عشق مهدور بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
ثم وضعها على مقعد بالغرفه دلفت سحر بنفس الوقت شعرت بآسف وقالت له
حرم برضوا صليت الفجر هنا على غير عوايدك قبل كده حتى لو الدنيا برد جدا كنت لازم تروح تصل الفجر فى الجامع وتقول هكسب ثواب بكل خطوه للجامع غير ثواب الجماعه
تدمعت عين أيمن وجلس على الطرف ال يخفض وجهه يتنهد بآسىجلست سحر لجوارة هى الآخرى تشعر ببؤس وضعت يدها فوق يده وقالت
ربنا يزيح الغمه دى وتظهر براءة سهيلهوقتها تواجه أهل البلد بقلب جامد ببرأتها
تنهد أيمن قائلا
يارب
قبل أن يكمل حديثه سمع الإثنين
رنين جرس باب المنزل شعرا الأثنين برجفه فى قلبيهمونظرا لبعضهما تسألت سحر بفزع
مين اللى هيجي لى لينا دلوقتيدول لسه مطلعوش من صلاة الفجر
هروح أشوف مين
بالفعل ذهب محمود نحو باب المنزل يشعر بإرتجاف جسده بالكامل كذالك ترقبوهو يفتح باب المنزللكن تنهد يأخذ نفسه حين دفعته من كتفه ودلفت الى المنزل مباشرة تقول پغضب
إنت نايم وسايب البت مرميه فى السچنقلبي مش مطمن عليها
تنهد أيمن قائلا
ومين اللى جايله نوم يا عمت
خرجت هويدا بعد قليل من غرفتها تنفض النوم عنها نفخت أوداجها وزفرت نفسها بتذمر
بينما نظرت لهمآسميه
بإستعلام قائله
مالكم كلكم طالعين من الأوض ورا بعضكآنى جايه فى رد دينولا الوقت لسه بدري الفجر خلاص إدن وكمان خلصوا صلاته وطلعوا من الجامعوبعدين أنتم نايمين ومرتاحينمش حاسين بالغلبانه اللى مرميه فى السچن حالها أيه
يعنى هنعمل لها أيه هنروح نتسجن بدالها
نظرت لها آسميه بسخط وقالت بأمنيه
ياريت ياخدونى بدالها مش همانع
نظرت لها هويدا پحقدبينما وضعت آسميه يدها بداخل ملابسها وأخرجت رزمه كبيره من المال ومدت يدها بها نحو أيمن قائله
خد دول وقوم محامى شاطر خليه يطلعها من الحبس حتى لو بكفاله وأنا هدفعها لها
كتر خيرك يا عمت إنت عارفه إنى قومت لها محاميوإطلع على القضيه ولسه تقرير الطب الشرعي هيطلع بكرهقصدى النهاردهويمكن يكون هو سبب برائتهاإدعى لها
تنهدت آسميه قائله بتمني قائله
ربنا عالمقادر يفك
كربها
آمن الجميع على دعاء آسميه عدا هويدا التى بداخلها إرادة أخرى تتمنى أن تتحقق
صباح
ب سرايا شعيب
كان الكرب يسود بين جدران السرايا نساء تنوح برياءوآخرون يثرثرون فى مقټل ذلك الطبيب الشاب على يد زميله له وإحتجازه بمشرحة المشفى لأكثر من يومين دون دفنه
هنالك أخرى حاقدهتجلس بغرفة ضرتها تدعى الآسى على حالهابينما بالحقيقه قلبها شامت وسعيد لكن تحاول رسم الحزن برياءبداخلها كانت تتمنى أن كان أبناء شكران الثلاث شباب معا
مثلت الدموع حين دلف آسعد للغرفه ونظر الى تلك النائمه على ال شبه غائبه عن الوعىشعر بآسى بينما نظرت له شهيرة ومثلت الحزن
لابس ورايح فين دلوقتي
بآسى رد آسعد
جالى إتصال من النيابه خلاص سمحت بډفن
توقف لسانه عن النطق للحظه يشعر بقسۏة تلك الجمره فى قلبه لم يكن يتخيل أن يعيش مثل هذا الموقف يوم يشعر بداخله كآنه هرم فى العمر فجاة تضاعف عمره
بنفس اللحظه دلف كل من آصفوآيسر يتشحان بالحزنوهما ينظران الى والدتهما التى منذ ان علمت بمقټل أخيهمرقدت بال مريضه شبه غائبه عن الوعى لمعظم الوقت بسبب تلك الادويه التى يعطيها لها الأطباءلكن اليوم لابد أن تصحوفاليوم هو يوم وداع سامر نهائيا
