أبيها لن تفاجئيني بعد الآن بما أنك ابنته....فكر ليث ساخرا.
على فكرة ورد أوصيت عائشة بتحضير طعام و بما أنني أعرفك جيدا طلبت منها تجهيز كميات مضاعفة تكفي المحتجزات معك أرجوك كلي شيئا فوجهك شاحب و أنا متأكد بأن ما بك حمى و ليس دفئ هواء الحجز... اتفقنا
أومأت بتأثر وليث يطلب لمياء لاصطحاب ورد بعد أن ودعت هذه الأخيرة والدها الذي ظل مع ليث.
وصلت ورد إلى الحجز و أول ما قامت به أن أراحت بال صديقتها ثم أسندت عليها رأسها و راحت في نوم كأنها غابت عن الوعي فقد وصل بها التعب أقصاه.
تبت ليث أنظاره على وجه العميد يعلمه بأنه منتظر تفسيره فلن يفوت هذه الفرصة لذا قرر مشاكسته بسؤاله.
أخبرني ليث ..ماذا ظننت بأنه يجمعنا ..حقا أخبرني لن أغضب...
أجابه بتردد وبعض الخجل.
يعني ...أنا اعتقدت.. اااا يعني... هي فتاة جميلة وأنت وسيم و بصراحة ظننتها من تمكنت من أسوار قلبك.
ضحك العميد مصطفى معقبا.
طبعا هي من تمكنت من أسوار قلبي ووالدتها قبلها.
سكت قليلا يفكر في شيء ما فعاجله ليث بالسؤال عن أمها.
السيدة عائشة
أومأ العميد سلبا يفسر له بشجن استولى على ملامحه بوجوم حزين.
لا ليست السيدة عائشة هذه المرأة و زوجها ....أنا مدين لهما بحياتي إن طلباها لن أتأخر .....آه يا ليث من چرح ينغرس بأعماقك فتقوى جذوره إلى أن تتفرع بين أرجاء صدرك حتى يندمج بجسدك و يطلق ثماره المرة تذوب مع دمائك وأعصابك فلا يمكن اقتلاعها إلا باستئصال الجسد معها ...وهذا يعني المۏت ..المۏت يا بني و لكني لا أستطيع لأن هناك وسط القلب تقبع نقطة نور بيضاء نقية تدعم هذا القلب و تذكره بأن الله موجود و أن الحياة تستحق و أن الآخرة تستحق أكثر ...هذه النقطة هي ورد نور حياتي وبهجتي وسط حزني و رثائي امرأة كانت نصفي الآخر امرأة لم أخترها و لم تخترني و إنما القدر جمعنا معا و بارك الله زواجنا حسب نياتنا وأحببنا بعضنا فلقد كنا صغارا فقط في الثالثة والعشرين حين تزوجنا... أنا كنت بالمعهد الملكي للشرطة و هي بكلية الآداب كانت مغرمة باللغة العربية وورد ورثث حبها للغة ...كانت ابنة عمي و خالتي في نفس الوقت وحيدتهما في الحقيقة مثلي وحيد والداي.. كبرنا معا في بيت واحد الحقيقة أنني لم أفكر بها كزوجة أبدا ولا أظنها هي أيضا فعلت ..في يوم مضى قرروا الذهاب برحلة إلى مدينة سياحية أذكر أن أمي قد طلبت مني مرارا الذهاب معهم إليها لكني لم أستطع كنت أحاول إثبات نفسي بالمعهد لأكون من المتميزين للتأهل إلى امتحان المحققين المهم لم أذهب معهم ليأتيني خبر وقوع حاډث لهم.... رحت أجري كالمچنون لأصل المستشفى حيث أعلموني بأنه لم ينجو سوى الفتاة.... الصدمة كانت قاسېة جدا و أنا أراها ممددة فوق السرير بلا حول ولا قوة وكسور متفرقة بجسدها تجهل خبر ۏفاة أهلنا ..هناك فكرت بأن تلك الفتاة هي كل ما تبقى لي ...هي عائلتي رائحة أبي و أمي سواء فأقسمت أن لا تفارقني أبدا ...عندما أفاقت أخبرتها فاڼهارت وبذلت جهدي كي لا أفقدها والخۏف من الوحدة قد تلبسني... عندما تعافت قليلا طلبت منها الزواج ترددت فبكيت أمامها كطفل صغير فقد أمه و هو جزع من المستقبل فوافقت وكانت تلك أول مرة التقط نظرة حب بعينيها عندما رأت دموعي ..تزوجنا في المستشفى و كان طبيبها وصديقي الوحيد وزميلي بالمعهد علي الخطاب الشاهدين على زواجنا.. لم يمضي وقتا حتى أحببتها بكل جوارحي.. كانت حقا وردة تسر قلبي بجمال ملامحها الطيبة وعبير روحها الراقية.
يحدق به ليث متأثرا بينما هو يستطرد.
نعم .. ابنتي تحمل اسم والدتها ....وردة حياتي العطرة ...أجلنا الإنجاب لحين فراغها من الجامعة وأنا ركزت على دراستي وبالفعل نجحت بامتياز واجتزت امتحان المحققين وأصبحت في سن الخامس و العشرين مفتش أمسك أول قضية لي وكنت سعيدا جدا إذ أن عميدا بارع بالمدينة حينها اختارني لأتولى معه تلك القضية يشهد لي بذكاء حاد و حاسة استشعار للخطړ كما كان يقول والقضية كانت البحت عن قاټل متسلسل ېقتل النساء