حق قلبي بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز

اكلملك صاحبها و.....
وتوقفت أذنيها علي الإستماع.. فقط تحاول استيعاب حديثه.. أيتخلي عنها الآن! يطلب منها ولي أمرها طوال السنوات السابقه حتي في وجود أبيها.. لم يغفر لها خطأ ارتكبته يوما ولولا 
_وإن شاء الله أول ما يبقي معايا فلوس هقدر حقك في الشقه وهبعتهولك..
ابتسمت ساخره رغم ما يحتل قلبها وجوارحها من الآلآم.. وقالت 
لا كتر خيرك يا أخويا... عارف أنا فهمت من الأول الي عاوز تقوله بس غبائي خيلي أنك هتطلب مني تتجوز معايا هنا لحد ما حالتك تسمح تأجر شقه.. متخيلتش أنك هتطردني من شقة أبويا عشان تتجوز!.. أنا مسامحه في حقي.. لأن فلوسك مش هتعملي حاجه قصاد احساسي وأنت بتتخلي عني.. مش هتعمل حاجه لقلبي الي انفطر من رميك ليا بعد شهر من مۏت أمي.. هسامحك في حقي ومش عاوزه منك ورثي.. بس حق قلبي مش هسامحك فيه..
ونفر آخر أضيف للقائمه... القائمه

التي تضم من لم تسامحهم في حق قلبها..
تنهدت بتعب وهي ترتمي فوق الفراش.. تتذكر أنها ابتعدت كما طلب لكنها ابتعدت كثيرا وليس شارعان كما اقترح عليها.. ومن حينها لم يهاتفها ولو مره.. لم يسأل عن حالها حتي.. وكأن زوجته لهته عن أخته!.
_______________ناهد خالد ___________
مر يومان لم يحدث بهما جديد.. تحدثوا كثيرا بهما ليتابع الترتيبات ويخبرها بإضافات جديده يريدها.. وتولت هي الإشراف والتنظيم علي كل ما اتفقا عليه كي لا تسمح بمجال للخطأ.. واليوم موعد الحفله المقرر إقامتها كنوع من الترفيه وحسن الاستقبال لهم..
مساء.. وقفت أمام مرآة مكتبها تعدل من وضع فستانها التي ارتدته اليوم ولأول مره في إطار العمل.. لابد أن تحضر الحفل لتطمئن علي سيره علي النحو المطلوب.. كان فستان بسيط من 
خرجت وهي تفرد ظهرها بآناقه متجهه لمكان الاحتفال الذي اقاموه بحديقة الفندق الخلفيه والتي تطل علي النيل مباشرة..
وأثناء سيرها توقفت حين وجدت سيارته تدلف من بوابة الفندق..
وقف بسيارته علي بعد منها وترجل ببدلته الرماديه الأنيقه .. توقف قليلا وهو ينظر لها بإعجاب احتل عيناه وهو يطالعها بمظهرها الرائع الذي لم يراه بها في المرتان السابقتان... مزيج مميز.. هكذا حدث نفسه.. هي مزيج مميز بين القوه والجمال.. بين البراءه والشراسه.. بين كل شئ وعكسه! وهو لأول مره يقابل فتاه تمتلك صفات مميزه عن الباقيه.. تجذبه.. هكذا اعترف لنفسه الآن.. كفريسه تلتمع أمام صيادها وتسير أمامه بكل خيلاء مظهره مقاومتها فتزيد من رغبته في الصيد.. ليس من الطبيعي أن تمر هكذا من تحت يده هو من سمع صيته 
اقترب بخطوات مدروسه حتي وقف آمامها فاتسعت ابتسامته تدريجيا يقول 
_خايف اعبر عن إعجابي يحصل زي الي حصل المره اللي فاتت..
ابتسمت بهدوء وقالت
_ بيقولوا الصمت في حرم الجمال جمال..