نظرت شهيرة لهم بداخلها حقد كم تود لهذان الإثنان ذلك المصير أيضالكن رسمت الدموع وقالت
كنت لسه بقول للممرضه الخاصه اللى بتهتم بالحجه شكران بلاش تديها الإبرة اللى بتنيمها طول الوقت دىغلط على صحتها
تنهد أسعد بآسى قائلا
فعلا كفايه كدهخلاص لازم شكران تتقبل اللى حصل وتقعد فى وسط الحريم تاخد عزا إبنها
نظر كل من آصف وآيسر لوالداهم يشعران بقسوته ليس لأول مره يلاحظان ذلكلكن صوت ذلك الهاتف جعلهم يصمتانحين قام آسعد بالرد بنغزه يشعر أنها قاتله
تمام ساعه بالكتير وهنوصل للمستشفى
أغلق آسعد الهاتف ونظر لها قائلا بۏجع
خلونا نروح ناخد جثمان سامر عشان ڼدفنه بعد صلاة الضهر
نظرا له الإثنين بآسف وآسى وكاد يذهبان خلفه لكن فى نفس اللحظة فتحت شكران عينيها وعادت للوعى وقالت بدموع ونحيب
بلاش تاخد الإتنين معاك يا أسعد كفايه واحد راح منهمخلى آيسر هنا وخد معاك آصف
وافق آيسر على البقاء جوار والداته يحاول مواساتها بينما ذهب آصف مع آسعد
بعد قليل
أمام مشرحة المشفى
إقترب أحد العاملين بالمشفى من آصف ونظر حوله بترقب ثم أخرج ذلك المغلف وأعطاه ل آصف الذى أخذه منه وكاد يفتحه لكن العامل وضع يده على يد آصف قائلا برجاء
بلاش تقراه هنا يا باشا بلاش تضرني حضرتك قاضى وعارف تسريب معلومات زى دى فيها رفد من وظيفتي
كاد آصف أن يتجاهل رجاء العامل ويفتح المظروف بفضول وتلهف منهلكن خروج آسعد ومن خلفه ذاك التابوت جعله يرجئ الآمر لفيما بعدلكن تلك اللحظه كانت قاسيه جدا عليه لولا تلك النظارة الشمسيه التى تحاوط عيناه لرأى الجميع
عينياه اللتان تحولتا الى حمراء مثل عيني الذئب ليس من السهر فقط بل من هول الموقف عليه أمامه جثمان أخيه بتابوت موتى والمتهم بقټله من!
يتمنى أن يصفعه أحدا على وجهه عله يفيق من هذا الکابوس
بعد قليل بمدافن العائله
تجمع بعض أكابر البلده وأجوارها للمشاركه فى تشييع جثمان سامر حتى كان هنالك بعض النساء وعلى رأسهن كانت شهيره وبنتي آسعد من زوجته الاولى كانت إحداهن تساند شكران التى أصرت على حضور الوداع الأخير لأصغر أبنائهاكان قريب منها دائما منذ صغره لكن بعد أن أصبح شاب يافعا إبتعد عنها بسبب دراسته كذالك عمله بالمشفى لأوقات طويلهلكن كان الوحيد الذى كانت دائما تراه يوميا عكس أخويه
إقترب آيسر من مكان ډفن سامر وساعد مع آصف بذالكثم وقف الإثنين جوار بعضهميتلقيان بعض التعازىلكن إنحنى آصفوهمس ل أيسر
ليه جبت ماما هنا المډفنمش شايف حالتها
رد آيسر بآسف
حاولت معاها بس هى أصرت وصعبت عليا
تنفس آصف بآسى وبؤسيحاول التحمل يتمنى أن يمر هذا الوقت الكئيب والمضني
بالنيابه العامه
إستلم النائب تقرير الطب الشرعى وقام بفتحه وقرائته بتمعنلا يعرف لما شعر بآسف
أهو آسف على ذلك الطبيب المغدور الذى إنتهت حياته ببشاعه
أم آسف على تلك الطبيبه التى قټلتهأم هل صدق ما قرأوه بأقوالها فى التحقيقات الأوليه كان صدقا
لكن أى كان هو ليس سوا جهة توجيه الإتهام والتحقيق فيما معه من أدله وبقية النتائج تتكفل بها المحكمه وضع المغلف أمامه وقام بإستدعاء أحد معاونيه قائلا
هاتلى المتهمه فى قضية قتل
سامر شعيبمن الحجز
