قطعه من عرين الاسد
المحتويات
مريم فى النظر اليها وقالت
طيب عيني فى عينك كده
قالت سارة
سيبك .. كبرى
ثم تركتها وأخذت تتمشى على الشط
اقتربت نرمين من مراد الجالس على أحد الكراسي أمام البحر .. رفع مراد رأسه لينظر اليها ثم يعود ليتطلع الى البحر مرة أخرى .. جلست نرمين على المقعد المجاور له .. بدا عليها التوتر .. ثم حسمت أمرها قائله دون أن تنظر اليه
ظل يتطلع الى البحر .. فأجهشت فى البكاء وهى تقول
أنا عارفه انى صغرت فى نظرك أوى .. بس والله العظيم أنا محترمة .. أنا مش عارفه ازاى عملت كدة
تطلع اليها مراد لفترة ثم قال
كنتى بتحبيه ولا كان تسليه ولا كان ايه بالظبط
شعرت بالخجل .. فقالت بصوت خاڤت
ثم نظرت اليه وهى تبكى قائله
والله قابلته مرة واحدة بس واعدت معاه عشر دقايق .. أنا مش بقول ان ده صح .. بس بقولك
عشان تعرف ان ده بس اللى أنا عملته ومعملتش أكتر من كده .. حتى طلب يتكلم معايا على النت وأفتحله الكام وأنا رفضت
قام مراد وجذبها من يدها أوقفها أمامه وهى تنظر الى الأرض باكية وقال
مش عايزك تخبي عنى أى حاجة تانى يا نرمين .. أنا أخوكى الكبير وأنا أكتر واحد فى الدنيا دى بيحبك وبيخاف عليكي
قالت نرمين
.. فأجهشت مرة أخرى فى البكاء وتعالت شهقاتها .. مسح على رأسها قائلا
خلاص يا نرمين أنا هنسى الحكاية دى كأنها محصلتش .. بس توعديني انك متخبيش عنى حاجه تانى ولو أى حد كلمك تعرفيني
رفعت نرمين رأسها قائله بحماس
أوعدك يا أبيه .. أوعدك
ابتسم لها قائله
ابتسمت نرمين ومشت فى اتجاه أمها وأختها و مريم .
كانت سهى جالسه بين ذراعي سامر على ظهر اللانش .. كانت شاردة واجمة نظرت الى هاتفه الذى يمسكه بيده ويتصفح النت من خلاله فقالت بتبرم
انت على طول كده نت مبتفصلش
شيفانى بشيت يعني
قالت سهى
مش وقت جيم .. دى كلها ساعة وماشية
قال لها
متخليكي بايته معايا النهاردة
قالت سهى بضيق
مش هينفع المرة اللى فاتت نفدت منهم بصعوبة .. ده غير الكلام اللى بابا سمعهولى
قال سامر وهى يمط شفتيه
برحتك
رفعت سهى رأسها وقالت بضيق
سامر هى الظروف اللى عندكوا فى البيت هتطول يعني
أغلق سامر هاتفه وصاح غاضبا
انتى يا بنتى غاوية عكننه .. مزاج عندك أول ما تشوفينى مبسوط تروحى فاتحه أم الموضوع ده
قالت سهى بحنق
سامر انت ليه مش حاسس بيا ومش مقدر مشاعرى
قام سامر من مكانه ونظر اليها قائلا پحده
بصى يا بنت الناس .. لو جبتى تانى سيرة الجواز أنا من سكة وانتى من سكة أنا مش ناقص خنقة
دخل الكبينه وتركها والدموع فى عينيها وفى داخلها ندم كبير .. لن تتمكن من تجاهله أبدا.
انتهت مريم من فرش أسنانها وخرجت لتجد مراد نائما على فراشه ملتفا بلحافه وينظر الى سقف الغرفة .. توجهت الى فراشها وأخذت أحد الكتب وأضاءت المصباح بجوارها وشرعت فى القراءة .. شعرت بنظراته مصوبة تجاهها فالتفتت تنظر اليه قائله
لو النور مضايقك أطفيه
هز رأسه نفيا فعادت الى كتابها .. سألها قائلا
أجاثا كريستى برده
ابتسمت قائله
لأ
اتكأ على مرفقه ومد يده الأخرى اليها .. نظرت الي يده الممدوده ثم أغلقت الكتاب ومدت يدها به اليه .. تفحص الغلاف و المقدمة ثم قال
استمتع بحياتك !
قالت مريم
بحبه أوى ما بملش من قرائته أبدا
قال مراد وهى يفر صفحات الكتاب
قرأت كتير لدكتور محمد العريفي بس الكتاب ده مقرأتوش
قالت بحماس
لو قراته مرة هتدمنه الكتاب فعلا روعة
نظر اليها قائلا
خلصيه وهاتيهولى أقراه
قالت له
مفيش مشكله اقراه .. انا اصلا قراته كتير قبل كده .. وبعدين معايا كتب تانية ممكن اقراها
نظر اليها مراد متفحصا
شكلك بتحبي تقرى كتير
قالت مبتسمة وهى تنظر أمامها
بابا الله يرحمه كان بيحب يقرأ كتير .. وعودنى على كده
ابتسم مراد قائلا
أنا كمان خدت العادة دى من والدى الله يرحمه
حملت مريم أحد الكتب بجوارها وشرعت فى قرائته .. الى أن غلبها النعاس فوضعته على الكمودينو وأغلقت المصباح وأولت مراد ظهرها ونامت .. ظل مراد ساهرا يستمتع بقراءه الكتاب الذى شعر بأنه يستحق القراءة بالفعل .. أثناء قراءته عندما أوشك على تقليب احدى الصفحات وجد ورقة تسقط من الكتاب .. أمسك الورقة ونظر الى مريم النائمة .. ثم نظر الى الورقة المطوية فى تردد .. لكن فضوله غلبه ..
متابعة القراءة