من الصحابي الذي سلمت عليه الملائكه

موقع أيام نيوز

عام خيبر أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعا ..
ومنذ وضع يمينه في يمين الرسول أصبحت يده اليمنى موضع تكريم كبير فآلى على نفسه ألا يستخدمها الا في كل عمل طيب وكريم ..
هذه الظاهرة تنبئ عما يتمتع به صاحبها من حس دقيق ..
وعمران بن حصين رضي الله عنه صورة رضية من صور الصدق والزهد والورع والتفاني وحب الله وطاعته ...

وان معه من توفيق الله ونعمة الهدى لشيئا كثيرا ومع ذلك فهو لا يفتأ يبكي ويبكي ويقول يا ليتني كنت رمادا تذروه الرياح .. !!
ذلك أن هؤلاء الرجال لم يكونوا ېخافون الله بسبب ما يدركون من ذنب فقلما كانت لهم بعد اسلامهم ذنوب ..
انما كانوا يخافونه ويخشونه بقدر ادراكهم لعظمته وجلاله وبقدر ادراكهم لحقيقة عجزهم عن شكره وعبادته فمهما يضرعوا ويركعوا ومهما يسجدوا ويعبدوا ..
ولقد سأل أصحاب الرسول يوما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله مالنا اذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا دنيانا وكأننا نرى الآخرة رأي العين .. حتى اذا خرجنا من عندك ولقينا أهلنا وأولادنا ودنيانا أنكرنا أنفسنا .. 
فأجابهم عليه السلام والذي نفسي بيده لو تدومون على حالكم عندي لصافحتكم الملائكة عيانا ولكن ساعة .. وساعة ..
وسمع عمران بن حصين هذا الحديث .. فاشتعلت أشواقه .. وكأنما آلى على نفسه ألا يقعد دون تلك الغاية الجليلة ولو كلفته حياته وكأنما لم تقنع همته بأن يحيا حياته ساعة .. وساعة .. فأراد أن تكون كلها ساعة واحدة موصولة النجوى والتبتل لله رب العالمين .. !!
وفي خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أرسله الخليفة الى البصرة ليفقه أهلها ويعلمهم .. وفي البصرة حط رحاله وأقبل عليه أهلها مذ عرفوه يتبركون به ويستضيؤن بتقواه ..
قال الحسن البصري وابن سيرين ما قدم البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد بفضل عمران بن حصين ..
كان عمران يرفض أن يشغله عن الله وعبادته شاغل استغرق في العبادة واستوعبته العبادة حتى صار كأنه لا ينتمي الى عالم الدنيا التي يعيش فوق أرضها وبين ناسها ..
أجل ..
صار كأنه ملك يحيا بين الملائكة يحادثونه ويحادثهم .. ويصافحونه ويصافحهم ..
ولما وقع الڼزاع الكبير بين المسلمين بين فريق علي وفريق معاوية لم يقف عمران موقف الحيدة وحسب بل راح يرفع صوته بين الناس داعيا اياهم أن يكفوا عن الاشتراك في تلك الحړب حاضنا قضية الاسلام خير محتضن .. وراح يقول للناس لأن أرعى أعنزا حضنيات في رأس جبل حتى يدركني المۏت أحب الي من أن أرمي في أحد الفريقين بسهم أخطأ أم أصاب ..
وكان يوصي من يلقاه من المسلمين قائلا الزم مسجدك .. فان دخل عليك فالزم بيتك .. فان دخل عليك بيتك من يريد نفسك ومالك فقاتله ..
وحقق ايمان عمران بن حصين أعظم نجاح حين أصابه مرض موجع لبث معه ثلاثين عاما ما ضجر منه ولا قال أف .. بل كان مثابرا على عبادته قائما وقاعدا وراقدا ..وكان اذا هون عليه اخوانه وعواده أمر علته بكلمات مشجعة ابتسم لها وقال ان أحب الأشياء الى نفسي أحبها الى الله .. !!
وكانت وصيته لأهله واخوانه حين أدركه المۏت اذا رجعتم من ډفني فانحروا وأطعموا ..
أجل لينحروا ويطعموا فمۏت مؤمن مثل عمران بن حصين ليس مۏتا انما هو حفل زفاف عظيم ومجيد تزف فيه روح عالية راضية الى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ...

تم نسخ الرابط