أومأ له المعاون وذهب لتنفيذ أمره
زفر النائب وظل ينتظر الى أن دلف المعاون ومن خلفه سهيله
نظر له قائلا
فك الكلابشات عن إيديها
شعرت سهيله بإختناق من تلك الأصفاد صوت فتحها كان مثل صرير رياح قويه بليلة شتاء عاصفه تخترق الأذن تترك الړعب والهلع
إزدردت ريقها بعد أن إزالة المعاون الاصفاد عن يديهانظر النائب للمعاون قائلا
تمام إستنى إنت بره لحد ما أنده لك
خرج المعاون بينما نظر النائب بتمعن ل سهيله كانت هيئتها سيئه عيناها الحمراوتان كذالك ملابسها التى مازالت عليها بقايا دماء القتيلتبدوا ملامحها مجهدهالخبرة التى إكتسبها من عمله ك وكيل نيابه وتعامله مع المجرمين ربما أصبح لديه فراسه بوجوه المجرمينوتلك ليست مجرمه
لكن هنالك الشق الآخر لتلك الفراسه وهى أن تكون الوجوه خادعهوهو ملزم بحيثيات القضيه
أشار النائب ل سهيله على أحد المقاعد قائلا
إتفضلي أقعدي
بتوتر وترقب وقلب يرتجف جلست سهيله على المقعدنظر لها النائب قائلا
فى كم سؤال لازم
أسألهم ليكهتجاوبي عليا ولا ننتظر حضور المحامى الخاص بيك
تنهدت سهيله
بتوتر وأجابته وهى تزدرد ريقها وحاولت إظهار ثقه وشجاعه
أتفضل إسأل
وجه النائب لها حديثه مباشرة يخبرها بما آتى له فى التقرير الطب الشرعى
تقرير الطب الشرعى بيقول إن سبب ۏفاة المجنى عليه هو حرج غائر فى الرقبه أو بمعنى أصح بتر بمشرط طبي أدى لڼزيف حتى الۏفاةكمان فى المعاينه تحفظنا على مشرط طبيوراح فحص الجنايات عشان تحديد البصمات اللى على المشرطوتقرير البصمات
توقف النائب للحظه وجذب كوب من المياه وإرتشف منه القليل ثم وضعه ينظر ل سهيله بترقب حين أكمل بقية الحيثيات
تقرير البصمات اللى على المشرط بيوضح وجود بصمات المجني عليهوكمان بصماتك
تحولت نظرة سهيله له من تماسك الى فزع ونفت ذالك سريعا قائله
مستحيل أنا كنت بحاول أساعد سامر
نظر النائب لها قائلا
للآسف يا دكتورة إنت المتهمه الوحيده فى القضيهلأن جميع كاميرات المراقبه الموجودة بالمستشفى فى الوقت ده مجابتش خروج أى حد نهائى من المستشفى
بعد إنتهاء عملهما بالبنك
خرج كل من هويدا وعادل معا من باب البنك سارا الإثنان يتحدثان معا بإقتضاب الى أن مرا أمام ذلك الصوان الخاص بالعزاء أمام سرايا شعيب تنهدت هويدا بنرفزه وتذكرت أختها كم بغضتها فى هذه اللحظة هى بغبائها أضاعت منها فرصه ليتها لم تخبر آسعد بإسمها كاملا ذلك اليوم بالبنك ربما كان ساعدها بالعثور على وظيفه ملائمه وأعلى شآنا من عملها بهذا البنك الحقېر الذى تتقاضى فيه مرتب ضئيل لاحظ عادل زفر هويدا وسألها
باين إن النيابه سمحت بډفن إبن أسعد شعيب ها وسهيله عملوا معاها أيه
تهكمت هويدا وقالت
معرفش أنا كنت معاك فى البنك من الصبحبس طالما النيابه سمحت بالډفن يبقى وصلت لقرار نهائى فى القضية
تسأل عادل
مش المفروض كنت تتصل على عم أيمن تسأليه عن اللى حصلسهيله تبقى أختك
ردت هويدا بسخط
للآسف مش معايا رصيد على موبايلى ونسيت أجيب كارت أشحنهوياخبر بفلوس دلوقتي لما أرجع للبيت هعرف أيه اللى حصل مع سهيله
إستغرب عادل من برود هويداللحظه شعر بالرهبه منهاوشعر أن قلبها جاحدوكاد يتحدث لكن هويدا تملصت منه قائله
أنا هدخل للصيدله أشتري
متابعة القراءة