اشواك الورد الجزء الثالث بقلم مني لطفي

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث
استلقت ورد بتعب فوق سريرها تحس ببوادر التهاب اللوزتين فصړاخها اليوم فاق كل الحدود بالإضافة إلى برودة الجو ...خروجها لتلك الشرفة كانت فكرة خاطئة فكرت ورد تردف بلسانها.
الحمد لله على الأقل الأولاد بخير... سأستعجل بقضية التحقيق يجب أن يستبدل طاقم الإدارة بأسرع وقت..
وكانت تلك آخر عبارة نطقت بها قبل أن تغط في نوم عميق بسبب الدواء الذي تجرعته. 

دقات متتالية على باب غرفة ليث أيقظته من نومه العميق طالع الساعة المشيرة إلى السابعة صباحا تعلمه بموعد قيامه فصاح بعد دقات أخرى. 
أدخلي خالة سعاد أنا مستيقظ. 
دخلت امرأة بأواسط الخمسين بسيطة الملبس ممتلئة الجسم حنونة الملامح ما إن لمحت حالة الغرفة حتى اشمأزت تلومه بقولها الحاني. 
ما هذه الفوضى يا ولد كلما غبت يومين أجد الشقة مقلوبة على رأسها أنا لا أعلم إذا مت ماذا ستفعل من دوني وأنت تكره الخادمات و لا تريد الزواج
تصنع ليث العبوس بينما يغادر السرير بثياب عادية سروال وكنزة ارتداهما على غير عادته حين يعلم بأنه وحيد ولن تأتي الخالة.
قبل رأسها من فوق قماش حجابها معقبا بصدق. 
لا حرمني الله منك يا خالة وما ولد هذه احترميني قليلا أنا ضابط ممتاز وقد تجاوزت الثلاثين منذ أربعة سنوات مضت. 
بدأت الخالة سعاد بالتقاط الملابس من الأرض بينما تجيبه بتبرم.
في الثلاثين... في السبعين ستبقى دائما ولدي الصغير الحبيب أول من حضنته بين يدي و كبر أمامي و عايشت كل مراحل حياته حتى الغريبة منها.
كان قد التقط المنشفة وفتح باب خزانته يستل بعض الملابس وهو يجيبها بمزاح.
آه لو تسمعك أمي سيحمر وجهها و تثور ثائرتها ....أنا لا زلت لا أصدق كيف تركت لك مسؤولية تربيتي مع كل كبريائها الأرستقراطي 
ضحكت بخجل مرح تجيبه بملامح ماكرة. 
الفضل بعد الله يعود لجديك. 
تفاجأ ليث يتساءل بحيرة بينما يقف حاملا الملابس والمنشفة. 
جدتي لا أصدق فهي أحلى من السكر وحنونة جدا ولم أرها يوما تعامل أمي بحزم أما جدي نعم اصدقك.
انتقلت لترتيب السرير وهي تعقب. 
جدتك امرأة طيبة وتستحمل أمك لكن حين يتعلق الأمر بحفيديها الوحيدين الأمر يختلف وتجيد تحريك خيوطها من بعيد.
ثم استقامت تكمل بأسى ورجاء.
متى ستعود إلى القصر إنه مظلم بغيابك بني أنت تركته من أجل تلك التي أرفض ذكر اسمها والآن هي خارج حياتك وعدتنا بأنك ستبتعد قليلا وتعود لكنك تأخرت والجميع ينتظرونك.. أرى الانتظار في عيونهم كلما ذكر أسمك بني .
انبثق الأسى على وجهه و الألم يعتصر أحشائه يجيبها بينما يهم بترك الغرفة. 
قريبا... قريبا جدا خالة سعاد. 
همت بقول شيء إلا أن رنين الهاتف حال دون ذلك لتعود الى أشغالها وهي تدعو له بالهداية بينما ليث يعود ليلتقط الهاتف من على المنضدة المنخفضة.
صباح الخير سيدي هناك إخبارية مؤكدة عن مخزن به كمية كبيرة من الممنو عات ومن نفس النوع الذي نحن بصدد التحقيق حوله. 
برقت مقلتاه بزرقة قاتمة وهو يجيبه بحزم.
أحضر إذن بالتفتيش ستجده جاهزا عند الوكيل و سألقاك بالعنوان امليه علي! 
أملاه عليه وليته لم يفعل.
ماذا هل أنت متأكد
أصغى لرد محدثه و صدغيه يتصلبان بجمود رهيب ثم حذره بحزم.
لاقيني أمام العنوان إياك و الدخول قبل أن آتي هل فهمت سلام.
في منزل ورد استيقظت السيدة عائشة كعادتها قبل الفجر تصلي ركعات حتى يؤذن الفجر فتمر بحجرة ابنتها لتوقظها وتطمئن عليها. 
لاحظت عليها أثر المړض رغم تحاملها لهذا ما إن عادت إلى النوم أخذت والدتها هاتفها لتنام براحة.
السلام عليكم أمي كيف أصبحت
خاطب محمود والدته بعد
تم نسخ الرابط