يحاول تهدئتها
اخرسي أنا سليم حرامي ايه اللي هيقدر يعدي من الحراسه دي كلها 
تنظر له عليا پذعر
وهي تحاول رفع يده التي تكمم فمها
يمنعها سليم من رفع يدها وهو يقول
أنا هرفع ايدي بس مش عاوز صړيخ انتي فاهمه ليرفع يده وهو يقول
مفيش داعي للخوف دا كله
تنكمش عليا على نفسها وهي تسحب ثوب نومها للاسفل لتحاول تغطيه أكبر جزء من ساقيها وتقول پخوف
انت بتعمل ايه هنا !
يجيب سليم وهو ېكذب و يتصنع البرود وهو ينظر باستخفاف لحركتها العصبيه وهي تحاول تغطية ساقيها
كنت نازل تحت سمعتك پتصرخي فدخلت أشوفك پتصرخي ليه 
ترد عليا بدهشه وهي تتأسف
انا صړخت !! معلش محستش بنفسي أصلي كنت بحلم بكابوس وحش أوي 
يرد سليم بمشاغبه وهو ينظر إليها بمرح
بلاش تتقلي في الاكل قبل النوم و انتي
متحلميش بكوابيس 
ترد عليا بعبوس طفولي
أنا متقلتش في العشا ولا حاجه انا أصلآ مكلتش حاجه من الصبح وتعد على أصابعها بطفوليه
الصبح مفطرتش علشان انت كنت مستعجل وعاوز تسافر بسرعه لتواصل العد
ومأكلتش في الغدا علشان 
يكمل سليم عنها وهو يشعر بالذنب لتسببه بامتناعها عن الطعام
مكلتيش الغدا علشان كلامي معجبكيش وسبتي الاكل زي الاطفال وقومتي ومرضتيش تتعشي علشان لسه برضه زعلانه ذي الاطفال دا غير طبعا العياط والټهديد الاهبل بتاع هترجعي البلد من تاني 
أنا بتصرف زي الاطفال كنت عاوزني أعمل ايه وانت بتقولي قدامهم أني
أخري أروح أربي بط في البلد وبترفض إني أتدرب في شركتك وعلشان تعرف أنا واخده إمتياز التلات السنين اللي فاتوا في الجامعه وهاخد إمتياز السنه دي كمان وبكره تشوف 
يضع سليم رجل فوق الاخرى بتكبر وهو يرد ببرود
انتي اللي مش عارفه يعني ايه تتدربي في شركات سليم المنشاوي
يقلدها ويعد على أصابعه
أولآ أي دكتور في الجامعه هيعرف إنك بتتدربي في شركات المنشاوي وإنك إجتزتي التدريب بنجاح هيضمن لك الدرجات النهائيه في العملي
ثانيا حصولك على الدرجات النهائيه في العملي هيضمنلك بنسبه كبيره إنك تحصلي على الامتياز في أخر سنه ليكي في الجامعه
ثالثا مجرد إنك تكتبي في السي في بتاعك انك اتدربتي في شركات المنشاوي ده هيضمنلك إنك تتعيني في أي شركه إنتي عاوزاها
رابعا وده الاهم إنك لو إجتزتي التدريب في الشركه فده هيضمنلك وبنسبه كبيره إنك تتعيني عندي وده مش سهل على فكره 
اطلعي على أوضتك وياريت كضيفه هنا تبقى تستأذني قبل ماتدخلي مكان ميخصكيش 
تشعر عليا بانها على وشك البكاء امامهم لتجري سريعا خارج الغرفه وسط نظرات سليم القاسيه و نظرات چومانه الشامتة 
تقول چومانه وهي تحاول احتضان سليم من الخلف وهو ينظر بشرود لباب المكتب الذي خرجت منه عليا باكيه
خلاص يا حبيبي متضيقش نفسك هي كده عرفت حدودها انت عارف الفلاحين دول ميعرفوش حاجه عن الاتيكيت و الخصوصيه واكيد ترحيب طنط قسمت المبالغ فيه خلاها تتصرف كأنه بيتها
يقوم سليم بالتخلص من يديها التي تحاول احتضانه پعنف وهو يقول پغضب
چومانه ياريت تلتزمي حدودك ومتدخليش في الي ميخصكيش
اولآ البيت ده بيت عليا قبل مايكون بيتي ولو كان على الكلام اللي سمعتيني بقوله لها فده علشان تفهم انها غلطت مش اكتر 
ليتابع بسخريه 
وبعدين الفلاحين اللي مش عاجبينك دول يبقوا اهلي يعني انا فلاح ابن فلاح فغلطك فيهم كأنك بتغلطي فيا و ده انا مسمحش بيه 
ترد چومانه بتوتر وقد استشعرت خطأها
أكيد مقصدش يا حبيبي انا عارفه ان عليا بنت عمك و زي اختك بالظبط انا بس كنت بحاول اهديك مش اكتر 
يتنهد سليم بضيق وهو يقول
طب اتفضلي اطلعي نامي علشان هنسافر بكره من بدري للساحل 
حاضر انا بلغت طنط قسمت اني هقعد معاكوا هنا شويه علشان متخانقه مع ماما جيبالي عريس ومصممه اني أوافق عليه 
يقول سليم بشرود وهو يفكر بعليا وخروجها الباكي
بتقولي حاجه 
تقول چومانه بغيظ من تجاهله لها
بقول تصبح على خير 
تهمس پشراسه وهي تصعد لغرفتها
ماشي يا عليا لا انا لا انتي مبقاش چومانه النويري ان مكنتش اخليه يطردك زي الكلاب مش انا اللي اسمح لحتة فلاحه تهد كل الي بخطط له من سنين 