خرجت ضحكه خافته منه وهو يقول
أشارت له ليسير معها تجاه الحفل وهي تقول
_ ٥ سنين شغل مش شويه.. خصوصا شغل الفنادق بقابل ناس كتير باختلاف أخلاقهم وطباعهم فلازم أجيد التعامل بزوق حتي لو مغزي كلامي مفيهوش اي ذوق..
أشار علي طربيذه قريبه فارغه يقول 
_تسمحيلي نقعد مع بعض ولا عندك خطط تانيه
نفت بهدوء 
_لأ أنا جايه عشان اتابع الحفله عشان لو أي خطأ حصل اتصرف.
اتجها للجلوس وصمتا قليلا حتي قال أمير 
_بتشتغلي من زمان
تنهدت تجيبه
_من بعد ماتخرجت.. بقالي 5 سنين.
رفع حاجبيه بتعجب يقول 
_متخرجه من 5 سنين! أنا فكرتك شغاله وأنت في الجامعه..
_لأ...
_كنت كلية سياحه وفنادق
_ايوه.
تسائل بفضول 
_أنت عندك كام سنه
ردت سريعا 
_ ٢٧ سنه.
ضحك بعدم تصديق يهتف 
_ أنا مش بشوف سني حاجه تعيبني.. ال ٢٧ سنه دول فخر ليا والمفروض اتباهي بيهم.. ٢٧ سنه خبره كل يوم عدي فيهم كان درس ليا واتعلمت فيه حاجه جديده.. حتي لما هوصل للخمسينات هفخر بعمري.. حتي تجاعيد وشي هحبها.. كل شخص بيمر بمراحل مختلفه من الطفوله للشيخوخه وأنا معتزه بكل مرحله بعدي بيها وهعيشها بحلوها ومرها..
كان ينظر لها بإعجاب وهي تتحدث.. يبدو وكأنه كلما بقي معها كلما اكتشف فيها أشياء مميزه جديده..
ابتسم بإعجاب حقيقي يقول 
_كلامك صح جدا... علي فكره أنا كمان ٢٧ سنه.. وكليه سياحه وفنادق.. يعني وارد نكون كنا دفعه واحده..
قطبت حاجبيها بذهول تقول 
_بجد أنت كنت جامعة ايه
_القاهره.
_للأسف أنا كنت اسكندريه التنسيق جابلي اسكندريه وأنا قررت أدخلها كان ليا خاله هناك وقعدت عندها فترة الدراسه.
_لي معملتيش تقليل اغتراب..
_محبتش كان عندي شغف اجرب الحياه في محافظه تانيه وحسيت اني مرتاحه لاسكندريه اكتر من القاهره فدخلت هناك..
ابتسم يقول 
_يخساره ياريتك ډخلتي القاهره كنا هنتقابل..
أومأت بتنهيده حزينه لم يتبينها هو وهي تهمس 
_يخساره فعلا يارتني مادخلتها..
نظرت له وهي تبتسم باقتضاب وقالت 
_خلينا نتابع الحفله أحسن..
________ناهد خالد _________
وطوال الأسبوع الذي قضاه الفوج السياحي في الفندق لم ينقطع في الاتصال عنها.. وتبينت أنه يتحجج كثيرا.. حجج ربما تمر علي غيرها لكن هي لم تمر عليها أبدا.. وأما عنه فبدأ يرمي شباكه للإيقاع بها.. فبدي لطيفا مهتما متفهما و...

مادحا! واليوم.. هو آخر يوم للفوج بالفندق بعد انتهاء الفتره المحدده... ذهب ليودعهما ويتمني أن يكون قد أعجبهم البرنامج السياحي الذي وضعته الشركه وأن تكون أعجبتهم الأماكن التي زاروها ويعودوا مره أخري للقيام بزياره جديده..
وقف معها بعدما ذهب الجميع.. ابتسم وهو يقول بلطف 
_ واضح أني هنقل كل تعاملاتي للفندق هنا..
ابتسمت بهدوء وقالت
_ ده يشرفنا يا أستاذ أمير..
_بصراحه حابب اقولك حاجه وقلقان من رد فعلك..