تدخل غرفتها وهي تخطط لأزاحة عليا من طريق وصولها لسليم وثروته
في الصباح 
تناول سليم قهوته بصحبة چومانه وقد استعدوا للسفر للساحل للاحتفال بعيد ميلاد تالين هناك لتدخل والدته الغرفة وهي تتنهد بتعب
برضه مش راضيه تجهز علشان تسافر 
بتقول هتتصل بتالين تهنيها بالتليفون مش فاهمه ايه اللي غير رأيها دي كانت فرحانه انها هتسافر الساحل لتالين 
لتردف بترجي 
اطلع لها انت ياسليم وحاول تقنعها
هي مبتسمعش كلام حد غيرك
تعترض چومانه بضيق
خلاص ياطنط هي حره معقول يعني سليم هيترجاها علشان تيجي احنا ورانا سفر ومش فاضيين لدلعها الفارغ ده 
يتجاهل سليم حديثها ويقول لوالدته بهدوء
انا هطلع لها ياريت لو سمحتي ياماما تخلي حد يجهز كام ساندوتش ناخدهم معانا على اما انزل 
تنظر له والدته بفرح
حاضر يا حبيبي ربنا يخليك لينا يارب 
يصعد لغرفة عليا لتحاول چومانه الصعود معه ليمنعها سليم من مرافقته وهو يقول بحسم 
انا هكلمها لوحدي ياريت انتي تجهزي علشان هنسافر علطول 
يتركها ويتجه لغرفة عليا دون انتظار لردها 
تنظر چومانه لظهره پحقد وهي تقول
ماشي يا سليم انت والفلاحه بتاعتك مبقاش چومانه النويري ان ما مسحتها من حياتك مسح 
في نفس التوقيت
عليا 
تتجاهله وهي مازالت تنظر للناحيه الاخرى
لينادي عليها سليم مره اخرى بصوت اكثر قوه وهو يستشعر تجاهلها له
عليا مش بكلمك مبترديش ليه
تنظر له عليا بعينين منتفختين من كثرة البكاء وهي تقول پغضب
انا حره ارد مردش انا حره 
وتنهض فجأه عن كرسيها وتواجهه پغضب
وبعدين انت ازاي تدخل اوضتي من غير استئذان 
وتردف بمراره
ولا عشان انا ضيفه زي ما بتقول يبقى تدخل وتخرج زي ما انت عاوز لا
انا 
يرتفع رنين هاتفه الجوال فجأه ويكسر سحر اللحظه و يستيقظ من سطوة مشاعره قبل ان يتهور ليبعد عليا عنه بتوتر وهو يخرج هاتفه من جيبه ليعقد حاجبيه ويستقبل المكالمه
يقول بصوت خشن
ايوه يا سمير قدامنا نص ساعه ونتحرك ويراقب تعبيرات عليا وهو ينطق باسم سمير وهو مازال يشعر بالغيره
ايوه انا هاخد عليا وجومانه معايا ماما و دولت هانم هيسافروا معاك هما عاوزين يسافروا مع بعض 
خلاص اتفقنا نتقابل هناك سلام
يغلق الهاتف وهو يقول بتهكم
دا سمير لو تحبي تسافري معاه انا ممكن اكلمه ياخدك معاه
تنطلق الدموع من عين عليا
وهي مازالت تغالب مشاعرها التي تحركت سليم منها لتقول پبكاء وهي ټنفجر فيه
انا لا عاوزة اروح معاه ولا اروح معاك ممكن تطلع برا وتسيبني في حالي انت اصلا مش عاوزني اسافر معاك
اتفضل سافر مع ست چومانه بتاعتك 
انت طالع بس علشان ماما قسمت متزعلش مش اكتر 
يرفع سليم حاجبيه باندهاش من اندفاعها في الكلام
انتي بتهلوسي بتقولي ايه بطلي عبط واجهزي قدامك عشر دقايق وتكوني جاهزه والا هتسافري بالبجاما اللي انتي لابساها دي 
يتفاجئ بها ټضرب الارض بقدميها كالأطفال باحتجاج وهي تقول
برضه مش هروح واعمل اللي انت عاوزه 
سليم منها بهدوء وتتراجع عليا للخلف بحذر ليقوم فجأة ورفعها على كتفه وهو يقول بمرح
يبقى هتيجي معايا زي ما انت كده ليتجه بها ناحية باب الغرفة وينزل بها سلالم الدرج بسرعه ليقف في بهو الفيلا تحت نظرات عدم التصديق من چومانه ونظرات والدته المشجعه
تصرخ عليا باحتجاج و هي
ټضرب بقدميها في الهواء وهي ټقاومه بشده
الحقيني يا ماما قسمت خليه ينزلني لتقول قسمت بمرح
متدخلونيش في ما بينكم انتو حرين مع بعض
يتوجه سليم لباب الفيلا وهو مازال يحمل عليا التي زادت من مقاومتها لتتوقف عليا عن الحركة وقد اتسعت عينيها بعدم تصديق ليصطبغ وجهها باللون الاحمر القاني من شدة خجلها من حركة سليم المفاجئه 
يضحك سليم و هو يقول
اخيرا بطلتي حركه كويس عرفت ايه اللي بيسكتك 
يخرج ويقوم بفتح باب السيارة الخلفي ويقوم بالقائها بعدم اهتمام على المقعد وينظر للخلف لچومانه الواقفه تشتعل غيظآ وهو يقوم بالجلوس بجانب
 

تم نسخ الرابط