قطبت حاجبيها بفضول وقالت 
_حاجة ايه.. اتفضل قول..
ابتسم بتوتر حقيقي يشعر به للمره الأولي في حياته أمام فتاه فلا يتوقع ماذا سيكون ردها.. السابقات كان يعلم أنهن يهفون لعرض مثل الذي سيقوله الآن ولكن هي! ينتابه القلق حيالها..
_ يعني.. ايه رأيك لو نكون أصدقاء
نظرت له قليلا بتفكير ومن ثم قالت 
_ ليه يعني مش غريب طلبك! كان بينا شغل وخلص ايه الي يخليك عاوز صداقتي وكمان
رد بجديه 
_أولا.. أنا طلبت ده لأنك فعلا مميزه مقابلتش قبل كده بنت شبهك.. حاسس بانجذاب ناحيتك وحاسس أنك أفضل اختيار للصديق.. وبالنسبه ل علاقاتي فدي حاجه تانيه.. أنا بطلب نكون
ضحكت وهي ترفع حاجبيها باستغراب 
_تفكس!..
تنهدت بحيره لم تدم لثواني حتي نظرت له وهو يطالعها بترقب 
_ ماشي رغم أني عمري مادخلت صدقات أصلا بس نجرب..
ابتسم باتساع وهو يتمتم 
_نجرب.
يتبع
حكايه_حق_قلبي
ناهد_خالد
بالمناسبه البارت الي فات انا قولت ان اخر مره اجتمعت أماني بالي كانت بتحبه كان من ٨ سنين.. واخر مره شافته من ٧ سنين وقت التخرج... الحسبه كانت غلط... هي اخر مره اتكلمت معاه كان من ٦ سنين وأخر مره شافته من ٥ سنين يوم تخرجها..
اتفاعلوا اكتر من الي فات بقي واتوقعوا ايه الي جاي ومتبخلوش بالكومنتات عشان البارت يوصل للكلوتاني الحكايه دي مختلفه 
حكاية حق قلبي بارت.. ناهد خالد
_الغردقه!
قالتها أماني بتفاجئ وهي تنظر لأمير الجالس أمامها والذي رد عليها مبتسما 
_ايوه بصراحه مليت من الشغل وقلت اخد أجازه وملقتش أفضل منك رفيق في أجازتي خصوصا وأنت واخده اجازه ٣ أيام..
_ قول بقي أنك قررت حوار الغردقه لما عرفت بأجازاتي.
ابتسم بحرج لا ينتابه إلا معها 
_بصراحه آه وبرضو قولت فرصه أرفه عن نفسي شويه...
كان قد مر شهر كامل بعد أن وافقت علي صداقته.. شهر مر وقد تقربا من بعضهما كثيرا في إطار الصداقه.. يتحدثان في الهاتف مره وربما اثنان يوميا ويتقابلان لتناول الغداء وربما 
أمير الذي تغير روتين يومه مائه وثمنون درجه أصبح لا يمر يومه دون أن يحدثها ويطلب منها أن يتقابلان ليتناولان الطعام معا وإن كان بيده لطلب هذا يوميا يأخذها معه في معظم الحفلات التي يدعي لها.. يرتاح بحديثه معها وهي بكل جداره تعطي له حلولا مناسبه ل مشاكله يبتسم معها من قلبه دون أي تصنع والآن لم يعد يراها فريسه يسعي لاصطيادها بل يراها كما أخبرها من قبل صديقه.. فقط مجرد صديقه لذا يتعامل معها بكل صدق.. خالي من التلون ومن الاصطناع وحقيقة يتمني أن تظل صديقته دوما حتي وبعد أن ينغمس كلا منهما في حياه جديده.. وللعجب لم يعرف فتاه آخري طوال الشهر المنصرم...!آخر ارتباط بفتاه كان منذ شهر ونصف.. أي قبل مقابلتها في الفندق بأسبوع واحد.. وباعتبارها لاتعتبر مشروع 
_________ناهد خالد _______
وافقت علي عرضه.. وهل لها ألا تفعل 
وها هم يصلان للغردقه لقضاء ثلاث أيام من الخروجات وزيارات للأماكن المميزه بالمكان.. ثلاث أيام للترفيه ليس غير...
توقفا أمام غرف كلاهما المتجاورين فأردف يقول
_قدامك نص ساعه تغيري فيهم عشان هننزل نتغدا..
تصنعت النعاس وهي تقول 
_خليها عشاء بقي عشان عاوزه أنام...
زجرها بنظرات مستنكره يقول 
أشاحت بيدها وهي تتجه لفتح بابها تقول
_مجتش من ساعتين نوم..
ما إن فتحت الباب حتي وجدته يدفعها للداخل وهو يهتف بإصرار 
_ نص ساعه وتكوني جاهزه..
وبعد نصف ساعه بالتمام كان يدق علي باب غرفتها دقا متتاليا حتي ضجرت هي لتصرخ به وهي تتجه للباب 
_خلاص يابني آدم أنت هو أنا طارشه!
فتحت الباب وهي مرتديه بنظال أسود يعلوه كنزه صيفيه بيضاء بنصف كم.. أما عنه فكان يرتدي

رداء رياضي أسود وحذاء رياضي مماثل..
نظرت له باعجاب وهي تطالع مظهره فهذه أول مره تراه بثياب غير رسميه.. استفاقت علي حديثه وهو يقول بعبث 
_ حلو مش كده
رفعت نظرها له لتبستم ببرود وهي تقول 
_الترنج حلو فعلا ابقي قولي جايبه منين عشان اشوف منه الحريمي..
قالتها وهي تدفعه للخلف لتخرج مغلقه الباب خلفها وسارت لأمام... هتف وهو يبتسم ابتسامه صفراء وقال 
_دايما بتفحميني بردودك..
ابتسمت بزهو وهي تسير بخيلاء حين استمعت لحديثه..
جلسا علي أحد الطربيذات فقال وهو ينظر
للقائمه
_ها هتطلبي ايه
وضعت يدها علي قائمته لتجذبها منه وقالت بابتسامه
_أنا هخترلك المره دي..
وجد نفسه بكل أريحيه يبتسم لها ويوافق فورا علي عرضها.. وربما هذه أول مره يفعلها فهو لا يحب أبدا أن يختار له أحد ما يأكله أو ما يلبسه يفضل دوما أن يكون هو صاحب القرار فيما يخصه مهما كان شيئا صغيرا.. ولكن معها اختلف الأمر.. كالعاده.
طلبت لهما طعام مماثل لها وقالت وهي تجده ينظر لها بملامح مذهوله 
_بحب بيتزا تشيكن رانش.. لو مش بتحبها ممكن تغير الطلب...
قاطعها وهو يقول بذهول
_دي البيتزا المفضله عندي أصلا! أنا استغربت بس أنك طلبتيها هي بالذات رغم أننا مكلناش بيتزا مع بعض قبل كده..
ابتسمت تقول 
ضحك بخفه يقول 
_واضح إن في حاجات كتير مشتركه بينا واحنا منعرفش..
ضحكت وهي تؤكد علي حديثه حين قالت
_واضح كده..
أنتابه الحماس وهو يقول 
_تيجي نلعب
هتفت فورا بحماس مماثل 
_يلا..
_ماشي هسألك اسئله عن الحاجات الي بتحبيها وتجاوبي عليا..
_طيب ايه رأيك لو نعكس.. يعني أنا أخمن ايه اللون الي أنت بتحبه من خلال ملحظاتي للبسك مثلا وهكذا ولو قلت صح يبقي كسبت point والعكس ايه رأيك
رد سريعا بحماس زائد 
_موافق جدا..
قالت بشغف 
_يلا.. نبدأ باللون.. اتوقع بتحب اللون الأزرق..
رفع حاجبه بذهول وقال
ذمت شفتيها تقول
_توقع.. بعدين
تم نسخ الرابط